قالت البنوك المحلية أمس إن شكاوى عملائها جراء تعرضهم لمحاولات تحايل انخفضت بواقع 50 في المئة خلال عامين فقط. وحذرت "لجنة الإعلام والتوعية المصرفية" المنبثقة عن البنوك المحلية، عقب انطلاق حملتها التوعوية السادسة على التوالي ضد عمليات الاحتيال المالي والمصرفي تحت عنوان " وأنت الكسبان " من الثقة المفرطة في إفشاء الأرقام السرية، نافية في الوقت ذاته أن يكون لإطلاق الحملة أي تبعات سلبية من شأنها أن تسهم في إحجام جمهور عملاء البنوك السعودية عن استخدام القنوات المصرفية الإلكترونية. وأكد طلعت حافظ، أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك المحلية في مؤتمر صحافي أن ظاهرة الاحتيال المالي والمصرفي آخذة في التزايد على المستوى العالمي، مشيرا في الوقت ذاته الى تسجيل معدلات قياسية متزايدة مقارنة بالأعوام السابقة. وقال" هذا ينذر بمزيد من المخاوف جراء تفشي مثل هذه الظاهرة التي باتت تشكل مصدر تهديد فعلي لمجمل التعاملات المالية الإلكترونية". ودعا حافظ عملاء البنوك إلى تجنب استخدام الأرقام المتسلسة والمكررة والمشتقة من تواريخ الميلاد كأرقام سرية لبطاقات الائتمان. وقال:" نحن في المملكة نشكل جزءاً من هذا العالم الذي أصبح أكثر ما يكون اليوم كتلة مالية وتجارية واحدة، فما يشكل تهديداً لأجزاء من هذه الكتلة بالنسبة للتعاملات الإلكترونية، يمثل تهديداً لمعظمها"، مؤكدا متابعة أبرز مستجدات عمليات التحايل الإلكتروني التي باتت تؤرق اليوم العالم بأسره، وسبل الوقاية منها، باتخاذ كافة التدابير الوقائية للحد من تبعاتها وتداعياتها في مجالات العمل المصرفي المختلفة. واعتبر أن البنية التقنية المصرفية في المملكة محاطة بمنظومة حماية تعتمد أحدث المعايير الأمنية، وتطبيق أفضل الممارسات في العالم، مشيراً إلى ما سجّله حجم التعاملات المصرفية الإلكترونية واستخدام البطاقات البنكية والائتمانية بأنواعها المختلفة من قفزات نوعية خلال السنوات القليلة الماضية، حيث بلغ عدد العمليات التي تم تنفيذها خلال العام الماضي من خلال الشبكة السعودية للمدفوعات (سبان) وأجهزة الصرف الآلي التابعة للبنوك 1,3 مليار عملية في حين بلغت قيمة السحوبات النقدية خلال نفس العام 658 ألف مليون ريال. فيما شددّ محمد الربيعة، رئيس فريق العمل الإعلامي والتوعية المصرفية، على أهمية التوعية المصرفية التي تقوم بها البنوك السعودية، من خلال تنفيذها سنوياً حملات متخصصة ضد عمليات الاحتيال المالي والمصرفي، لا سيما في مثل هذا التوقيت من كل عام، الذي عادة ما يشهد حراكاً مرتفعاً في معدلات البيع والشراء، والسفر والتنقل، والاستعداد لكثير من المناسبات الخاصة التي تمثل هذه الفترة من العام التوقيت الأفضل لها. الى ذلك أرجع إبراهيم أبو معطي، عضو فريق العمل الإعلامي والتوعية المصرفية في البنوك السعودية، الفضل في نجاح حملات التوعية السابقة التي نفذتها البنوك السعودية إلى التعاون الكبير الذي أبدته كافة البنوك السعودية في التصدي لمختلف قضايا الاحتيال المصرفي والمالي، بتسخيرها لكافة قنواتها المصرفية الإلكترونية ومنافذ البيع لبث أكبر عدد ممكن من الرسائل التحذيرية لزيادة درجة الوعي لدى عملائها، إضافة إلى ما أنفقته البنوك السعودية على تحديث تقنياتها المصرفية وتطويرها وفق أرفع المستويات العالمية للتصدى لمختلف أشكال الاحتيال المالي والمصرفي.