لست بصدد إحصاء ماهي الإيجابيات والمميزات التي يحصل عليها المواطن، وحتى المقيم أيضاً، في بلادنا سواءً من دعم سلعة وخدمات أو قروض ومميزات يأخذها، وطبيعة بلادنا التي لا تفرض أي نوع من الضريبة على المواطن، ويجب ألا تخلط مع "رسوم" واجب دفعها كقيمة تكلفة أو أقل أحياناً. المثير هنا، أن الكثير لا ينظر للإيجابيات التي تقدم من قبل الدولة بل الاستمرار بالتركيز على "سلبيات" لا تنتهي، وهو حق لا شك أن تنتقد وتبحث عن الأفضل دوما، ولكن ما يجب التنويه إليه وهو "الموازنة" بين ما تحصل عليه وما تتوقع أو تنتظر الحصول عليه، فالمواطن يحصل على دعم سلع وخدمات تقدم بأقل من تكلفتها كالطاقة والكهرباء، وقروض وتعليم مجاني وتطبيب مجاني، وخدمات عديدة مجانية، والحصول على قروض سكنية وتسددها بأقل من رأس مالها، ودعم مشاريع صغيرة من خلال صناديق حكومية متعددة، وغيره كثير من المميزات، وأدرك أن المواطن يريد أكثر وأكثر، ولكن يجب ألا نغفل أن ما تقدمة الدولة سنوياً بل يومياً يكلف مليارات المليارات من الريالات، في ظل دول وهي غنية "كالنرويج" تبيع لتر الطاقة أو البنزين بسعر يقارب 9 دولارات أي 33 ريالاً وتركيا رأيتها بنفسي تقارب 14 إلى 12 ريالاً للتر البنزين، ولدينا أقل من نصف ريال.. والمياه والكهرباء، والدولة تقدمها بلا منة أو نشر تكاليف لها، ولكن السؤال هو، لماذا ننسى كل ذلك ونركز على "سلبيات" هي موجودة بأي مجتمع وأي اقتصاد وأي مكان؟ رغم أن الحلول تطرح وتناقش ويعمل عليها مثل التعليم المواصلات السكن والصحة، أليست الحلول مطروحة؟؟ والبناء موجوداً سواء ما ينتهي أو سينتهي أو تحت التشييد في كل قطاع؟ يجب أن نعمل على خلق روح إيجابية تصالحية، نعم ننتقد ونقيم، وهذا دور الصحافة وحتى المواطن، ولكن لا تغالي وتشطب المنجز وما يتم كواقع، وأنا أقدر الدعم الحكومي المقدم للمواطن في كل شيء أنه لن يقل عن 300 مليار سنوياً على الأقل. وأن نثق أن الدولة تعمل على الحل والحلول، كل وزارة وهيئة فيما يخصها، ولا يجب أن ننتقص ونشكك ونحبط ونذم وغيره، بل لنمارس روح التشجيع والثقة والتحفيز والعمل والانضابط، لا يسود "الشك" وكأنه أساس وحقيقة يمارسها الجميع، فكيف يعمل وينجز بهذه البيئة المحبطة والمشككة ولن ترضى عن شيء؟ ويجب أن أفرق بين أن أنتقد للإصلاح والتقويم وبين أن أحبطك مهما عملت وأنجزت، فهذا ليس عدلاً ولا إيجابية بل سلبية مقيتة سيئة، يجب أن نعمل بروح حب هذا الوطن من قيادة هذه البلاد -حفظها الله- وما تعمل به الحكومة والتي تحتاج الزمن للعمل والإنجاز، ولم يمر يوم أسوأ من قبله بل كل يوم جديد أفضل من سابقه. نحتاج الروح الإيجابية والجميلة للعمل، ونحتاج النقد العقلاني المتزن، الذي لا يشطب وينسى ويتناسى المنجز وأننا نعيش حياة ليست مكلفة حقيقة لأصحاب الدخل المتوسط وحتى الأقل، نحتاج روح التفاؤل والعمل والإنجاز والتشجيع لا شك ولا ريبة ولا إحباط، بلادنا هي الأقل تكلفة لا شك وبالأرقام، فلا تبخسوا ذلك مهما كان انتقادكم.