في مشهد غريب وغير مألوف ومرفوض جملة وتفصيلاً، أظهر غياب أبجديات التربية والأدب وعدم الاستفادة مما يتلقاه أولئك الطلاب من معارف وعلوم وسلوكيات، كان من المفترض أن تصبح رادعة لأي سلوك مشين يتصادم مع الخلق القويم والعرف السوي النبيل، حيث تم تداول مقطع فيديو يظهر قيام طلاب إحدى المدارس الابتدائية بتمزيق كتبهم الدراسية بعد نهاية العام الدراسي، وربما ثمة أسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر غياب ضوابط قوية وعقوبات صارمة حازمة تحكم سلوكيات الطلاب وتجعلهم يتراجعون عن أي تصرف وفعل يلحق الضرر بغيرهم، أو بمدارسهم مما جعل هيبة المدرسة مغيبة لا تكاد تذكر، ذكاها وزادها وجود لائحة عقوبات السلوك والانضباط الضعيفة وغير المجدية ما جعل كثيراً من الطلاب يقدمون على تصرفات وأعمال لا تنم عن وجود أثر - ولو بسيط - للتربية وأثر المدرسة في ترسيخها في أذهان طلابها منذ نعومة أظفارهم والتحاقهم بالمرحلة الابتدائية. وربما ساهمت تلك اللوائح في تفاقم سلوكيات أشد خطورة كالاعتداء على العاملين بالمدارس، وهو ما تتناقله وسائل الإعلام بين حين وآخر، وحتي نكون منصفين فما ذكر من أسباب تخص الطلاب وبيئاتهم المنزلية، والقصور في تطبيق لوائح السلوك. ولعل مسببات ساهمت في ذلك التصرف المشين الذي أعقب تعدي مجموعة من طلاب إحدى المدارس المتوسطة على أحد الفصول والعبث بمرفقاته وإفسادها. فمن تلك المسببات أيضاً عدم وجود بيئات تربوية مهيأة، للاستفادة من طاقات الشباب وتسخيرها بما يعود عليهم بالنفع لأنفسهم ولمدارسهم، وكف أذاهم عن كل ما حولهم من منسوبين ومرافق وغيرها. ولعل تلك الحوادث المرفوضة شكلاً ومضموناً تجعل - في تصوري المتواضع - وزارة التربية والتعليم تسن عدة أنظمة تسهم في شيوع الانضباطية من خلال إعادة النظر في قوائم العقوبات السلوكية؛ لتكون بمنزلة الحصن المنيع والملاذ الآمن لحماية المؤسسات التربوية والتعليمية ومنسوبيها ومرافقها، فأرى أن يتم ربط تسلم شهادات حسن السيرة والسلوك، ووثائق النجاح بإعادة الكتب الدراسية، حفظاً لها من الامتهان، إضافة إلى وضع رسم مالي يكون بمنزلة التأمين، يعاد إلى الطالب بعد إعادته الكتب لمدرسته، على غرار ربط تسلم الوثائق بسداد الرسوم في المدارس الأهلية التي أظهرت التزاماً كبيرا من قبل الدارسين وأولياء أمورهم تلك الكتب التي ترصد لها مبالغ طائلة ليتم توفيرها للطلاب والطالبات كل عام، والتي توزع مجانا من قبل الوزارة مع تكثيف برامج العناية بالعلم وأدواته من كتب وغيرها داخل المدارس في جميع المراحل. آملين ومؤمنين - بعد الله سبحانه وتعالى - في سمو وزير التربية والتعليم ليعيد المدرسة إلى مكانتها المرموقة وحضورها الجلي داخل خريطة المجتمع والله الموفق.