أعلن وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح ابن عبدالعزيز آل الشيخ حاجة الحج إلى المزيد من الاجتهادات الفقهية التي تصب في مصلحة وسلامة الحاج وتساعده وتسانده وتدعم مسيرته واستقراره طوال رحلته إلى الله، معتبراً أن النصوص الشرعية في هذا الباب قليلة وغير كافية لمعالجة المشكلات والقضايا المعاصرة التي طرأت وتحتاج إلى نظر وبحث. وقال: «نلاحظ أن اختلافات أهل العلم في جوانب الحج وأحكامه كثيرة، لعدم وجود الرأي الفقهي والنص الشرعي الواضح في كثير من القضايا، ما يستوجب على المهتمين والمختصين والمتعمقين في فقه الحج الوقوف أمام هذه الاختلافات وهذه المسائل التي طرأت والعكوف على درسها وقراءة النصوص بعناية، والتأمل والتعمق داخل سطور أبحاث «فقه النوازل في الحج»، خصوصاً في هذا الزمن الذي يكثر فيه جهل عامة الناس بالعلوم الشرعية والأحكام الفقهية ما يكون أحد مسببات الكوارث». وأضاف: «ما نشاهده اليوم من الازدحام الشديد عند الطواف والسعي وعند رمي الجمرات والمبيت في منى الناتج من تزايد عدد الحجاج يفرض على العلماء وطلبة العلم والدعاة والباحثين التركيز في بحوثهم على أسباب المشقة التي أصابت الناس وشغلتهم». ومضى بالقول: «إن الاجتهاد الذي نتطلع إلى بلوغه في مضمون «فقه النوازل» نوعان فردي وجماعي»، مشيراً إلى أن الواقع والتجارب يؤكدان أن الاجتهاد إذا كان جماعياً كان اقرب إلى حكم الله عز وجل وهو الصواب، مستوجباً على أهل العلم عند نزول نازلة، المبادرة من خلال هيئاتهم ومؤسساتهم ومجامعهم لدرسها وبيان حكم الله في هذا الموضوع وبالتالي يصبح الرأي الجماعي محل التقدير والقبول عند جميع الأطراف المعنية. وتابع: «نشاهد بكل اعتزاز هذه المشاريع المباركة والتوسعة العظيمة غير المسبوقة للحرمين الشريفين وهذا يأتي بفضل الله تعالى وتوفيقه الذي جند أبناء الوطن ومكتسباته لخدمة ضيوف الرحمن ورعاية الحرمين الشريفين والعناية بما يتصل بالحج والحجاج بتوجيهات ولاة الأمر». وأوضح آل الشيخ أن اختلافات أهل العلم حول رحلة الحج وأحكامه كثيرة ومتشعبة، لذا لا بد من التفكير للاستفادة من فقه النوازل في الحج ما يتطلب مزيداً من الاجتهاد الجماعي من أهل العلم، لا فتاً إلى أن من أهم النقاط التي يفرض علينا النظر فيها من خلال فقه نوازل الحج في هذا الزمن أعداد الحجاج المتزايدة عاماً بعد عام، والمبيت في منى الذي أصبح فيه صعوبة بالغة في ظل محدودية مساحة منى وزيادة أعداد الحجيج كما هو معروف للجميع ما تنتج منه مجموعة من المشكلات التي من أبرزها استمرار ظاهرة الافتراش التي تفشت وأصبحت قضية بالغة الصعوبة وهي بحاجة إلى درس وبحث دقيق يحقق حلولاً فقهية نتعامل بها وفق نصوص واضحة ومعتمدة، إضافة إلى قضية الازدحام الناتجة من ضيق المساحات، محدودية الحدود الشرعية للمشاعر هي الأخرى بحاجة إلى نظرة فقهية، مضيفاً أن من المواضيع التي بحاجة كذلك إلى الدرس والنظر والبحث موضوع حج الفرض عن المرأة والعاجز، وموضوع الإنابة في الرمي ووقته الذي عندما اشتدت فيه الضائقة على الناس نظر أهل العلم إلى أنه يجب أن يمتد وقت الرمي إلى منتصف الليل.