داخل شارع خلفي في قلب سوق العتيبية التجاري الشهير بمكة المكرمة، ثمة سوق رائج عرف بزقاق الحريم يجمع نسوة يعرضن بقايا بضاعة متنوعة يفترشن الأرض ويباشرن أعمال البيع لأكثر من نصف قرن. عشرات السيدات امتهن مهنة التجارة لسد أفواه جائعة تقبع خلف أسوار المنازل، في صورة مضيئة للكفاح وتجاوز لسعات الحرارة وموجات الأتربة إذ يمارسن البيع لأكثر من ست ساعات تمتد من عقب صلاة العصر إلى الساعة الحادية عشرة. وراء كل سيدة قصة وحكاية فمنهن مطلقات وأرامل وعجزة لا تقوى على العمل، لكنها تقاوم الظروف وسط هاجس توفير لقمة العيش لصغارها. ربع قرن عمر الزقاق الذي عرف أول البسطات في أوائل القرن الجاري تحولت لقصة كفاح لم تطمسها الصعاب والظروف وسط إقبال نسائي وذكوري واضح. بسطات الحريم.. هكذا تعرف قامت على أنقاض غلاء إيجار المحلات التجارية في سوق شهير بمكة متخذة من سور مدرسة بنات ساندا لها يقيها من الغلاء الفاحش حيث تتقاسم البائعات معظم حرم السور المدرسي حيث تظلل العمارات التجارية الشاهقة زقاقهن الأمل الذي تحول لسوق نسائي معروف. بضائع السيدات لا تخرج عن بيع المستلزمات النسائية الخاصة والحناء والأقمشة واللبان والبخور والطرح والشالات والأغطية النسائية. هل يمكن أن تتحرك وزارة التربية والتعليم وأمانة العاصمة المقدسة في رفع المعاناة على البائعات بتحويل السور الذي يقع خلفه ارتداد مهمل إلى أكشاك حضارية مكيفة تخفف عنهن النقل والعرض اليومي لبضائعهن ويحقق لهن مزيدا من الدعم كأسر منتجة.