قالت وزارة الخارجية التركية إنه لم يكن هناك خيار أمام الدبلوماسيين والجنود المحتجزين داخل القنصلية التركية في مدينة الموصل بشمال العراق سوى الاستسلام بعد أن حاصر مئات المتشددين المدججين بالسلاح المبنى في الأسبوع الماضي. واحتجز مسلحون من جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام يوم الأربعاء 49 تركيا بينهم جنود من القوات الخاصة ودبلوماسيون وأطفال مما اثار انتقادات لحكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان لفشلها في توقع الخطر وإخلاء القنصلية بسرعة. ويهدد هجوم مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام بتفكيك العراق ويضع تركيا في مواجهة تهديد بفعل توسع الجماعات الإسلامية المتشددة المسلحة في جارتيها الجنوبيتين حيث تحقق الدولة الإسلامية في العراق والشام مكاسب أيضا في سوريا. وقال نائب وزير الخارجية التركي ناجي كورو إنه جرى اتخاذ جميع التدابير الأمنية في القنصلية لكن الأحداث تطورت بسرعة وتركت قوات الأمن العراقية المتمركزة حول المبنى مواقعها بعد أن سيطر مسلحو الدولة الإسلامية على الموصل. وقال كورو للصحفيين في أنقرة "أصدرنا أمرا بإجلاء الموجودين داخل القنصلية (يوم الثلاثاء) لكن قنصلنا العام أبلغنا بأن الوضع داخل القنصلية أكثر أمنا. وقال إن من غير الممكن الإجلاء في هذه الظروف." وأضاف ان مئات المسلحين حاصروا القنصلية في اليوم التالي واتصل القنصل العام بأنقرة مرة أخرى، ومضى يقول "المتشددون طلبوا منهم الاستسلام خلال عشر دقائق وإلا فإنهم سيقتحمون القنصلية. اتصلنا برئيس الوزراء ووزير الخارجية على الفور واتخذ القرار (بالاستسلام)." وتابع كورو ان المسلحين دخلوا المبنى ونقلوا الموجودين في القنصلية إلى سيارات وانطلقوا إلى موقع آخر غير معروف ومازالوا هناك لكن لم يلحق بهم أذى. وقال بعض المعلقين الأتراك إن الحادث أضر بفرص وزير الخارجية أحمد داود أوغلو في خلافة اردوغان رئيسا للوزراء بعد انتخابات الرئاسة المقرر أن تجرى في أغسطس آب. وقال اردوغان الجمعة إن كل الجهود تبذل للإفراج عمن كانوا في القنصلية وكذلك مجموعة ثانية تضم 31 من سائقي الشاحنات الأتراك أسرهم مقاتلو الدولة الإسلامية أيضا في الأسبوع الماضي. وانتقد معارضيه لمحاولتهم استغلال وضع شديد الحساسية لتحقيق مكاسب سياسية.