في الثمانينات والتسعينات الهجرية، ظهر الطرب الشعبي الأصيل الذي يحمل موروثاً جميلاً يتناول اللحن العذب والكلمات الرقيقة. شعراء تلك الفترة أبدعوا وأثروا الأغنية الشعبية،ولذلك كنا نسمع أغاني جميلة بلحنٍ جميل يؤديها فنانون كان لهم حضورها الرائع آنذاك، وكانت في تلك الفترة تشتعل أسواق أشرطة الفنانين الشعبيين وكان الإقبال عليها كبيراً من قبل شريحة كبيرة من جمهور الفن الشعبي الجميل. سلامة العبدالله والنخيلان والإحسائي وبدر الغريب والصريخ وحمد الطيار وغيرهم كثير كانوا يشكلون روعة الطرب الشعبي في تلك الفترة وكان لهم حضور مميز وجماهير كثر، استطاعوا أن يثروا الساحة الشعبية باللحن الجميل وأذكر أن أسواق الأشرطة في تلك الفترة كانت تزدحم بالجماهير المحبة للطرب الشعبي وفنانيه. في تلك الفترة الزمنية لم يكن سوى الفن الشعبي من خلال الغناء الأصيل حيث كان الفنانون يتسابقون على الشعراء، حتى أنه لم يكن هناك ملحنون كماهو موجود في الوقت الحاضر، بل كان الغالب هو تلحين الفنان لنفسه كلمات الأغنية ومن هنا وبالرغم من كل تلك الظروف التي مرت بها الأغنية الشعبية إلا أن الفنانين أبدعوا وأصبحت لهم قاعدة جماهيرية كبيرة. وعلى أن الفنانين في تلك الفترة لم يكن لديهم المعطيات الحقيقية والكاملة للإنتاج الغنائي، إلا أنهم استطاعوا إظهار الطرب الشعبي جميلاً بقي حتى الآن متداولاً ويشكل ذكرى جميلة عبر تلك السنوات الماضية، ولذلك وبالرغم من التطور الحديث في الأغنية الآن إلا أنني أرى أن الطرب الشعبي لايزال يعتلي قمم الفن بالرغم من ابتعاد الكثير من الفنانين الشعبيين عن الغناء ولم يبق منهم إلا القليل. يبقى الطرب الشعبي علامة بارزة في ظهور الفن الغنائي السعودي، ويبقى له جمهوره ومحبوه في وقتنا الحاضر. أخيراً: أنا اللي ضيعت ظلما ليالي غربته دربه وأنا اللي تاه في همه وأنا اللي كثرت أسفاري أصيح وصرخة أحزاني نزيف جروح مضطربه ألا ياغربة العاشق كفاني دمعي الجاري