عمّت الفرحة محيا ساكني منطقة تبوك، وذلك بعد أن تم افتتاح مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز الجديد بتاريخ 15/5/2011م والذي يتسع ل(1.8) مليون مسافر سنوياً، فيما تصل أعداد الرحلات داخله إلى (160) رحلة أسبوعياً، وزادت تلك الفرحة عندما صدرت التوجيهات بأن يكون مطاراً دولياً، لتقلع من مدرجاته بشكل يومي رحلات دولية إلى القاهرة ودبي، مع دراسة إيجاد رحلات إلى تركيا ولبنان خلال الفترة المقبلة، حيث تتميّز تبوك بوجود الكثير من الجنسيات العاملة بالمنطقة والتي تغادر إلى بلادها عند موسم الإجازات بشكل دائم. وما يثير التساؤل هو حرمان أبناء منطقة تبوك من توفير الرحلات الداخلية إلى كافة مطارات المملكة، حيث تقتصر رحلات مطار الأمير سلطان على المطارات الكبرى مثل مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار الملك خالد الدولي بالرياض، ومطار الملك فهد بالدمام، وكذلك مطار أبها الإقليمي، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة فقط، مما سبب الإرهاق لأبناء المنطقة. وعلى الرغم من تواجد نسبة كبيرة من موظفي الدولة بكافة القطاعات الحكومية والأهلية من خارج المنطقة، ويسافرون بشكل أسبوعي إلى مدنهم، وتحديداً خلال مواسم الإجازات، إلاّ أنه تم إلغاء عدد من الرحلات إلى مناطق الطائف، حائل، الوجه، جازان وغيرها، حيث لا يوجد أي خيار للمسافر لهذه المناطق سوى السفر من تبوك إلى جدة أو الرياض أو أبها لكي يغادر إلى مطار مدينته، أو أن يسلك طريق البر معرضاً نفسه وأسرته لحوادث الطريق. وطالب مواطنون بإعادة النظر في إلغاء الرحلات، وكذلك توفير رحلات داخلية تخفف الضغط على المطارات الكبيرة، وتسهل على المواطنين وأسرهم السفر إلى مناطقهم دون إرهاق جسدي ونفسي ومادي، خاصةً وأن أغلب الطائرات المستخدمة داخلياً ذات حجم صغير، ومن السهولة تحميلها وتوفير الركاب عليها، في حال كان سبب الإلغاء هو عدم توفر أعداد للمسافرين. محمد الذيابي إعادة النظر وقال "محمد الذيابي": كنّا قبل افتتاح مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز وإبان المطار القديم نسافر إلى منطقة الطائف بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً، وعند افتتاح هذا الصرح الكبير تم إلغاء تلك الرحلات دون معرفة السبب، أو حتى إصدار بيان بذلك، بمعنى أنه لم يكن هنالك دراسة كافية للإلغاء، فالموظفون من أبناء الطائف كثيرون في تبوك، وهم يحتاجون للسفر الدائم من وإلى الطائفوتبوك، متسائلاً: لماذا يتم حرمانهم من هذا الأمر؟، مبيناً أنهم أصبحوا يسافرون من تبوك إلى جدة لكي يصلوا إلى الطائف، أو قطع مسافة (1300كم) تقريباً براً. وائل الجعيد وطالب "وائل الجعيد" بعودة الرحلات، مضيفاً: "نعاني من عدم وجود رحلات جوية إلى مطار الطائف، على الرغم أن الكثير من أبناء الطائف يعملون في تبوك، فيما كانت الرحلات موجودة في السابق، لكنها أُلغيت دون معرفة الأسباب، وأصبحنا نضطر للحجز على جدة أو الذهاب إلى الرياض والانتظار فيه لعدة ساعات ومن ثم المغادرة إلى مطار الطائف"، مبيناً أن هناك من يلجأ للسفر براً ولك أن تسمع بالحوادث والوفيات بكل موسم للإجازات، متمنياً من المسؤولين إعادة النظر في أمر هذه الرحلات لراحة المواطن وأسرته. عيد البلوى مشقة كبيرة وأكد "عيد بن لويفي البلوي" على أن الحاجة تتطلب وجود رحلة إلى محافظة الوجه، مضيفاً ان كانت الرحلات من مطار تبوك إلى مطار الوجه تقدم خدمات كبيرة، فتحمي المواطنين من تكلفه السفر براً، ومن أضرار الطريق وحوادثه المستمرة، لكن بعد توقفها حصل الضرر والمشقة الكبيرة علينا، مبيناً أن الدولة همها إسعاد وراحة المواطن، لذلك نطالب بعودة تلك الرحلات ولو بمعدل رحلتين في الأسبوع، حتى يرتاحوا من هموم ومعاناة السفر إلى مطار جدة ومن ثم مطار الوجه، وكذلك دفع تكاليف مادية باهظة، موضحاً أن حل المشكلة بسيط وهو إعادة الرحلات بشكل عاجل. خالد الحربي وتساءل "خالد سعود الحربي" عن تقاعس الجهات المعنية في أداء مهامها، مضيفاً أنهم كانوا يتطلعون إلى زيادة الرحلات بواقع أربع، لكننا صدمنا بقرار إلغاء الرحلتين المقررتين، مما تركهم يعانون من السفر براً وعلى طريق ممتلئ بالحيوانات السائبة والحوادث. تركت الدراسة وأوضحت "إنعام فضل" أن إحدى قريباتها -والتي لم تقبل في كلية التربية بتبوك- تم قبولها في كلية الوجه، حيث بدأت الدراسة هناك وساعدها وجود رحلتين ذهاباً وإياباً من تبوك إلى الوجه في زيارة أهلها أثناء إجازة نهاية الأسبوع، إلاّ أنه بعد إلغاء تلك الرحلات واعتماد أن تكون الرحلة عن طريق (تبوك، جدة، الوجه) سبّب أزمة كبيرة لها ولزميلاتها من بنات تبوك اللاتي قبلن بكلية الوجه، كما أدى إلى إرهاق أهلها مادياً، مبينةً أن زميلتها عادت إلى تبوك وتركت الكلية بعد أن تأثرت نفسياً بسبب الرحلات الملغية. وطالبت "فاطمة البلوي" بتوفير رحلات محلية لتزيد من قيمة منطقة تبوك، وتسهل على المواطنين والزائرين سهولة التنقل بينها وبين مدن المملكة بدون عناء، مضيفةً أن المنطقة لها أهمية سياحية وتاريخية، مما يجعلها محط أنظار السياح، وهو ما يتطلب تسهيل الوصول لها، خاصةً أنها منطقة شبة حدودية وبعيدة عن أغلب مناطق المملكة، موضحةً أن المنطقة بحاجة إلى إعادة نظر المسؤولين، وتوفير الرحلات إلى جميع المناطق. إرهاق مادي وقالت "منيفة الركابي": في ظل التطور الذي تشهده مدينة تبوك في تحويل مطارها الداخلي إلى مطار دولي، إلاّ أن هناك العديد من مدن المملكة لا توجد لها رحلات، وهذا يُعد من أهم المشاكل التي يعاني منها المواطن، فقد دهشنا عندما تم تحويل مطار تبوك إلى مطار دولي، وكنا في قمة السعادة لافتتاحه، وهو ما يعني أن جميع الرحلات الداخلية متوفرة، لكن تفاجأنا بالعكس، فبعض الرحلات إلى مناطق المملكة مازالت غير موجودة، مما يدع الكثير منا يسافر عن طريق البر، على الرغم من المخاطر، مشيرةً إلى أن البعض لديه أطفال وأم أو أب لا يتحملون طول ساعات السفر. عبدالعزيز الشمراني وأكد "عبدالعزيز الشمراني" على أنه عانى من مشاكل الرحلات والسفر عن طريق تبوكجدة للوصول إلى منطقة بيشة في كل إجازة، وسط تكرار عدم توفر الحجوزات الكافية، ناهيك عن الانتظار بالساعات في مطار الملك عبدالعزيز بجدة لحين موعد الرحلة، في وجود حالات الملل من الركاب، والذين أغلبهم من النساء والأطفال، متسائلاً: لماذا لا يكون هناك رحلة ولو واحدة بالأسبوع لمطار بيشة تسهل على المواطنين وذويهم قضاء إجازاتهم بكل يسر وراحة؟، هل عجزت الجهات المعنية عن توفير تلك الرحلات؟، مبيناً أنهم أصبحوا يعدون العدة قبل موسم الإجازات، ويحملون هموم السفر من خلال التنقل من محطة إلى محطة حتى نصل إلى منطقتنا، مشيراً إلى أن ذلك أرهقهم مادياً كثيراً. إلغاء بعض الرحلات أصاب المواطنين بخيبة أمل نقل جماعي وأوضحت "أمل الرشيدي" أنها معلمة مغتربة عن أهلها في حائل، ولكم أن تتخيلوا المسافة الكبيرة بين المنطقتين، كذلك كم هي فترات التوقف الدراسية طوال العام بخلاف الإجازات الرسمية، والتي تحتاج فيها إلى الذهاب لأهلها، مضيفةً أنها وقعت بين خيارين إمّا السفر براً وقطع مسافة طويلة جداً وفيها إرهاق وخطورة كبيرة، وإمّا الحجز عن طريق (تبوك، جدة، حائل)، مؤكدةً على أن الحل سهل جداً لدى المسؤولين وهو توفير رحلات ولو لمرة واحدة في الأسبوع، مشيرةً إلى أن أغلب الناس لا يجد المحرم الذي يكون جاهزاً بكل إجازة للسفر براً، ذاكرةً أنه أحياناً نضطر للسفر بواسطة النقل الجماعي من تبوك إلى حائل والعكس!. واتصلت "الرياض" بالمتحدث الإعلامي للخطوط الجوية العربية السعودية أملاً في إيجاد أي تعليق أو أخذ رأي أحد المسؤولين، لكن للأسف لم يكن هناك تجاوب أو رد.