بدأ مقاتلو المعارضة السورية الانسحاب من وسط مدينة حمص أمس الأربعاء تاركين معقلا مبكرا للانتفاضة على حكم بشار الأسد مع تبقي أقل من شهر على انتخابات الرئاسة المرجح ان يفوز بها. وقال نشطاء إن حافلتين تقلان الدفعة الأولى من مئات المقاتلين غادرت وسط المدينة المحاصر متجهة الى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال محافظة حمص. وتم الإعداد لإجلائهم بموجب اتفاق بين مقاتلين من المعارضة والقوات الموالية للأسد. وكان مقاتلو المعارضة يتحصنون في منطقة حمص القديمة وعدة مناطق أخرى على الرغم من نقص المؤن والسلاح وحصارهم لأكثر من عام. ويأتي إجلاؤهم بعد تحقيق قوات الأسد مكاسب على مدى شهور مدعومة بحزب الله على امتداد شريط استراتيجي من الأراضي يربط بين دمشق وحمص ومعاقل العلويين على البحر المتوسط. وسيعزز انسحابهم من وسط المدينة المعروفة باسم "عاصمة الثورة" التي شهدت تفجر الاحتجاجات على حكم الأسد للمرة الأولى عام 2011 سيطرة الجيش النظامي قبل انتخابات الرئاسة التي تجري في الثالث من يونيو. ويتوقع على نطاق واسع أن يفوز الأسد بالانتخابات التي يرفضها معارضوه بوصفها مسرحية هزلية. ويقولون إنه لا يمكن إجراء انتخابات ذات مصداقية في دولة تشهد حرباً أهلية اذ تقع أراض خارج سيطرة الحكومة بينما نزح ستة ملايين نسمة وهناك 2.5 مليون لاجئ خارج البلاد. ويأتي إجلاء المقاتلين من حمص ضمن اتفاق بين قوات الأسد ومقاتلي المعارضة وافق المسلحون بموجبه على تخفيف حصارهم لبلدتي نبل والزهراء التابعتين للحكومة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مقاتلي المعارضة فتحوا الطرق ليسمحوا بدخول المساعدات الى البلدتين صباح أمس الأربعاء بالتزامن مع ركوب المقاتلين المنسحبين من حمص أول الحافلات. وينتظر أن يغادر 1200 مقاتل حمص على مراحل تتزامن مع توصيل المساعدات والإفراج عن معتقلين يحتجزهم مقاتلو المعارضة قرب نبل والزهراء. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن طلال البرازي محافظ حمص قوله إن عملية أمس ستخلي حمص من المسلحين والأسلحة وستنفذ في كافة أنحاء المدينة. والى جانب معاقلهم في أحياء حمص القديمة لايزال لمقاتلي المعارضة وجود في حي الوعر على المشارف الشمالية الغربية للمدينة.