أيدت مسؤولات تربويات ومديرات مدارس، إطلاق برنامج تأهيل القيادات لمناصب عليا في قطاع التربية والتعليم، وطالبن بتعميم تطبيق هذا البرنامج في كافة المناطق، دون أن يقتصر على مناطق معينة، وأكدن ل«عكاظ» أن هذا توجه صائب يأتي في مرحلة مفصلية من حياة المرأة التعليمية، وشددن على أن المرأة قادرة على تنظيم العلاقة بين تعليم البنين والبنات، وطالبن بتكثيف الدورات التأهيلية لمنسوبات التربية والتعليم والتوسع في تطبيق التقنية في المدارس لمواكبة لغة العصر وزيادة فرص الالتحاق بمدارس رياض الأطفال. وترى مساعدة مديرة الإشراف التربوي في تبوك أنيسة هندي، أنه من خلال رؤيتها للواقع الميداني أن يعاد النظر في تنظيم العلاقة بين إدارتي تعليم البنين والبنات في الأمور الإدارية والفنية، أما المالية فممكن أن تبقى في تعليم البنات لتعليم البنات، ولتعليم البنين شؤونه المالية الخاصة به. وقالت «لا أؤيد أن تتولى سيدة شؤون تعليم البنات والبنين، حيث أن القيادات الرجالية لا قلة في أعدادهم ولا خبراتهم ولا قدراتهم على ادارة شؤونهم العملية» وتساءلت عن إمكانية استحداث وظيفة مديرة عام لتعليم البنات في كل منطقة. تأهيل القيادات التربوية وأكدت على أهمية زيادة فرص الالتحاق بمدارس رياض الأطفال، ما يتيح فرص وظيفية أكثر، وطالبت بتأهيل القيادات التربوية وتعزيز دورهم التربوي وعقد دورات تدريبية لهم. وثمنت هاجر النفيسة مديرة المتوسطة الثالثة في رابغ هذا القرار، وقالت «من وجهة نظري في التعليم ككل أن تطوير المناهج مهم جداً ليناسب مستويات أبنائنا وبناتنا، كما أن المعلمات يجب أن نطورهن من أجل الارتقاء بأدائهن وعطائهن». وأضافت: نحن في رابغ لم يطبق لدينا البرنامج التطويري للقيادات إذ تسلمنا مناهج مطورة بدون أي تأهيل للمعلمات اللواتي تقع على عاتقهن مسؤولية تدريس تلك المناهج، ما يحتم تدريبهن وتأهيلهن في الميدان، خصوصاً أن مستويات كثير من المعلمات لا تناسب هذا المنهج المطور، مشيرة إلى أن المرأة أدق وأحرص من الرجل في الأداء والدوام والعطاء، وتحرص على تطوير نفسها وعطائها. وزادت فيما يتعلق بالإدارة الشاملة لتعليم البنين والبنات، ننظر للأفضل من يعطي ومن لديه الاستعداد للتطوير والعطاء، وهذا لا بد أن تكون له الأولوية في نيل المنصب بغض النظر عن كونه رجلا أو امرأة، ولا بد أن يكون للرجل نصيب في أشياء كثيرة، ونحن نؤيد الاستفادة الاستشارية من فكر الرجل لاختلاطه ومواجهته للمشكلات بكثرة، ونتمنى تطوير المعلمين والمعلمات وتدريبهم خصوصاً المعلمين لوجود قصور واضح في أدائهم، نريد تدريبهم حتى لو كلفهم ذلك فصلا كاملا من أجل زيادة وتجويد إنتاجهم. برامج لتطوير الكفاءات وأكدت انشراح البحيري (مشرفة تربوية من مكتب الشمال في جدة) أن تطوير الكفاءات يحتاج برامج ضرورية، والعلاقة بين إدارتي البنات والبنين منظمة، ويحتاج دمجها لتنظيم لا أكثر، خصوصاً أن العمل واحد والروافد واحدة والمغزى واحد هم أبنائنا وبناتنا. فكرة جيدة من جهتها قالت رجاء المبارك مديرة مدرسة إبتدائية ومتوسطة سودانه في قطاع الحارث في جازان إن «التعليم في ازدهار وتقدم، وإطلاق البرامج المطورة للقيادات التربوية فكرة جيدة، والمرأة قادرة على تنظيم العلاقة بين تعليم البنين والبنات، والعمل واحد والمسؤولية واحدة، والنظام التعليمي ممكن أن يطبق على البنين والبنات». وطالبت عائشة المباركي مديرة مدرسة ثانوية ومتوسطة أبي حجر الأعلى في جازان، بتقديم الدعم الكافي للمشاريع التعليمية، إطلاق دورات تأهيلية مكثفة، التوسع في تطبيق التقنية داخل المدارس، توفير الأجهزة التقنية وتجهيز المعامل، ويمكن تحقيق ذلك لأن الدولة لم تقصر في ميزانية التعليم، وقبل تطبيق هذا المشروع نود الاطلاع على المدارس لرصد احتياجاتها من المشاريع التقنية لتواكب التطور في المناهج، مع الحرص على متابعة البنين والبنات، تنظيم العمل بين إدارتي البنين والبنات. وقالت «نتطلع لافتتاح قسم نسائي يتابع التعاميم الصادرة من الوزارة». من جانبها, أيدت فاطمة سعد الدين منسقة المحتوى العربي في تعليم المدينةالمنورة، تسلم المرأة لمناصب قيادية في التعليم، وقالت «لا بد من وضع الإنسانة المناسبة في المكان المناسب، حتى لا يكون هناك خلل في القيادة التربوية، مع اختيار الكفاءات التي تستحق المكانة التي توضع فيها، حتى يتحقق النجاح والتطور في تعليم البنات، مع وضع معايير دقيقة لاختيار تلك القيادات، وفي حال اختيار قيادة تستحق أن تتقلد منصبا في الوزارة، يجب العمل على تأهيلها وتطويرها حتى يتحقق الغرض المرجو من تقليد مناصب عليا للمرأة في التعليم، لأن هناك الكثير من التهميش للمرأة في التعليم». وتشاركها في الرأي مديرة إحدى مدارس المدينةالمنورة، وثمنت ما أدلت به نائبة وزير التربية والتعليم بخصوص تولي المرأة مناصب عليا في إدارة التربية والتعليم، وتقول «جميل أن تتولى المرأة مناصب عليا في جميع الوزارات وليس في وزارة التربية والتعليم، وأعتقد أن اتخاذ مثل هذا الإجراء في وزارة التربية والتعليم يتطلب دراسة طويلة ومفصلة لتوزيع المهام بين السيدات والرجال في الوزارة، ووضع من تستحق ومن تكون جديرة بهذا المنصب». وبينت سهولة التنسيق بين البنين والبنات في الوزارة، مؤكدة أن تعليم البنات لا يمكن فصله عن البنين هكذا دون أن يأتي يتحقق ذلك تدريجياً. أما مها إحدى الإداريات في إحدى الثانويات فتقول: أرفض الفكرة تماما لأني أعتقد أن الرجل أجدر في تقلد المناصب العليا والإدارية لرجاحة عقله وقوة تحمله، مضيفة يجب عدم فصل البنين عن البنات في الوزارة التي قامت أساساً على البنين، ويترك الانفصال المفاجئ ثغرات وخللا في أمور كثيرة.