لتتعرف على ثقافة قوم تأمّل في أسلوب وطريقة اختلاف الرأي فيها، لأن الاختلاف فطري "ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك" والمختلفون دائما لا يخرجون من الدوائر الواسعة التي تسع الجميع كالدين والوطن والقرابة وغيرها، لكن ضيق نَفَس الناقد يخنق صاحبه حتى يظن أنه يكون أو لا يكون في صراعه الفكري التخيلي والأمر حقيقته أوسع بكثير. الاختلاف يكشف أخلاق ومبادئ العلم الذي تعلمناه ونتعلمه، ويبرهن على صدق القيم التي نحملها ونرفعها شعاراً، لذا لا تعرف عقل الرجل إلا إذا غضب لأن لسانه مغراف قلبه. نملك أثمن قاعدة: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا". تتألم عندما ترى رفضا للآخر يتجلى في ألقاب جزاف أو وصف لاذع أو تعبير مفسد ومن هنا يتفرق المجتمع. لأن الفرقة فرقة القلوب والعقول وليس افتراق الأجساد والأعضاء. تحزن لأنك تشاهد نمواً لظاهرة الرمي بالألقاب أوالحزبية أو المناطقية أو القبلية وتصل للتكفير وإخراج المسلم من دينه!! ولو سمعنا ماذا يقول عنا الآخرون نحن المسلمين بل العرب بل نحن السعوديين لتيقنّا أننا لن نسلم من النقد ولن يصل أحدنا لرضا الآخرين. لكن: (من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس). أعتقد لن يضيق بنا ديننا وعقيدتنا وبلادنا بتوحيدها وثقافتها.