شركة ارامكو السعودية اكبر شركات العالم في قطاع البترول والتي تأسست عام 1988م لتحل محل شركة الزيت العربية الامريكية التي يرجع تأسيسها الى اتفاقية الامتياز التي وقعت مع حكومة المملكة عام 1933م اثناء فترة حقوق التنقيب عن النفط انذاك، وتدير ارامكو اكبر احتياطات النفط في العالم والتي تبلغ نحو 260 بليون برميل واكتشفت نحو 100 حقل زيت وغاز في جميع انحاء المملكة، تاريخ عريق من النجاح لهذه الشركة التي يعمل بها حوالي 54 الف موظف، سؤال مهم لماذا اوكلت الدولة لهذه الشركة بعض المشاريع والانشطة وهي لا تدخل ضمن نطاق عملها؟ قامت بتأسيس وادارة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا (كاوست) انشأت مؤخرا مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة وهو حديث المجتمع الان للنجاح المتميز في تنفيذ المشاريع. قرأت خبرا الاسبوع الماضي عن الاتفاق الذي تم بين وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل وشركة ارامكو عن تدريب ارامكو لحوالي 5000 معلم ومعلمة للوزارة وهي خطوة رائده لتطوير حقل التعليم سوف تساهم بنقلة متميزة لمعالجة القصور الحالي في جودة مخرجات التعليم التي لا تخص المعلم وحده وانما مجموعة من العوامل مثل المناهج والبيئة التعليميه بشكل عام وغيرها، لقد اثبتت شركة ارامكو انها محل الثقة وان الاداره والمرونة في اتخاذ القرارات بعيدا عن بيروقراطية الحكومة سبب في هذه النجاحات والتي دعت الدولة الى تكليفها بالمشاريع التنموية الضخمة التي لا تستطيع الاجهزة الحكومية تنفيدها بمستوى الدقة والمواصفات والوقت المطلوب والشواهد كثيرة على تعثر كثير من المشاريع الحكومية التي تدار بعقلية حكومية تسيطر عليها البيروقراطية والبطء وعدم الدقة والالتزام بأوقات التنفيذ. في الحقيقة ان استعانة وزارة التربية والتعليم بشركة ارامكو لتطوير جزئية التعليم وتدريب المعلمين ستفتح الباب على مصراعيه للجهات الاخرى للحذو مع الوزارة للاستفادة من الخبرات المتراكمة للشركة والقدرات الوطنية المتميزة فيها والتي حصلت عليها لعقود من الزمن عملت مع شركات اجنبية وخبرات عالمية مكنتها من نسخ هذه الخبرات وتسخيرها داخليا وهي في الحقيقه تجربة رائدة، للاسف لم نبن شراكات مماثلة في الاقتصاد السعودي الذي تتوفر له كل الامكانات والمقومات للنجاح، اتوقع ان تحقق هذه المبادرة الجريئة نقلة هامة في التطوير خاصة لاهم قطاع في بناء المستقبل والاجيال وهو التعليم، وهذا التميز لارامكو في الادارة لا يستبعد معه ان تشارك في تطوير قطاع الصحة والاسكان والطاقة ، فهي خبرة سعودية تأصلت وابدعت ومن حق المجتمع تسخيرها لمصلحته وتطوير قطاعاته فالنجاح يجب ان يعمم لتطوير منظومة العمل الحكومي كاملا.