رفضت نورة الفايز نائب وزير التربية والتعليم أن يكون تعيينها شكليا في منصب نائب وزير وأن تكون صلاحياتها أقل من المفروض وقالت ل«الرياض»: إن المرأة القيادية في المجتمع السعودي تملك من الصلاحيات مثل ما يملكه القيادي الرجل، ومن خلال منصبها كنائب وزير لشؤون البنات تمارس كافة الصلاحيات المتاحة وتتمتع بنفس ما يتمتع به زميلها نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين، وأحيانا تنوب هي عن زميلها في حال تغيبه بإدارة شؤون البنين والحال معه كذلك. الفايز: قيادات نسائية جديدة ستعلن قريباً وأكدت أن المرأة السعودية لا زال ينتظرها العديد من المناصب القيادية والتعيينات الجديدة على المرتبتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة، حيث ان الدور للسيدات في المراتب العليا كان محدودا في سنوات سابقة وأصبح لدينا مراتب عليا للسيدات مؤخرا، والمناصب من حق القيادات في كل مناطق المملكة، كما أنه لدينا سيدات على المرتبة الرابعة عشرة في المنطقة الشرقية والغربية والوسطى وهناك أسماء مرشحة وستعلن قريبا في مناطق المملكة المختلفة على مراتب عليا. وأضافت الفايز أنها تستمد قوتها من رب العالمين أولا ثم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما يرحب بها بشكل مختلف عن بقية زملائها، وعندما تجد احتفاء سمو وزير التربية والتعليم بها، إلى جانب والديها وزوجها وأسرتها وأبنائها وزميلاتها، ومرض السرطان الذي اختبرها الله به في وقت سابق، مؤكدة أنها جميعا مصادر قوة لها مع ثقتها التي تستمدها من ثقتها بنفسها. الفايز: بعض المسؤولين لا يعطون وعوداً صادقة وزادت أن الوزارة لم تتعامل معها كامرأة بل كقيادي قادر على القيادة، وجعلتها تترأس وفودا كثيرة نسائية ورجالية في مشاركات دولية، وقد أثبتت لشقيقها الرجل قدرة المرأة على ترؤس الوفود وكان هذا في أول مؤتمر ترأست فيه وفدا رجاليا ونسائيا في البرازيل في وقت لم يعتد فيه الرجل على أن تترأسه امرأة، فأثبتت نجاحها وبشهادة زملائها الرجال. وشددت على ضرورة المصداقية حيث انها شرط في المسؤول، مشيرة إلى أنه هناك بعض المسؤولين ممن يقدمون وعودا غير صادقة للمواطن وهذا غير مقبول فيجب على كل مسؤول إيضاح الحقيقة وشرح الوضع للمواطن ليثق فيما يقوله القيادي. وأضافت الفايز أن مؤشر مشاركة المرأة في التنمية حسب الإحصاءات مرتفع ولا زلنا نتطلع للمزيد، المرأة مر على تعليمها في هذا البلد أكثر من نصف قرن ولازال أمامها طريق طويل لتحقق الشراكة الكاملة في المجتمع وفي الحياة عموما وسنتخطى هذا الطريق، مشاركة المرأة في التنمية لم تعد مسألة اجتماعية واقتصادية، بل هي مسألة مركزية تتعلق بالأمن الوطني وصيانة المكتسبات وتعزيز قدرة المجتمع على مواجهة التحديات المستقبلية. الفايز: المملكة لا تواجه أي صعوبة في تعليم المرأة جاء هذا خلال اللقاء المفتوح الذي عقده الفرع النسائي بمعهد الإدارة العامة صباح اليوم تحت عنوان "المرأة شريكة التنمية.. المستقبل والتحديات" مع نائب وزير التربية والتعليم المصاحب ليوم الخريجة والوظيفة الثامن. وقالت نورة الفايز خلال اللقاء: التعليم في كل أنحاء العالم لا زال يواجه تحديات، ولكن المملكة ولله الحمد لا تواجه أي صعوبة في تعليم المرأة إطلاقا كبعض الدول، كما أن مدارس البنات أكثر من مدارس البنين وعدد المعلمات أكثر من عدد المعلمين، مشيرة إلى أن التعليم يجب أن يطور للبنين والبنات وليس لأحدهما دون الآخر، كما أن المسؤولين في الوزارة يعملون على وضع بنية تحتية للأجيال القادمة وللسنوات المقبلة بإذن الله، ولا يعملون للحظة. كما أن وزارة التربية لديها أكثر من 30 ألف مدرسة نصفها للبنات منتشرة في أنحاء المملكة ولدينا 50 منطقة تعليم ومحافظة، والوزارة كان لها مهام مختلفة وشغلت بعدد من المهام كالتعليمية والمساندة مثل النقل التعليمي والمباني وخلافه، ففضلت الوزارة أن تركز على العملية التعليمية وأن تنقل الخدمات المساندة لشركات متخصصة تتبع مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام. الفايز: دعم رياض الأطفال هو التوجه الحالي وأبانت أن التوجه الجديد في التعليم العام أن تصبح مدارس البنات بأسماء بدل الأرقام، إلى جانب دعم رياض الأطفال، حيث ان الوزارة عندما كانت ذكورية في إدارتها كان جانب الأطفال مهملا ولكن عندما دخلت المرأة أصبح الاهتمام بهم واضحا، مؤكدة أن من أهم أولوياتها النهوض برياض الأطفال، وقد قطعوا شوطا كبيرا في ذلك، كما أنهم كانوا قبل سنتين يفتحون روضتين بمعدل يومي ولم يحصل هذا في أي دولة في العالم، وأصبحنا نضعها في القرى والهجر والأحياء التي لا يصلها التعليم الأهلي، لأن هؤلاء هم الأطفال الأكثر حاجة وظروفهم الاقتصادية سيئة لا تساعدهم للالتحاق بالتعليم الأهلي كما أكدت حرصها على الرقي بالمرأة من حيث التعليم والتدريب وتطوير المناهج والخدمات والمباني لأن المرأة هي التي ستنهض بالمرأة، ولامت من لا تتوقع أن تصل في هذا الزمن، لأن الجيل الحالي يعيش في عصر الأمل والطموح، ويجب ألا تكون القيادة هدفا بل يجب أن تكون الفاعلية هي الهدف. وأكدت الفايز للطالبات أن القطاع الخاص والحكومي متشابهان والاختلاف بينهما بسيط، والكل يعي واقع القطاع الخاص، وقالت: لو كنت مكانكم وفي زمنكم لاخترت القطاع الخاص عن الحكومي لأن الزمان اختلف والمغريات كذلك. كما أشارت الفايز إلى أبرز التحديات التي تواجه المرأة العاملة وهي الموازنة بين الواجبات الأسرية والعمل، إلى جانب تحدي القدرة على إثبات نفسها وقدراتها والقدرة على الأداء الرائع المتميز وإذا استطاعت المرأة تخطي هذه التحديات فهي ستنجح بإذن الله، مؤكدة أن من أهم الأمور للمرأة العاملة هي تحديد الأهداف ووضع خطة عمل وتعمل عليها وتجتهد في تنفيذها وأن لا تكون نسخة من غيرها وقالت: الإعلام لم يعتم دور المرأة، ولكنّ هناك قصورا وهو من المرأة نفسها التي لا تتحدث عن منجزاتها وإبراز نجاحاتها، وأنا مقصرة في الإعلام واعترف بتقصيري، ولكن العمل أخذ مني كل وقتي وسأظل أعمل بإخلاص، فيكفيني أني حققت الكثير لبنات بلدي، مؤكدة أنه يجب على المرأة أن تبحث عن نجاحات المرأة وليس عن زلاتها. وأضافت أننا نعيش في عهد زاهر في ظل القيادة الحكيمة للملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو عهد زاهر للمرأة بشكل خاص والشعب بشكل عام، حيث انها حظيت بالدعم على جميع المستويات ولا زلنا نتوقع المزيد، كما أن الجميع أجمع أن السنوات التي تولاها الملك عبدالله هي الأبرز في حياة المرأة السعودية، والدولة تبذل الكثير لتمكين المرأة وبناء قدرتها وإتاحة الفرصة أمامها لتنجح وتبدع وأشارت الفايز أن التعليم هو الأكثر تأثيرا في تطوير وتنمية القدرات والإمكانات للمرأة والرجل على حد سواء، فالمرأة أتيحت الفرصة لها في التعليم العالي والتدريب التقني والمهني، والباب مفتوح على مصراعيه للابتعاث، وأصبح عدد المبتعثات يفوق عدد المبتعثين وهي فرصة لم تتح لنا في وقت من الأوقات. وأوضحت أنها واجهت في بدايتها الكثير من التحديات التي تغلبت على بعضها وبعضها غلها لأنها بشر، والمرأة القيادية تواجه تحديا أكبر في محاولة إثبات نفسها وإقناع الآخرين برأيها والعمل على المطالبة بحقوقها وحقوق جنسها مع الحرص على العدالة بين مرؤوسيها، مؤكدة أن التعامل الإنساني مهم وأن أي قائد ناجح هو القادر على التعامل الإنساني، خاصة وأن الكثير من المشاكل لا يستطيع حلها النظام ولكن بالتعامل الإنساني تحل. وحول بدايتها العملية قالت: ابتدأت بوظيفة مراقبة بشهادة الثانوية العامة في إحدى المدارس الحكومية، بدايتي العملية بسيطة جدا وكنت استسقي خبرتي ممن حولي سواء كان كبيرا أو صغيرا، أصبحت بعدها معلمة ثم محاضرة وتدرجت حتى أصبحت نائب وزير، والكثير من المشاركات المجتمعية وعضوا في عدد من اللجان التطوعية.