غالباً ما نذهب للتسوق بغير أهداف مبنية وواضحة لما يتم شراءه، فنصيب ونخطئ وننقاد خلف الإعلانات التجارية لشراء منتج معين بدون معرفة تامة بهذا المنتج، وهل هو يلزمنا وهل له بديل أفضل وهل يمثل بالنسبة لنا احتياجا أو كماليات وبالتالي نشتكي من انتهاء الراتب قبل نهاية الشهر. البعض لديه حب الشراء لكل مالدى الآخرين أو على الأقل بعض المقربين له.. فعدم شرائه لمنتج معين يعتبر نقص في ذاته وشخصيته، وبعضهم تجده يشتري مايحتاجه ولكن بسرعة هائلة لضيق الوقت.. والبعض يشتري لأنه المنتج مخفض ويعتبر ذلك فرصة والبعض يتأثر من الآخرين فيشتري والبعض يحصل على مايريد ولكن بسعر عال. كل ذلك يحصل وأكثر لأننا لم نضع أهدافاً للتسوق وما نحتاجه فعلاً وماهو ضروري وماهو كمالي وإذا أردت أن تعرف ذلك يمكنك الذهاب للشراء بمبلغ صغير وعلى أساسه ستحدد ماهو ضرورياً وماهو غير ذلك.. عندما نجد أن هناك حاجة ماسة لشراء جهاز ما.. جوال مثلاً.. فلابد أن نحدد الأسباب للشراء فالبعض يشتري من باب ملاحقة الجديد والبعض يشتري ليجرب أو ليغير أو للتفاخر والبعض يشتري للحاجة الماسة لذلك فاختلاف الأهداف كاختلاف البشر فهدفك الأول من الشراء هو الأساس. بعد ذلك يأتي تحديد الهدف الثاني وهو في ماذا احتاجه هل فقط للاتصال والرسائل أم لبرامج التواصل أو للإنترنت أو غير ذلك وهذا يحدد نوعية الجهاز الذي نحتاجه وإمكانياته. يأتي بعد ذلك البحث عن أفضل جهاز يمتلك أفضل الإمكانيات والتحمل والضمان والصيانة عند الحاجة على أن يكون بأفضل سعر ممكن.. ربما يسأل البعض لماذا كل هذا التعب؟ وأقول له عوّد نفسك على أن تشتري وأنت راض عن ما اخترته. ولا مانع من سؤال من يحمل مثل هذا الجهاز من الأهل أو الأصدقاء لمعرفة السلبيات والإيجابيات لما ستشتريه وربما يبقى معنا لفترة من الزمن. وهكذا يأتي ترتيب أهدافنا في التسوق لنحصل على أقل الخسائر الممكنة في كل ماسندفع فيه، بعد ذلك يأتي ترتيب المشتريات الشهرية للمنزل فكثير منها لايستفاد منه وربما يكون له تاريخ للانتهاء وينتهي بدون الاستفادة منه لأنه تم شراءه بدون هدف واضح فعندما نذهب بدون قائمة للشراء واضحة ومحددة فسيحصل الكثير من الأخطاء وبالتالي الهدر المادي. تفتح كثيراً محلات التخفيضات تحت عدة مسميات مغرية لاستقطاب الكثير ممن يستهويهم الشراء الدائم وتربح هذه المحلات ولاتخسر غالباً لأن هناك من يشتري وبكثرة وبالذات في وجود أسعار مغرية بدون معرفة الجودة فيشتري البعض ظناً منه أن كل شيء يعتبر في وجهة نظره رخيصاً وعندما يذهب للدفع يجد أن عليه دفع مبلغ لم يحسب له حساب وعند الحقيقة والبحث لماذا تم شراءه يجد أن أكثره لايحتاجه أو يتلف بسرعة أو أن جودته ضعيفة جداً فلا يؤدي الغرض الذي تم الشراء من أجله فيذهب كلما تم دفعه هدراً وتتكرر التجربة في محل آخر ويزداد الهدر ونسأل دائماً أين وضعنا مالنا؟ نجده في سلة المهملات مع الأسف. لذلك يتحكم السوق في أذواقنا وألواننا ومبادئنا وهوياتنا فنجد نسخاً مكررة في الأسواق الخارجية أو التي لاتباع هناك تملأ أسواقنا وبكثرة ونجد أن الغالبية تشتري بدون أن تدقق في أي شيء سوى اسم الماركة فقط أما السعر والجودة والهوية فهي مفقودة فلماذا لا نتحكم في السوق بدلاً أن يتحكم بنا.. كل ذلك وأكثر يحصل لأننا لانضع أهدافاً واضحة لكل مانشتريه وما سنشتريه فلماذا لا نعيد تقييم مااشتريناه سابقاً ونعرف أخطاءنا ونرسم خطة للشراء في المرات القادمة فالجهات الحكومية والشركات تضع مواصفات للشراء وهم يملكون من المال الكثير فلماذا لانضع مثل هذه المواصفات بشكل مصغر لنوفر على أنفسنا الكثير؟