قدر خبراء الاقتصاد والسياحة العوائد الاقتصادية المتوقعة لصالح المستثمرين في مجال الهدايا السياحية بمنطقة عسير ما بين نسب تتراوح من 30 إلى 100 %، يأتي ذلك في الوقت الذي تركز فيه الهيئة العامة للسياحة والآثار ضمن خطط تفعيل مبادرة "عسير.. وجهة سياحية رئيسية على مدار العام" على دعوة كبار المستثمرين للاهتمام بهذا المجال، على غرار كثير من دول العالم. بدوره، أكد مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة، المهندس محمد العمرة دعوة الهيئة العامة للسياحة لكبار المستثمرين للاهتمام بمجال الهدايا السياحية، وتشجيعهم وتذليل العقبات أمامهم ووضع كافة التسهيلات لهم. وأضاف في ذات الصدد: "عسير بكر وتحمل العديد من المقومات ومهيأة لإقامة مشاريع سياحية مثل مصانع للحرف اليدوية ومنتجات العسل ومشغولات الفضة والقطع التراثية". وبين العمرة أن سياح عسير يحتفون بحمل هدايا تذكارية تحكي عن مميزات المنطقة والتي تشتهر بالعسل والفواكه الموسمية الصيفية والتي يحملها المصطافين من الرمان والمشمش والخوخ والعنب وغيرها من المنتجات التراثية والتي يتم الحصول عليها من الأسواق الشعبية، لافتاً إلى أن 70% من الهدايا السياحية يحصل عليها المصطافون من سوق الثلاثاء وسوق خميس مشيط وأحد رفيدة والأسواق الشعبية الموجودة في كافة المحافظات، فيحملون معهم أشغال الخوص والفضة ومجسمات البيوت العسيرية. من جهتها، ذكرت الأمينة العامة لجمعية الجنوب الخيرية النسائية منى البريك أن الجمعية حرصت على تنفيذ قطع هدايا تراثية ورسمية لزوار عسير، عبارة عن قطع تراث مطور من الخوص والفضيات السدو والأزياء واللوحات المزينة بالقط. وتابعت: "دعمت الجمعية بتوجيهات من رئيستها سمو الأميرة نورة بنت محمد العديد من الدورات التدريبية التطويرية للتراث في الغرزة العسيرية وصناعة السدو والخوص، وقدمت القروض للأسر المنتجة لدعم إيجاد الهدايا السياحية لزوار المنطقة". الفل والرياح من الأكثر طلباً وأشارت البريك إلى أن الجمعية حرصت على الحفاظ على مقدراتها وتراثها وتحويله إلى هدايا تذكارية لسياح عسير، إذ جندت طاقاتها لتقديم هدايا مبتكرة من صناعات القسم الخاص بتطوير التراث بالجمعية أو من قبل الأسر المنتجة التي وجدت شهرة كبيرة في تقديم منتجاتها وهداياها للسائحين. بينما، أكد أستاذ إدارة الأعمال والتسويق بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حبيب الله تركستاني أن الاستثمار في قطاع السياحة غائب عن المجتمع، رغم ما يوفره من عائد مميز للمستثمرين، مشيراً في الوقت ذاته أنه صناعة الهدايا السياحية لا تحتاج إلى رأس مال كبير، وأن لهذه المشاريع دور كبير في تدوير الاقتصاد وتوظيف الأيدي العاملة والترويج للسياحة في المنطقة. وذهب إلى اعتماد العديد من الدول في دعم اقتصادها على الهدايا السياحية، وسط اعتماد على التطوير الإيجابي، مشدداً على أن هذا المجال خصب، ويحتاج إلى فن وإدارة وتسويق حتى تستطيع هذه الفرص أن تحقق النجاح وتنال مردود ايجابي وترويج للمنطقة كهدف استراتيجي، تعظم فيه المنافع، وتعمل على زيادة عدد السياح باعتبارها عامل جذب. وبين أن على الهيئة العامة للسياحة أن تعرض دراسات جدوى ودعم مستثمرين لإقامة مشاريع هدايا السياح في عسير والحجاج في مكة والحجاز وقطع التراث في المنطقة الوسطى والجنادرية، مقدراً العائد الاقتصادي المتوقع لصالح المستثمر في قطاع الهدايا بعسير ب 30%. وأضاف تركستاني: "يجب أن يكون هناك تميز في هذه الهدايا، وعدم التوقف عند هدايا الفاكهة والعسل في عسير، وإنما يجب أن تتخطاها إلى جذب الجيل الجديد بالقطع السياحية التي توائم تطور العصر وتعبر عن حضارة المنطقة، وأن تكون هذه القطع والهدايا من الفضة وتعبر عن جماليات المنطقة بأشكال مبتكرة". في حين، أشار الخبير الاقتصادي الدكتور فضل البوعينين إلى أن العديد من الدول تضع قطاع خاص بالصناعات السياحية وصناعة الهدايا المرتبطة بالبيئة السياحية والتي تعطي المردود الأكبر في قطاعين مختلفين، أولهما هو قطاع الأسر المنتجة التي يمكن أن تحول العديد من الحرف المرتبطة بالبيئة إلى تحف تعبر عن المنطقة كما حدث في تجارب سابقة في القصيم في جمعية حرفة. وتابع أن عسير تمتلك العديد من المقومات التي تؤهلها لإنتاج هدايا سياحية تراثية من الخوص والفضة والسدو والأزياء الشعبية والعسل، بجانب أفكار لهدايا مجسمات للبيوت العسيرية والقرى التراثية بأشكال وأحجام مختلفة. وأكد الخبير الاقتصادي أن العائد سيكون إيجابي على اقتصاديات الأسرة والمجتمع بالدرجة الأولى بما يؤدي إلى تطوير قطاع الإنتاج وتحولها إلى صناعات كبرى، مضيفاً: "العائد الاقتصادي لبعض الهدايا قد يصل إلى نسبة 100% في بعض المنتجات اليدوية والتي تصنع بخامات رخيصة ومنخفضة التكاليف". أما الخبير السياحي خالد دغيم، فأكد أن أي زائر لأي بلد يحرص على شراء هدايا تذكارية من بيئة البلد تحاكي تراثه أو تاريخه، وبالمقابل تحرص البلدان السياحية على توفير مثل هذه المقتنيات وعرضها للسائحين، مشدداً على أن منطقة عسير تميزت في هذا الجانب وظهر الاهتمام في تقديم موروثها سواء الحرف الشعبية أو المنتجات المختلفة من فخارية أو جلدية أو خشبية أو نحاسية أو اللوحات المختلفة من الفن التشكيلي أو التصوير الفوتوغرافي للطبيعة. وأضاف: "أتيحت الفرصة أمام الأسر المنتجة للاستفادة من هذا العائد الاقتصادي السياحي، حيث تخصصت أسر من المنطقة في صناعة الهدايا من خامات البيئة، وظلت أسواق المنطقة الأسبوعية ملتقى للسياح ومنتجي الهدايا، إلى جانب المنتجات الزراعية والعسل والسمن والنباتات العطرية التي تستهوي زائري المنطقة، إضافة إلى الملبوسات التراثية والأسلحة التقليدية".