تشكّل الهبة السعودية لتسليح الجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار أميركي جزءا أساسيا من مؤتمر روما الوزاري المخصص لدعم الجيش اللبناني والذي ينعقد في العاصمة الإيطاليّة روما يوم الثلاثاء المقبل بحضور 40 دولة ومنظمة دولية ومن ضمنها بالطبع المملكة العربية السعودية. وقال مصدر دبلوماسي مطّلع على التحضيرات القائمة للمؤتمر ل"الرياض" بأنّ "مؤتمر روما ليس للمانحين وإنما يقدّم دعما سياسيا حقيقيا لمؤسسة الجيش اللبناني البعيدة من الطائفية وغير المسيّسة والتي أثبتت أنها أساسية في معادلة الاستقرار والأمن اللبنانيين". وإذا كانت اللمسات الأخيرة توضع على الاتفاقية اللبنانية الفرنسية لتسليح الجيش بتمويل من المملكة فإن الخطة الخماسية التي كان الجيش اللبناني قدمها لدعمه ستشكّل جزءا أساسيا من المؤتمر المذكور أيضا. يمثّل لبنان وفدا من قيادة الجيش بالإضافة الى وزيري الدفاع والخارجية اللبنانيين. وتفتتح المؤتمر وزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موغيريني، تليها وزيرة الدفاع روبرتا بينوتي، ثمّ يلقي رئيس الوفد اللبناني كلمة لبنان ويليه ممثّل الأممالمتحدة. وسيتخلل الاجتماع عرض موجز باسم الحكومة اللبنانية ثم مداخلات لعدد من الدول، وينتهي الاجتماع بتوصيات تعلنها وزيرة الخارجية موغيريني يليها مؤتمر صحافي مشترك لها ولبينوتي. أمّا الدوّل والمنظمات المدعوّة فهي الآتية: الأممالمتحدة ممثلة بالممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريرك بلامبلي، الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية. أما لائحة الدول الطويلة فجاءت بناء على رغبة وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية التي أصرّت عبر وزير الخارجية جبران باسيل على توجيه دعوات للمشاركة الى دول الاغتراب حيث الانتشار اللبناني كثيف بحجّة ضرورة جعل المغترب اللبناني معنيا بقضية الجيش، من هنا تمّت دعوة البلدان الآتية: الأرجنتين وأستراليا والبرازيل والمكسيك ونيجيريا وغانا وإفريقيا الجنوبية. فضلا عن الدول الآتية: المملكة العربية السعودية، الجزائر، النمسا، بلجيكا، الصين، قبرص، مصر، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، غانا، اليونان، أندونيسيا، العراق، اليابان، الأردن، الكويت، المغرب، هولندا، نيوزيلندا، النرويج، سلطنة عمان، بولندا، قطر، كوريا الجنوبية، رومانيا، روسيا، إسبانيا، تركيا، الإمارات العربية المتّحدة، بريطانيا والولايات المتحدة الأميركيّة. وللمؤتمر شقّ سياسي واضح تريد من خلاله إيطاليا بعث رسالة قوية تثبت فيها التزامها بدعم الجيش اللبناني المؤسسة الوطنية المتنوعة وغير الطائفيّة والبعيدة من السياسة، فضلا عن حماية استقرار لبنان عبر دعم مؤسساته وتقويتها. أما الشق التقني فيكمّل المحور السياسي، وقد أرادته إيطاليا دعما ملموسا وخصوصا من خلال التدريب المشترك. فبعد أن قسّمت البلدان الداعمة للجيش مهامّها بشكل واضح فاضطلعت فالولايات المتحدة الأميركية بدعم الجيش بالمعدات المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتولت بريطانيا دعمه في تقنيات حماية الحدود واهتمّت فرنسا بمسألة التسليح من خلال الهبة السعودية التي بلغت 3 مليارات دولار أميركي والتي يضع الأطراف الثلاثة اللبناني والفرنسي والسعودي اللمسات الأخيرة عليها، علما بأنه سيتمّ التطرق إلى هذه الهبة في المؤتمر كنوع من إدراجها في إطار عمل المجموعة الدولية. واختارت إيطاليا مجال التدريب الذي لن يقتصر على القوات البرية في الجيش اللبناني بل سيشمل القوات الجوية والبحرية. وستبني إيطاليا مركز تدريب متخصصا وضخما للجيش اللبناني في الجنوب في منطقة عمليّات قوات "اليونيفيل"، وسيفتح هذا المركز الفريد أبوابه أمام المساعدات التقنية المختلفة للدول المعنية بدعم المؤسسة العسكرية اللبنانية. ومن المشاريع الثنائية إرسال ضباط لبنانيين للتدرّب في الأكاديميات العسكرية الإيطالية المخصصة أصلا للضباط الإيطاليين، فضلا عن استقدام عدد من هؤلاء لتدريب نظرائهم في لبنان.