ولد مهاجم منتخب كوريا الجنوبية بارك تشو يونغ في جو متواضع في دايغو منحه اهتماما كبيرا بالتعليم فبعد حصوله على معدل ذكاء بنسبة 150 تساءل اساتذته عن سبب تفضيله الرياضة بدلا من متابعة دراسته. اتفق اهله مع المدرسين في مجتمع محافظ يمنح الاولوية للدراسة التي تجلب الاستقرار وتؤمن المستقبل، لكن بسبب اصرار مزعج من مدربه رضخ الاهل فبدأت الحكاية. يتذكر بارك: "عندما كنت في عامي الرابع في المدرسة الابتدائية كان لدينا لقاء في العاب القوى ومارست كرة القدم ممثلا صفي، فسجلت ثلاثة اهداف، بعدها طلبني المدرب للانضمام اليه. رفضت والدتي بداية، لكن بعد اصراره اللامتناهي لم يعد يمكننا الرفض فكانت خطوتي الاولى في عالم كرة القدم". لكن بارك المهاجم الذي كان في يوم من الايام نجم المستقبل في كوريا الجنوبية يحتاج اليوم الى تنظيف صورته المحلية وحمل كوريا الجنوبية الى تحقيق انجاز جديد في كأس العالم لكرة القدم. يأمل بارك في تعويض مسيرة مضطربة، اعتقد انه بترك موناكو الفرنسي الى ارسنال الانكليزي عام 2011 مقابل ثلاثة ملايين جنيه استرليني سيقطع خطوة الى الامام في عالم كرة القدم الغربية، لكنه لم يلعب سوى مباراة واحدة مع المدفعجية، بالاضافة الى تصرفات حولته الى رجل غير محبوب في البلاد. اعتذر علنا في 2012 لنيله تأشيرة اقامة في موناكو لعشر سنوات تساعده في تأجيل خدمته العسكرية في كوريا الجنوبية، وهي خطوة لا يتقبلها مجتمع يعتبر نفسه في حرب دائمة مع جارته كوريا الشمالية. اعاره ارسنال الى سلتا فيغو الاسباني، فاصبح صاحب العلاقة السيئة مع رجال الاعلام اول كوري يسجل في الليغا، قبل ان يعود الى انكلترا معارا مع واتفورد. برغم ذلك، سجل بارك (28 عاما) احد هدفي الفوز على اليابان في برونزية لندن 2012، لكنه وقع ضحية الاصابات، ما صعب امكانية دخوله تشكيلة هونغ الراغب فقط باللاعبين غير المصابين، لكنه اجرى استثناء على قواعده نظرا لحاجته الماسة الى المهاجمين، فرد له بارك الجميل في مارس الماضي في ودية اليونان عندما سجل هدفه الدولي الاول منذ نوفمبر 2011. يمكن الان لافضل هداف في تاريخ كوريا الجنوبية (24 هدفا في 63 مباراة دولية) ان يلعب دور المهاجم المخضرم الى جانب الشاب سون هيونغ مين في مجموعة ثامنة معقولة تضم بلجيكا والجزائر وروسيا. مشوار جيد في البرازيل قد يبيض صفحته ويفتح باب الهدنة مع الصحافيين برغم كشفه ان لا شيء شخصيا معهم: "لا اكره الصحافيين كما كتب بعضهم، اعتقد انهم يجب الحكم على اللاعبين بالفعل وليس بالكلام". لفت بارك الأنظار في بطولة آسيا للشباب 2004 حيث قاد بلاده إلى إحراز لقبها القاري الحادي عشر كما توج هدفا للبطولة وأفضل لاعب فيها. يملك ذكاء وخيالا كبيرين على أرضية الملعب ويمتاز بقدرة هائلة على إنهاء الهجمات ما يجعله واحدا من أكثر المهاجمين موهبة في تاريخ كرة القدم الكورية الجنوبية. بعد اختياره أفضل لاعب آسيوي واعد لعام 2012، انضم الى أف سي سيول وأنهى موسمه الأول في صفوف فريقه الجديد ثانيا في ترتيب الهدافين قبل أن يتم اختياره بالإجماع أفضل لاعب واعد. عروضه القوية على الساحة المحلية كانت مفتاحه إلى خوض أول مباراة دولية ضد أوزبكستان في التصفيات المؤهلة إلى المانيا 2006 فسجل هدفاً، وبرغم من كونه لعب دورا أساسيا في التصفيات، لم تكن مشاركته الأولى في العرس الكروي ناجحة لأنه لم يخض مباراتي فريقه الأولين في النهائيات، ثم شارك احتياطياً في المباراة الأخيرة التي خسرها 0-2 أمام سويسرا. سجل 35 هدفا في 96 مباراة مع سيول، وبعد تراجع مستواه جرب حظه مع موناكو في 2008 قبل أن يشارك في صفوف منتخب بلاده الأولمبي في العام عينه، وفي وقت كان يتأقلم مع أجواء الدوري الفرنسي، خاض تصفيات ناجحة في طريق منتخب كوريا نحو جنوب أفريقيا 2010، ثم نجح في افتتاح رصيده في النهائيات من ركلة حرة مباشرة في المباراة ضد نيجيريا والتي انتهت بتعادلهما 2-2 والتي أمنت تاهل محاربي تايغوك إلى دور الستة عشر وذلك بعد تسجيله عن طريق الخطأ في مرماه في مباراة الارجنتين، وكان بارك أيضا عنصرا أساسيا بإشراف المدرب الحالي هونغ ميونغ بو في دورة الألعاب الآسيوية عام 2010، ثم في صفوف منتخب بلاده الأولمبي عام 2012. بعد هبوط موناكو الى الدرجة الثانية تردد ان فولهام وليفربول الانكلييزين وليل الفرنسي مهتمة به، سافر الى ليل لاجراء الفحص الطبي، وبدلا من اكماله خرج من الفندق وسافر الى لندن للانضمام الى ارسنال، تصرف اذهل رئيس النادي الشمالي ميشال سيدو ووصفه ب"غير المقبول من جانب انساني".