تم تأليف أفضل الكتب مبيعا عن حياتها بينما أعد عنها فيلم سينمائي. إنها تتناول أطعمة وقهوة خاصة، ومع ذلك هل تبدو عليها مظاهر السعادة؟ لا، بل إن آلاف اللعب الناعمة والتقاويم والأكواب وبطاقات التهنئة والتقاويم والقمصان التي تحمل صورها لم تفلح في تحسين مزاجها العكر. وعندما ترجلت من سيارة الليموزين الفاخرة في نيويورك مؤخرا حيث تم تكريمها بجائزة مرموقة لانجازاتها طوال حياتها فإنها لم تكلف نفسها برسم ابتسامة على وجه أكسبها شهرة تضاهي شهرة كبار النجوم العالميين. إنها"غرامبي كات" أي "القطة المتجهمة" التي كونت ثروة من سبعة أرقام من عبوسها وإذا ما تخلت يوماً عن تجهمها فان الملايين – نعم الملايين- من معجبيها سوف يبحثون عن منافس لها. وتبلغ القطة المتجهمة من العمر عاما واحدا ومنحها خلل جيني وجها عابساً متجهماً. غير أن هذا الوجه العبوس منحها نجومية وشهرة على مستوى العالم، بعد أن نشرت مالكتها صورة لها على الانترنت لأول مرة، إذ أصبح لديها الآن 116,000 متابع على تويتر و6و1 مليون معجب على الفيسبوك. ولدى هذه القطة مديرة خاصة ومحام وحارس قوي يعمل حلى حمايتها من المضايقات خلال ظهورها العلني، بالإضافة إلى حاشية من 6 أشخاص. وسببت جولتها الترويجية لكتابها في أنحاء الولاياتالمتحدة حالة من الهستريا بين معجبيها وخاصة في نيويورك ولوس أنجليس. وفي أريزونا احتشد حوالي 800 شخص أمام دار للكتب لالتقاط صور تذكارية معها، الأمر الذي اضطرت معه مالكتها تاباثا بندسين الى الهرب بها من معجبيها وهي بين ذراعيها من باب خلفي. وفي مهرجان ولاية مينيسوتا للقطط تجمع 10 آلاف شخص لحضور تقديم جائزة اختيار الجمهور لغرامبي كات. واعتمادا على وجهة نظرك الخاصة، فإن ظاهرة القطة المتجهمة إما تمثل برهاناً دامغاً على القدرة الهائلة التي يتمتع بها الإنترنت على خلق المشاهير من لا شيء، أو على دق آخر مسمار في نعش الثقافة المعاصرة. ولكن وجهة نظرك قد لا تعني شيئاً بالنسبة لصاحبة "غرامبي كات" التي كانت ذات يوم نادلة فقيرة وأماً عزباء قبل أن تحولها قطة العائلة إلى مليونيرة. ولكن كيف كانت البداية؟ قام بريان –وهو مهندس تلفزيون بأوهايو- بزيارة لشقيقته تاباثا في بلدتها الصغيرة في موريسون تاون باريزونا في شهر سبتمبر الماضي ونشر صورة للقطة المتجهمة واسمها الأصلي" تاردار صوص" على الانترنت، اعتقادا منه أن الصورة لن تثير سوى الضحك. غير أن مستخدما للشبكة العنكبوتية شاهد الصورة وأطلق على القطة اسم" غرامبي كات" أي القطة المتجهمة. أما بقية القصة فلا تعدو أن تكون سوى جنون انترنت. فقد شاهد 5و1 مليون شخص الصورة في غضون 36 ساعة. ثم نشرت العائلة مقاطع فيديو للقطة لتقنع الملايين من المشاهدين بان الصورة لم تكن معالجة بالفوتوشوب. وطبقت شهرة القطة الآفاق. عندئذ أدرك بريان حقيقة أن شهرة غرامبي كات يمكن أن تترجم إلى ثروة فاتصل بشركة ملابس واتفق معها على طباعة صورها على منتجاتها من القمصان. وبعد مضي بضعة أشهر كان الأخوان تاباثا وبريان وقطتهما ضيوفاً على قناة تلفازية ومن ثم طبقت شهرتها آفاق الولاياتالمتحدة حيث أصبحت شعاراً لشركة أطعمة خاصة بالقطط بينما احتل كتابها بعنوان "غرامبي كات: غرامبي بوك" أعلى قائمة أكثر الكتب مبيعاً في نيويورك محققاً مبيعات فاقت المليون دولار. وسترتفع عائدات غرامبي كات كثيراً عندما تظهر على شاشات السينما بعد أن قامت إحدى الشركات السينمائية بابتياع حقوق إنتاج فيلم سينمائي طويل من بطولة هذه القطة حيث سيتم تزويدها بالقدرة على الكلام من خلال الخدع السينمائية. ماكياج لغرامبي كات استعداداً لجلسة تصوير أخرى غرامبي كات تطل على معجبيها من نافذة ليموزين فاخرة