أعلن المتظاهرون التايلانديون أمس الخميس استعدادهم تشكيل حكومتهم الخاصة، معتبرين ان الحكومة الانتقالية "غير شرعية" بعد اقالة رئيستها ينغلاك شيناواترا. ويشكل هذا الاعلان سابقة ولو ان هذا الاحتمال لا يزال مستبعدا اذ ان الحكومة الانتقالية تعمل في اطار القانون في اعقاب اقالة المحكمة الدستورية لرئيسة الوزراء. واكد المتحدث باسم المتظاهرين اكانات برومفان لوكالة الأنباء الفرنسية ان رئيس الوزراء المؤقت نيواتومرونغ بونسونغبايسان المعين الاربعاء "لا يملك اي شرعية". وستعلن تشكيلة "حكومة" المتظاهرين في يوم تحرك كبير الجمعة اعتبروه حاسما. لكن تشكيل ما يشبه الى حد كبير "مجلس الشعب" المعين الذي تطالب به المعارضة قد يعتبر استفزازا. وصرح المحلل المستقل ديفيد ستريكفاس في حديث مع وكالة الأنباء الفرنسية "هذا خط احمر ينبغي عدم تجاوزه، والا فسينزل القمصان الحمر (الداعمون لشيناواترا) بكميات هائلة". واعتبرت اليسيا كواه المحللة المتخصصة في شؤون الامن "ان تحققت التوقعات وتعذر لتوصل الى تسوية سياسية وواصلت المعارضة العمل من اجل اسقاط ما تبقى من الحكومة الانتقالية بوسائل قضائية، فسيتضاعف خطر اقدام عناصر شبه عسكرية من القمصان الحمر على تنفيذ تحركات متقطعة". كما توقع الخبراء، لم يرضِ المتظاهرين رحيل ينغلاك وحدها، علما انها كانت تمثل استمرارية حكم "عائلة شيناواترا" التي فازت احزابها بجميع الانتخابات منذ 2001. فرئيس الوزراء الانتقالي مقرب ايضا من رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا شقيق ينغلاك المنفي بعد انقلاب في 2006. وعنونت صحيفة بانكوك بوست على صفحتها الاولى ليوم أمس الخميس "رئيسة الوزراء رحلت، والازمة بقيت". وتتجه آمال المتظاهرين في قلب الاوضاع في الازمة المستمرة منذ ستة اشهر الى قرار قضائي ثان مرتقب في الايام المقبلة. وقد تجبر لجنة مكافحة الفساد سائر اعضاء الحكومة على الرحيل في حال ادانتها "بالاهمال" في اطار برنامج لمساعدة مزارعي الارز. وقد يؤول ذلك الى حظر على ينغلاك وعدد من وزرائها ممارسة السياسة، ومن بين هؤلاء رئيس الوزراء الانتقالي الجديد، لمدة خمس سنوات. هذا سيؤدي الى فراغ السلطة التنفيذية بما يرضي المتظاهرين الذين جهزوا "حكومتهم" ورفضوا الانتخابات المقررة في 20 يوليو. شيناواترا تلوح لمؤيديها في آخر ظهور لها بعد الإقالة (أ.ب) واعتبر ستريكفاس "لا اعتقد ان برنامج مساعدة مزارعي الارز فيه من الأخطاء ما يستحق عقوبة قاسية" وتابع "لكن من يدري؟" فيما من المعروف ان المؤسسات القضائية التايلاندية مقربة من المعارضة التي تمثل النخبة الملكية التقليدية. وسبق ان اقالت المحكمة الدستورية رئيسي وزراء مؤيدين لتاكسين في 2008 ما افسح المجال للمعارضة كي تحكم. ويتهم حزب بويا تاي الحاكم المعارضة التي يمثلها الحزب الديموقراطي المقرب من المتظاهرين بالفشل في الوصول الى السلطة الا من خلال "انقلابات قضائية". ويثير تحدي المتظاهرين للنظام الانتخابي وسعيهم الى ارجاء الانتخابات الى اجل غير مسمى التشكيك في طموحاتهم الديموقراطية. واصرت الولاياتالمتحدة الاربعاء على ضرورة تنظيم انتخابات تشريعية جديدة فيما ما زالت تايلاند بلا برلمان منذ اشهر، نظرا الى منع المتظاهرين اجراء الانتخابات التشريعية في فبراير. ويلقى المتظاهرون دعم النخب المقربة من القصر الملكي التي تعتبر ان "عائلة شيناواترا" الفائزة في جميع الانتخابات التشريعية منذ 2001 تهديد للملكية. وملك تايلاند يبلغ من العمر 86 عاماً. منذ انقلاب 2006 ضد تاكسين وتايلاند غارقة في دوامة من الازمات التي تشهد نزول انصار الثري وخصومه الى الشارع. وادت الازمة الحالية الى مقتل 25 شخصاً سقط اغلبهم في اطلاق نار معزول في بانكوك.