يعرف عن مدرب المنتخب البرازيلي لكرة القدم لويز فيليبي سكولاري انه يملك قدرة على ادارة مجموعة من اللاعبين بيد من حديد، ويملك شخصية قوية ولا يتأثر بالانتقادات التي تنهال عليه ولا يرزح تحت الضغوطات، لكنه ايضا يتمتع بدبلوماسية عالية نجح من خلالها اكتساب احترام لاعبي فريقه. يشبه فيليباو (اي فيليب الكبير) الى درجة كبيرة الممثل الاميركي الشهير جين هاكمان (سبق للاخير ان لعب دور المدرب مرات عدة)، وهو لا يتأثر كثيرا بالخارج ويقوم بما يعتبره صحيحا. فقبل كأس العالم لم يتأثر فيليباو (اي فيليب الكبير) بمطالبة الجمهور البرازيلي بالاستعانة بخدمات المهاجم الفذ روماريو للمشاركة في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وبعد اشهر قليلة عاد المنتخب البرازيلي من القارة الآسيوية حاملا كأس العالم للمرة الخامسة. لا يشعر بالراحة في مواجهة الصحافة، لكنه يعرف كيف يتصرف معها كما ان الجميع وافق على تعيينه مدربا للمنتخب خلفا لمانو مينيزيس في نوفمبر عام 2012 من بيليه الى رونالدو وحتى روماريو. كما نجح ايضا في ايجاد الكلمات المناسبة لكي يوفق بين المشاكل الاجتماعية التي تمر بها البرازيل وعدم خسار مساندة الرأي العام للمنتخب البرازيلي، واليوم يشعر غالبية الشعب البرازيلي بانه الرجل المناسب لقيادة السيليساو الى اللقب السادس. اذا كان فيليباو لا يحظى بالاحترام في قارة اوروبا حيث تميزت تجربته الوحيدة مع نادي تشلسي بالفشل الذريع، فانه يملك سجلا ناصعا. اشرف سكولاري على اكثر من 20 ناديا ومنتخبا وطنيا خلال مسيرته واحرز العشرات من الالقاب بينها كأس ليربرتادوريس الاميريكية الجنوبية الموازية في اهميتها لدوري ابطال اوروبا مع ناديين مختلفين هما غريميو عام 1995 وبالميراس عام 1999. لم يكن سكولاري لاعبا كبيرا في مسيرته حيث شغل مركز قلب الدفاع لكنه كان يتمتع بقلب كبير وتصميم عال قبل ان يصبح مدربا يملك افكارا واضحة نجح من خلالها من بلوغ القمة. خلافا لمدربين برازيليين عدة في السابق، فان سكولاري يعتمد على مقاربة براغماتية بعيدة عن سحر الكرة البرازيلية التي ميزت منتخبات سابقة وتحديدا مننتخب عام 1982، لكن على الرغم من اهتمامه بالنتائج وليس بالعروض الهجومية، فانه ترك الحرية للاعبين موهوبين في صفوفه امثال ريفالدو ورونالدينيو ورونالدو في صفوف منتخب البرازيل الفائز بكأس العالم 2002، ثم رونالدو في صفوف منتخب البرتغال الذي بلغ نهائي كأس اوروبا عام 2004 على ملعبه، ونصف نهائي مونديال المانيا عام 2006. يملك سكولاري الرقم القياسي في عدد الانتصارات المتتالية في نسخة واحدة من كأس العالم (مونديال 2002)، ثم اربعة انتصارات متتالية مع البرتغال (مونديال 2006). وتأمل البرازيل في ان يساهم سكولاري في تفجير موهبة نيمار على الصعيد العالمي الذي لم يبرز كثيراً في بشرلونة في موسمه الاول معه قادما من سانتوس. لكن سكولاري الذي كان يقرأ كتاب "فن الحرب" لصن تزو خلال مونديال 2002، ينجح في بعض الاحيان في الضرب بقوة عل الصعيد التكتيكي وخير دليل على ذلك بانه نجح في فك طلاسم اسلوب منتخب اسبانيا في نهائي كأس القارات والحق به خسارة قاسية بنتيجة 3-0. يرفع سكولاري دائما امام لاعبيه شعار "الفوز باي ثمن"، ويأمل ان يجد جيل 2014 روح العائلة التي تميز فيها جيل مونديال 2002 لمحو مأساة ملعب ماراكانا عندما خسر المنتخب البرازيلي المباراة النهائية امام جاره من الاوروغواي. ويقول سكولاري "من واجبنا الفوز بكأس العالم، فنحن لا ننظر لكأس العالم لكي نحتل المركز الثالث او الرابع". ويدرك المدرب بان لا مجال للخطأ، لكن كما هي الحال في بعض افلام جين هاكمان، فان سكولاري قبل المهمة واثقا من نجاحه.