حاول الثلاثي المرح (العقاد والمازني وعبدالرحمن شكري) تحطيم أحمد شوقي بشكل ممنهج وبمقالات نقدية كاسحة متواصلة وبكتاب (الديوان) الذي اعتبروا فيه أحمد شوقي شاعراً من الزمن الغابر وسخروا من منحه (إمارة الشعر) لكن ذلك كله لم يزد الأمير إلاّ توهجاً وشهرة لأن موهبته في الشعر أصيلة، فهو أفضل شعراء زمانه على الاطلاق، ومن أكبر شعراء العربية على مر الزمان، وهو بارع في رسم الصور الفنية الرائعة الجمال كقوله: ولي بين الضلوع دم ولحم هما الواهي الذي ثكل الشبابا تسرَّب في الدموع فقلت ولى وصفَّق في الضلوع فقلت آبا من (سلوا قلبي) التي شرف فيها بمدح خاتم المرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام وشدت بها أم كلثوم بصوتها الرائع خاصة حين تصدح: أبا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد أن لي انتسابا وفي أم كلثوم نفسها يقول شوقي: حمامة الأيك من بالشجو طارحها ومن وراء الدجى بالشوق ناجاها ألقت إلى الليل جيداً نافراً ورمت إليه أذنا وحارت فيه عيناها وعادها الشوق للأحباب فانبعثت تبكي وتهتف أحياناً بشكواها يا جارة الأيك أيام الهوى ذهبت كالحلم، آهاً لأيام الهوى آها «ويحفظ الناس لشوقي أبياتاً كثيرة كشواهد رائعة.. العقاد مفكر عميق وكاتب مجيد لكنه لا يقارن بشوقي كشاعر، أين الثريا من الثرى؟ وكما تسلط العقاد على شوقي بلا وجه حق، تسلط (مارون عبود) على العقاد وسخر من شعره وكشف عيوبه بل وأنكر أنه شاعر وقال: يا عقاد سمعنا أن الفحم إذا طمر في الرمل ملايين السنين قد يصبح ألماساً فاطمر شعرك المزعوم في الرمل ولن يتحول لشعر ولا بعد ملايين السنين»!