جاءت زيارة "د. صلاح المزروع" -وكيل وزارة الصحة للإمداد والشؤون الهندسية- لمجمع الملك عبدالله الطبي ب"تبوك" كأمل جديد في افتتاح أحد أكبر الصروح الطبية بالمنطقة وهو "مستشفى الملك فهد التخصصي" قبل نهاية هذا العام. وتشهد منظقة "تبوك" نمواً سريعاً وكبيراً في عدد السكان، مما يستوجب سرعة إنجاز "مستشفى الملك فهد التخصصي" الذي قد يخفف الأعباء عن مستشفيات المنطقة، ومنها "مستشفى الملك فهد العام" الذي يُعد مبناه متهالكاً، حيث إنه في الأصل مبنى لوزارة المالية وأنشئ قبل أكثر من (50) عاماً كمبنى للجمرك!، كذلك قد يُخفف الضغوط على "مستشفى الملك خالد" الذي يتسع في الأصل إلى (200) سرير، وتم مضاعفة سعته الاستيعابية إلى (300) سرير من أجل مسايرة أعداد الحالات التي يتلقاها. وطالب أهالي المنطقة بسرعة تنفيذ "مستشفى الملك فهد التخصصي" الذي يضم جميع التخصصات الطبية، مما يُساعدهم على إيجاد العلاج المناسب لحالاتهم الطبية، على اعتبار أن أغلب المستشفيات الموجودة تُعاني من قلة الأسرّة، وكذلك الأطباء، إلى جانب نقص التخصصات الطبية، وهو ما يدعو السكان للسفر إلى دول قريبة لأجل طلب العلاج، أو السفر إلى مستشفيات المملكة البعيدة، مما يزيدهم مشقة وإرهاقاً، سواء مادياً من خلال المصروفات، أو معنوياً بمواجهة مخاطر الطرق. نقص أسرّة وأوضح "عبدالله الصدفاني" أنهم سعدوا بخبر اعتماد إنشاء هذا الصرح بالمنطقة، وذلك للحاجة الكبيرة له، حيث إن الكثافة السكانية تحتاج إلى بناء مستشفى متخصص يضم كافة التخصصات الطبية التي يحتاجها المواطن وأسرته، مضيفاً أنه الآن يلجأ الكثير من أبناء منطقة تبوك إلى السفر للعلاج في دول قريبة بحثاً عن الإمكانات العلاجية المتطورة، على الرغم أنه يوجد لدينا بتبوك "مستشفى الملك خالد" و"مستشفى الملك فهد" وكذلك "المستشفى العسكري"، مبيناً أن سبب سفر المواطنين هو طول الانتظار والمواعيد في بعض العيادات، وكذلك نقص الأسرّة والأطباء، مشيراً إلى أن البعض يراجع المستشفيات في مناطق المملكة لنفس الأسباب، ذاكراً أن زيارة "د. صلاح المزروع" -وكيل وزارة الصحة للإمداد والشؤون الهندسية- الأخيرة جاءت كبصيص أمل في قرب الافتتاح، والذي ننتظره لأجل إكمال المنظومة الصحية في منطقة تبوك. كوادر طبية وناشد "مقرن الذيابي" "م.عادل فقيه" -وزير الصحة المكلف- بضرورة الوقوف شخصياً على هذا المشروع الذي طال انتظاره، ففي كل فترة يتم الإعلان عن قرب تشغيله يتفاجأون بالعكس، لتبدأ فترة الأعذار من قبل المسؤولين أمّا بحجة تأخر المقاول، أو وجود خلل في البناء يحتاج للإعادة من جديد وهكذا، مضيفاً أن تبوك لا يوجد فيها بعض التخصصات الجراحية أو الطبية الخاصة للأطفال، مؤكداً على أن بعض الأُسر يتنقلون بأطفالهم ما بين خارج المملكة وداخلها، وما بين صرف مبالغ طائلة إلى البحث عن جهات تتبنى علاجهم، مبيناً أن الدولة تسعى دائما إلى بذل الميزانيات في سبيل توفير الخدمات الصحية لأبنائها. محمد الطويلعي مختار عبدالله عبدالله الصدفاني مقرن الذيابي موسم منير غالي الروقي وأكد "موسم منير" على أنه عانى شخصياً من عدم توفر مركز متخصص لعلاج أمراض القلب للأطفال، مضيفاً أنه كان يسافر بطفله إلى الرياض بعد تحويله من قبل أحد المستشفيات في تبوك؛ وذلك لعدم توفر الإمكانات العلاجية، ذاكراً أن الدولة تكفلت بقيمة التذاكر للمريض والمرافق، لكنه عانى من مشقة السفر بطفل رضيع يحتاج للمتابعة المستمرة بعيادة خاصة للقلب، وكذلك لإجراء عمليات متعددة، موضحاً أنه لو كان بالمنطقة مركز متخصص لأراح المواطنين من التعب ولكان أكثر فائدة، مُشدداً على أهمية سرعة إنجاز "مستشفى الملك فهد التخصصي" بما فيه من مراكز متخصصة، وكذلك جلب الكوادر الطبية التي تساعد في الرعاية الصحية لجميع أبناء المنطقة. طال الانتظار وتحدث "غالي الروقي" قائلاً: الكل يعلم حرص ولاة الأمر -حفظهم الله- على دعم مجال الصحة سنوياً بالميزانيات الضخمة، وذلك سعياً منهم لراحة المواطن وتوفير سبل الرعاية الصحية والعلاجية له، ولعل منطقة تبوك تحظى بهذا الدعم كغيرها من مناطق المملكة، مضيفاً أن المال متوفر لبدء تشييد الصروح الطبية المتميزة، والتي تنافس غيرها، مبيناً أنه على الرغم من الإعلان الدائم عن قرب افتتاح "مستشفى الملك فهد التخصصي" والذي سيضم كافة التخصصات التي يحتاجها المريض وأسرته، إلاّ أن الأمر طال انتظاره، والحاجة في ازدياد يومي، ذاكراً أن هناك من المرضى من يغادر أسبوعياً إلى دولة قريبة وهم يحملون التقارير بحثاً عن الطبيب الجيد والمركز الصحي المتخصص، محملين أنفسهم مخاطر الطريق وكذلك المصروفات الباهظة سواء العلاجية أو السكنية طوال فترة العلاج. وأشار إلى أنه لو سألت أحدهم عن قناعته بالسفر لأي دولة خارجية بحثاً عن العلاج لكان جوابه: "لا، لكن تعبت من مراجعة مستشفيات المنطقة دون وجود وجود العلاج المناسب"، مؤكداً على أن المستشفيات تعاني من زحام وانتظار، وكذلك عدم وجود الكادر الطبي الناجح في بعض التخصصات، متطلعاً بأن تسهل الأمور ويتم تنفيذ المشروع بموعده المحدد. زحام المستشفيات وقال "مختار عبدالله": منطقة تبوك بحاجة كبيرة لبدء هذا الصرح الطبي المنتظر، والذي يأتي ضمن المشروعات التي أعلنت عنها وزارة الصحة خلال الفترة الماضية، حيث إن أي مواطن يسعي للإفادة من الخدمات الصحية دون عناء أو مشقة، مضيفاً أنهم في تبوك يعانون من زحام شديد للمراجعين بالمستشفيات القائمة الآن، وكذلك الانتظار وعدم توفر أسرّة وأطباء بالقدر الكافي، مؤكداً على أن افتتاح مستشفى الملك فهد التخصصي سيسهم في حل تلك المشاكل، وهو ما يعود بالنفع على صحة الأهالي والسكان. وأوضحت "وفاء البلوى" أنها تسافر كل ثلاثة أشهر إلى مستشفى الملك خالد للعيون بالرياض، حيث تم تحويلها للمتابعة هناك، في ظل نقص وضعف الإمكانات في "تبوك"، مضيفةً أنها تسافر على حسابها الشخصي، مما جعلها تضطر أحياناً للسلفة والدين في سبيل إكمال علاجها، مؤملةً من "م.عادل فقيه" -وزير الصحة الجديد- إكمال ما بدأ به الوزير السابق "د.عبدالله الربيعة" وإنهاء معاناة مرضى المنظقة وذويهم. مشروعات مُنفذة وأكد الصيدلي "محمد بن علي الطويلعي" -مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة تبوك- على أن هناك عدداً من المشروعات المنفذة؛ ومنها "مجمع الملك عبدالله الطبي"، والذي بلغ تكلفة إنشائه وتشغيله وصيانته كمرحلة أولى (1737) مليون ريال، كما تم إنشاء مستشفى الملك فهد التخصصي مع التأثيث وبناء سكن العاملين بتكلفة معتمدة بلغت (626) مليون ريال، وكذلك إنشاء مستشفى الصحة النفسية مع الإشراف بتكلفة معتمدة بلغت (200) مليون ريال، إضافةً إلى مستشفى النساء والولادة بتبوك بسعة (200) سرير بتكلفة معتمدة بلغت (409) ملايين ريال، إلى جانب المراكز المتخصصة بالمجمع وهي مركز القلب سعة (100) سرير بتكلفة (120) مليون ريال تحت الترسية، والمركز الإقليمي لبنوك الدم ومركز السموم بتكلفة (60) مليون ريال، مضيفاً أن مركز طب الأسنان تحت الترسية بتكلفة (20) مليون ريال، مبيناً أنه تم إنشاء مركز السكر بتكلفة سبعة ملايين ونصف المليون ريال، واعتماد مبالغ التشغيل الذاتي والصيانة والنظافة وصيانة الأجهزة الطبية لمستشفى الملك فهد بمبلغ (289.5) مليون ريال. وأوضح أن المنطقة ستشهد خلال العامين المقبلين إضافة (1400) سرير بافتتاح المجمع والمستشفيات في "ضباء" و"أملج" بسعة (100) سرير لكل منهما، ذاكراً أنه بلغت تكلفتهما الإجمالية ما يزيد على (400) مليون ريال، كذلك جار إنشاء (13) مركزاً صحياً جديداً بتكلفة (50) مليون ريال، إلى جانب استحداث (17) مركزاً صحياً داخل الأحياء والمراكز الخارجية إلى ما هو موجود حالياً ليصبح عدد الأسرة (2475) سريراً بزيادة تقدر بأكثر من (120%). المشروع الجديد سيُخفف على مستشفى الملك فهد العام د. صلاح المزروع أثناء زيارته لمجمع الملك عبدالله الطبي