هنيئاً لهذا الوطن برجال أمنه الأوفياء، نعم هنيئاً لنا بأبطالنا الأشاوس الذين يثبتون يوماً بعد يوم أن هذه البلاد عصية على المخربين والمفجرين وأذناب الفتنة. حُقَّ لكل سعودي أن يباهي شعوب الأرض الأخرى بأبنائه وإخوانه من رجال الأمن الذين يقفون سداً منيعاً ودرعاً حصينةً ضد كل عمل إرهابي أو تخريبي يروعه أو يعكر صفوه، ففي حين توافينا الأخبار كل يوم بحوادث إرهابية في بقاع مختلفة من العالم عجزت عن إيقافها الأجهزة الأمنية وخلفت خسائر في الأرواح والممتلكات، نجدنا في هذا الوطن الشامخ نزداد أمناً واطمئناناً بفضل الله أولاً ثم بفضل تواصل نجاحات العمليات الاستباقية لرجال أمننا في إحباط مخططات إجرامية، سواءُُ منها الإرهابية أو في مجال تهريب المخدرات والأسلحة إلى داخل المملكة. وما النجاح الباهر الذي أعلن عنه يوم أمس حول القبض على المجموعة الإرهابية التي كانت تخطط لاستهداف مقدرات هذه البلاد ورجالها إلا امتداد لما وصلت له الأجهزة الأمنية السعودية من احترافية وكفاءة وتفوق، جاءت عبر العمل الجاد والمتواصل والخبرات الضخمة المتراكمة لجميع الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية بقيادة وزيرها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، الرجل الذي عرف بإخلاصه وتفانيه في أداء عمله مع ما حباه الله إياه من حسن الإدارة ودقة التخطيط وبعد النظر. وإن ما يزيد البهجة والسرور بالنجاح الأمني الأخير أنه تحقق بتعاون ومشاركة المواطنين مع الجهات الأمنية، انطلاقاً مما يتمتع به المواطن الوفي في هذه البلاد من وعي كبير بمسؤوليته ودوره في حفظ أمن الوطن، وهذا تجسيد للمقولة الخالدة لرمز الأمن الراحل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- أن المواطن هو رجل الأمن الأول. وبالنسبة لي كمتخصص في مجال مكافحة الأنشطة الإجرامية عبر الإنترنت، فإن رصد نشاط الخلية الإرهابية على الشبكة العنكبوتية وتتبع الاتصالات التي جرت بين أفرادها وبين أطراف في داخل المملكة وخارجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإليكترونية يعد برهاناً على ما وصلت له أجهزتنا الأمنية من قدرة وكفاءة في التعامل مع الجانب الإليكتروني من أنشطة المجموعات الإرهابية والإجرامية، وهذا بدوره يبعث برسالة إلى كل من يظن أنه قادر على التخفي في دهاليز الفضاء الإليكتروني بأن يد العدالة ستطاله. إننا ولله الحمد في هذه البلاد الطاهرة نرفل في ثوب الأمن والأمان في محيط يموج بالفتن والاقتتال والخراب، وما تشهده الدول المجاورة لنا من صراع وحروب يجعلنا جميعاً ندرك حجم النعمة الكبيرة التي من الله بها علينا في الملكة العربية السعودية، ولكنه يجب ألا يجعلنا نغفل عن حقيقة أننا مستهدفون في أمننا ورخائنا، وقبل ذلك وبعده في عقيدتنا وديننا، فلم يعد يخفى على صاحب نظر وفطنة ما تضمره النفوس المريضة لدى بعض الجماعات والدول القريبة منا من شر لوطننا وما تخطط له وتعمل على تنفيذه من ضرب استقرار هذه البلاد وجرها إلى الفوضى والخراب. ولكن هيهات أن تتحقق أمانيهم، فهذه البلاد يحميها رب كريم، ويدافع عن ثراها رجال أشاوس نذروا أنفسهم لخدمة دينهم ووطنهم ويقف ورائهم شعب واعٍ لا يساوم على وحدة وطنه ولن يكون للمخربين والعابثين بينه مكان.