ينتظر العشرات من المغاربة، الذين شاركوا في القتال الدائر في سورية، الضوء الأخضر من السلطات المغربية للعودة إلى بلادهم بعدما أعلنوا "التوبة" والانسحاب من المجموعات المقاتلة في بلاد الشام. وكشفت مصادر إعلامية أن العديد من المقاتلين المغاربة في سورية عالقون في الحدود السورية التركية ينتظرون رد سلطات بلادهم على طلبات السماح لهم بالعودة إلى أرض الوطن. ويخشى هؤلاء المقاتلون أن يتم اعتقالهم فور وصولهم إلى المغرب وإدانتهم بتهم تتعلق بالإرهاب. وكان القضاء المغربي أدان أخيرا، 19 عائدا من سورية بأحكام تراوحت ما بين 3 إلى 6 سنوات. وتخشى السلطات المغربية من أن يتحول هؤلاء المقاتلون إلى إرهابيين يهددون استقرار البلاد بعد أن اكتسبوا خبرات قتالية. وتشير التقديرات إلى أن عدد المغاربة المنضمين إلى الجماعات المقاتلة في سورية يصل إلى حدود 1500 مقاتل. وكشفت بعض المواقع الإخبارية أن تنظيم "شام الإسلام" يضم وحده ما بين 500 إلى 700 مقاتل مغربي، فيما يتوزع الآخرون على باقي التنظيمات المقاتلة مثل "النصرة" و"داعش". من جهة أخرى، وجه معتقلون مغاربة عائدون من القتال في سورية رسالة إلى السلطات المغربية يطلبون فيها "معاملتهم بمقاربة غير أمنية لتصحيح الأخطاء التي وقعوا فيها سابقا". وجاء في الرسالة أن "جحيم الانضمام إلى المجموعات المقاتلة كان سببا في قرار العودة إلى المغرب"، مضيفين أنهم "فضلوا السجن على البقاء في سورية"، مطالبين السلطات "بقبولهم من أجل الانخراط في المجتمع"، ومؤكدين "رفضهم المس بأمن المغرب".