قال عبدالباري الزمزمي، أحد أبرز علماء المغرب، إن من يذهب للقتال ويموت في سورية لا يعد شهيدا، موضحا أن هناك حالات استثنائية متعلقة بالنية المسبقة التي يعد فيها الإنسان شهيدا. وأضاف "لكن عامة من يذهب للقتال هو إنسان عابث بنفسه وبدينه". وأوضح الزمزمي، بخصوص انضمام الشباب إلى القتال الدائر في سورية، أن هذا النوع من القتال لا علاقة له بالجهاد في مفهوم الإسلام، مضيفا أن هؤلاء الشباب يضيعون مستقبلهم وحياتهم بدون وجه حق. واعتبر ما يروج من أشرطة على الانترنيت يدعي فيها أصحابها أنهم رأوا الجنة والحور العين في منامهم مجرد أكاذيب سياسية، مشيرا إلى أن جماعتي "النصرة" و"داعش" يعمدون إلى مثل هذه الأكاذيب لأهداف سياسية، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على نظام بشار الأسد الذي لا يدخر، بدوره، جهدا لتشويه صورة الثورة. ووصف الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، الذين يدعون رؤية الجنة والحور العين في منامهم من المقاتلين في سوريا بالكذابين والدجالين، وذلك في إشارة إلى شريط نشر على الانترنيت يدعي فيه شاب أنه رأى حورية في غاية الجمال كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم وتحدث إليه ناصحا إياه بعدم التخلي عن الدولة الإسلامية. وقال، في تصريح لأحد المواقع الإخبارية، إن هؤلاء إرهابيون لا يمكن أن يروا أي مظهر من مظاهر الآخرة. وارتباطا بالموضوع، أفادت وسائل إعلام أجنبية أن عددا من البلجيكيين من أصول مغربية التحقوا، أخيرابالقتال بسورية بهدف الانضمام إلى الجماعات المقاتلة. وأوضحت أن من بين الملتحقين شابات في مقتبل العمر، منهن بلجيكيات حديثات العهد بالإسلام. وتشير التقديرات إلى أن عدد المغاربة المنضمين إلى الجماعات المقاتلة في سورية يصل إلى حدود 1500 مقاتل. وكشفت بعض المواقع الإخبارية أن تنظيم "شام الإسلام" يضم وحده ما بين 500 إلى 700 مقاتل مغربي، فيما يتوزع الآخرون على باقي التنظيمات المقاتلة مثل "النصرة" و"داعش".