أثر الهدية عظيم في زيادة المحبة وتأليف القلوب وإذابة الضغائن والأحقاد، كما أنَّها تُعبِّر بصدقٍ عن احترامنا للآخرين وتقديرنا لهم، إلاَّ أنَّ الهدية في مجتمعنا ما تزال تدور في فلك التقليدية وتخلو في كثيرٍ من الأحيان من عنصر المفاجأة والتجديد، فغالباً ما يُصرُّ البعض على تقديم الدروع التذكاريَّة والعطور والساعات والهواتف المحمولة، كهدايا للعديد من الأبناء أو الأقارب أو الأصدقاء، حتى أنَّ الهدايا التي يتمّ تقديمها للأطفال تكاد تقتصر على الألعاب أو الأجهزة الإلكترونية، إذ إنَّه من المناسب أن نبتعد عن تقديم هذه الهدايا التقليدية، ونختار هدايا غريبةً ومُبتكرة شكلاً ومضموناً، على أن نختار الهدية بناءً على حاجة وميول الشخص المُهداة إليه، في ظلّ توفُّر العديد من محال تنسيق وتغليف الهدايا التي تتنافس دائماً على تقديم الهدايا الأكثر روعةً وابتكاراً، إلى جانب انتشار العديد من المتاجر الإلكترونية على شبكة "الإنترنت"، فهل مازالت الهدية التقليدية تحظى بالمكانة السابقة ذاتها؟، أم أنَّها بدأت تغيب عن خيارات العديد من أفراد المجتمع؟. هدايا تقليديَّة وقالت "نهى الشاذلي":"نحن لا نحمل على ظهورنا كيسًا مليئًا بالهدايا لنوزَّعها على من يُصادفنا، بل نحن نخصّ بالهدية شخص يعنينا وله مكانة خاصة في قلوبنا؛ لذا نجد أنفسنا في كل مرة نُطيل التفكير بنوع الهدية التي ترسم الابتسامة على مُحيَّاه، لتبقي عالقة بذاكرته ولو لبعض الوقت"، مضيفةً أنَّ الهدية كلَّما كانت مُبتكره ومُميَّزة، كانت أكثر وأصدق تعبيراً، مُشيرةً إلى أنَّ الهدية بشكل عام تُعبِّر عن المحبة والاهتمام، فكيف إذا كانت مُختارةً بدقة، ومُقدَّمة بشكل لافت، وطريقة مميزة للغاية. وأوضحت أنَّها تُحب الهدايا وتعشق المُميَّز منها، وحينما تُقدِّم هديةً ما، فإنَّها تحرص على أن تُقدِّم الهدية التي تلامس اهتمام أو حاجة الشخص المُهداة إليه، كأن يكون بحاجة إلى "جوال" أو "كمبيوتر" أو "كاميرا"، مُضيفةً أنَّه في حال كانت قيمة الهدية غالية، فإنَّها تقترح أن يتشارك فيها أكثر من شخص، سواءً كانوا إخوة أو صديقات، مشيرةّ إلى أنَّها لا تُفضِّل الهدايا التقليدية، كالعطور والساعات، في ظل تعدُّد وتنوُّع قائمة الهدايا المُبتكرة التي أوقعتها حقاً في حيرة لا نهاية لها. وأضافت أنَّ أسوأ الهدايا وأقلّها أثراً تلك التي يُشعرها من يقدمها لها أنَّها مُجرَّد مجاملة ورد واجب لا أكثر. هدية مناسبة وأشار "سلطان محمد" إلى أنَّ فرحته بتقديم الهدية تُعادل فرحة من يتلقَّاها، مضيفاً أنَّ البعض يحرصون كثيراً على انتقاء المميز واللافت منها، بيد أنَّ الغريب هو أنَّ هناك من يبحث ويسأل الآخرين عن الهدية المناسبة لزوجته أو لصديقة، وذلك حينما تتملكه الحيرة في اختيارها، في حين يغفل عن أنَّه هو الأقرب إليهم والأعلم بميولهم والأقدر على تلمُّس احتياجاتهم، مؤكداً على أنَّ الهدية متى ما وافقت حاجة الشخص المُهداة إليه، كلَّما كانت أكثر قيمة. وأضاف أنَّه يُفضِّل الهدايا التقليدية؛ لكونها عمليَّة أكثر، ويستفيد منها الشخص في حياته اليومية، ومن ذلك العطور أو الساعات، مشيراً إلى أنَّ الأولى بالطبع عدم تكرار تقديم الهدية نفسها أكثر من مرة، إلاَّ في حال كان هناك ما هو جديد ومُميَّز من عطور أو ساعات أفضل من المُهداة في المرة الأولى. الهدية تُعبِّر بصدقٍ عن احترامنا للآخرين وتقديرنا لهم دروع تذكاريَّة وأكَّدت "منال العقيلي" على أنَّ قيمة الهدية بالنسبة لها لا تختلف مهما كانت تقليدية وبسيطة، مضيفةً أنَّه لا يجب تقييم الهدية بناءً على نوعها أو شكلها، إذ إنَّ من المهم احترام ذائقة الشخص الذي قرَّر أن يهدينا الهدية، إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار إمكاناته المادية أو انشغاله وعدم تفرغه أو قلَّة معرفته بالهدايا المُميَّزة أو المبتكرة، مُبينةً أنَّها كانت تتلقَّى ذات الهدايا من والدها منذ أن كانت في ال (10) من عمرها. وأضافت أنَّ والدها لم يُغيِّر طقوس وطريقة تقديمه للهدية طيلة تلك السنوات، موضحةً أنَّه يمسك الهدية بيده ويضعها وراء ظهره طالباً منها أن تُغمض عينيها، مشيرةً إلى أنَّ الأمر لم يتغيَّر حتَّى بعد أن وصلت للمرحلة الجامعيّة، ومع ذلك فإنَّ فرحتها وسعادتها بالهدية تزداد في كلِّ مرَّة، وكأنَّها تتلقَّاها لأول مرة. وخالفها الرأي "سعيد الفاضلي"، مضيفاً أنَّ البحث عن الهدية الجديدة والمبتكرة يجعل القيمة المعنوية للهدية تزيد بشكلٍ أكبر، مبيناً أنَّ تكرار تقديم الهدايا التقليدية أمر مُمل ويُقلِّل من الفرحة بالهدية مهما كانت تكلفتها عالية، لافتاً إلى أنَّ الدروع التذكارية من أكثر الهدايا المُملَّة، نظراً لتكرارها في كل محفل ومناسبة، خصوصاً عند تكريم الموظفين أو الموظفات، داعياً إلى الاهتمام باختيار الهدية الأنسب والأقرب لشخصية الشخص المُهداة إليه. عنصر المفاجأة وتذمَّرت "سعاد علي" من تكرار تقديم زوجها لها الهدايا المملة والتقليدية، مُضيفةً أنَّها عبارة عن أجهزة وأدوات كهربائية منزلية في كثيرٍ من الأحيان، مُشيرةً إلى أنَّه يُقدم لها أحياناً عطوراًً وساعات قيّمة، على الرّغم من كونها أموراً من الواجب عليه توفيرها من باب الإنفاق عليها، موضحةً أنَّها أخبرته مؤخراً بنوعيَّة الهدايا التي تتلقَّاها شقيقاتها وبعض صديقاتها من أزواجهن، خصوصاً تلك التي يصورنها ويضعنها صورة العرض على برنامج "واتس أب". وبيَّنت أنَّها أتاحت له الفرصة لمشاهدة تلك الصور؛ لكي يعلم مقدار ظلمه لها بتلك الهدايا التي لم ينجح عبرها في استنهاض مشاعرها نحوه، مُشيرةً إلى أنَّ المرأة بشكلٍ عام تميل عادةً نحو الهدايا الرومانسية مهما كانت بسيطة وتقليدية، بل يكفيها كلمة معبرة صادقة تُقال لها ولو بعد حين، لافتةً إلى أنَّ زوجها لحق بالركب أخيراً وبدأ يلتفت إلى أهمية الهدايا الجديدة التي لا تخلو من عنصر المفاجأة، موضحةً أنَّه لم يكن يتوقع أن ينعكس تأثير تلك الهدايا المُميَّزة بشكلٍ إيجابي على نفسيِّتها وحياتهما الزوجية. مناسبات مُميَّزة ولفتت "مها سعود" إلى أنَّ وجود كثير من المناسبات المُميَّزة يعني مزيداً من الفرص الثمينة للعزف على أوتار المحبة وتجديد العلاقات من خلال ما يُقدَّم من هدايا مُجرَّدة من مضمونها التقليدي أو "الكلاسيكي"، مضيفةً أنَّ العروس أو السيدة النفساء أو الخريجة غالباً ما يتلقين قائمةً طويلةً من الهدايا التقليديَّة التي تفقد قيمتها نتيجة تكرارها من قبل العديد من القريبات والصديقات، داعيةً إلى الاهتمام بطريقة تغليف الهدية؛ لكي تكون أكثر روعةً وجمالاً عند تقديمها إلى الشخص المُهداة إليه. طرق جديدة وقالت "أهداب الأحمدي" -مُنسِّقة هدايا–:"لا يوجد هناك من ينكر الأثر الجميل الذي تُحدثه الهدية بالنفس، سواءً كانت الهدية تقليدية أو مبتكرة"، مضيفةً أنَّ لها أثر جيِّد على الصعيدين الأسريّ والاجتماعيّ، مُشيرةً إلى أنَّ هناك من يرون أنَّ تكرار الهدايا التقليدية في أيَّ مناسبة يفقدها شيئاً من قيمتها وجمالها، الأمر الذي دفع هؤلاء إلى البحث عن هدايا مُتميزة وغريبة، على أساس أنَّ الهدية لم تعد قيمتها في بساطتها وجمالها فحسب، بل بحداثة فكرتها وروعة ترتيبها وتغليفها. وأكَّدت على أنَّ هناك من يهتم بالشكل الخارجي للهدية، حتى لو كان ذلك على حساب مضمونها التقليدي، مضيفةً أنَّ هناك من أشغلوا أنفسهم بتصوير الهدية المميزة وعرضها عبر برامج التواصل الاجتماعي، إلى جانب كتابة عبارة شكر لمن أهداها لهم، مُبيِّنةً أنَّ العديد من زبائنها يشاركونها ردَّة فعل من يتلقَّون الهدية، داعية إلى الاهتمام بابتكار طرق جديدة على صعيد اختيارنا للهدية وطريقة تقديمنا لها، مشيرةً إلى أنَّ النساء أكثر اهتماماً بهذا الجانب من الرجال. وأضافت أنَّ النساء أكثر حرصاً من الرجال على زيارة أكثر من معرض أو محل مُتخصِّص في بيع وتغليف الهدايا، إلى جانب اهتمامهنَّ بزيارة المتاجر الالكترونية بحثاً عن هدية مُميَّزة وفريدة، مشددةً على ضرورة الابتعاد عن المبالغة والتكلُّف الزائد عند اختيار الهدية؛ لكي لا تتحوَّل الهدية إلى همٍ نفسيّ وعبء ماديّ على الشخص المُهداة إليه مُستقبلاً في حال مجاملة من أهداه إيَّاها مستقبلاً وذلك من باب ردّ الهدية بمثلها. النساء عادةً أكثر اهتماماً بطريقة اختيار وتغليف الهدية من الرجال خصوصية الهدية ومناسبتها تجعلها أكثر تأثيراً في نفس الشخص المُهداة إليه المرأة يجذبها العطر أكثر من الرجل الذي تجذبه الساعة تزيد القيمة المعنويَّة للهدية عند تقديمها للمُهداة إليه بشكلٍ جميل الجوال أكثر الهدايا تناولاً بين الجميع