علاقة وطيدة على مدى سنوات طوال جمعت بين قمتين سعوديتين كلاهما قصة نجاح مكتملة الأركان الأولى هي جامعة الملك سعود احدى أهم الجامعات في المملكة، والثانية أرامكو السعودية شركة البترول العالمية المتكاملة التي تعمل في مجال التنقيب والإنتاج والتكرير والتسويق والشحن الدولي. والتي تعد اليوم اكبر الشركات المنتجة والمصدرة للزيت الخام في العالم، والمصدرة لسوائل الغاز الطبيعي والتي تحتفل هذه الأيام بمرور 75عاماً على إنشائها في مدينة جدة حيث تم توقيع اتفاقية امتياز بين الحكومة السعودية وشركة (ستاندرد أويل كمباني أوف كاليفورنيا) في 29مايو 1933تلك الاتفاقية التي أدت بعد خمس سنوات عجاف من تنفيذها إلى اكتشاف أعظم احتياطي للطاقة في العالم أجمع وتحويل المملكة العربية السعودية بشكل سريع من مملكة صحراوية إلى أمة تتمتع بقدرات عالمية متميزة. وقصة نجاح أرامكو السعودية تجسد قصة كفاح الأجيال السابقة ونجاحهم الذى مهد الطريق أمام نجاحات الشركة في الحاضر والمستقبل، حيث توجد اليوم بعض الأسر التي عمل ما يقارب 4أجيال منها في الشركة، فيما ينتمي موظفو ارامكو إلى جنسيات أكثر من 50دولة مختلفة، وهؤلاء مجتمعون هم من يحملون على عاتقهم إرث الشركة المتميز. مجالات التعاون البحثية مع أرامكو لجامعة الملك سعود تاريخ طويل مع أرامكو السعودية في العمل البحثي المشترك وفي الوقت تتمثل هذه الشراكة في مشاريع بحثية تعاقدية من خلال معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الأستشارية. وقد بدأ التعاون بين ارامكو وجامعة الملك سعود منذ زمن بعيد حيث كان كل منهما يرقب نجاح الآخر ويتمناه ويتخذ منه الحافز والمعين لمواصلة النجاحات وقد مدت الجامعة الشركة بالطواقم الفنية والبحثية والكوادر الإدارية، وخلال العام الماضي وأثناء المؤتمر الهندسي السعودي السابع المنعقد في الفترة من 22- 1428/11/25ه وقعت جامعة الملك سعود اتفاقية تعاون مع شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) بهدف التعاون المشترك في مجال البحث والتطوير وتحقيق تقدم معرفي وتكنولوجي والدخول في مباحثات مستقبلية تتيح للطرفين استكشاف إمكانية تأسيس كراس بحثية في كلية الهندسة بجامعة الملك سعود للمساعدة في زيادة فرص البحث الأكاديمي والتقدم المعرفي والتعليمي في المملكة وتهدف الاتفاقية إلى تأسيس كرسيين بحثيين تحت إشراف عميد كلية الهندسة في العام الدراسي 2009/2008م وقد وقع الاتفاقية عن الجامعة معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان، وعن شركة أرامكو السعودية النائب التنفيذي الأعلى لرئيس الشركة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح. كما أن ثمة دوراً مشتركاً بينهما في مجال الوظيفة التعليمية والتطبيقية وخدمة المجتمع السعودي فقد ركزت أرامكو السعودية على خدمة المجتمع المحلى الذي تقع فيها مناطق أعمالها إلى جانب خدمة المملكة بصفة عامة. وفي هذا الإطار بنت الشركة 110مدارس في المنطقة الشرقية، تبلغ طاقتها الاستيعابية أكثر من 61ألف طالب، كما ساعدت في تطوير شبكة الطاقة الكهربائية في المنطقة الشرقية، ونفذت مشروعات كبرى أخرى خاصة بالبنية التحتية، وتنفرد أرامكو السعودية بكونها أكبر شركة موظفة للعمالة في المملكة خارج نطاق الإدارات الحكومية الأخرى، وعلى مدى تاريخها الطويل كانت الأجور التي تدفعها والبضائع والخدمات التي تشتريها من السوق المحلي تساعد على إنعاش الاقتصاد على الصعيدين الإقليمي والوطني. وفي مجال البيئة قامت الشركة بمراقبة دقيقة لآثار أعمالها على النظام البيئي في الخليج ومناطق الأعمال الأخرى، وأعدت في هذا الإطار خطة شاملة للتعامل مع حالات انسكاب الزيت في أي مكان قد يحدث فيه، كما تبنت أرامكو بالاتفاق مع وزارة المعارف برنامجين صيفيين للطلاب السعوديين، أحدهما للطلاب الجامعيين، والآخر لطلاب مدارس الصناعة والتجارة في المنطقة الشرقية، وقد سرى تطبيق البرنامج الأول منذ صيف عام 1357ه (1955م) والهدف من هذين البرنامجين تعريف هؤلاء الطلاب بمختلف الأعمال الإدارية والفنية بالشركة وإفساح المجال أمامهم للتدرب عليها والتمرس فيها، وإذا كانت ارامكو قد بنت عشرات المدارس فإنها ساهمت في بناء عشرات الآلاف من العقول والخبرات عبر 75عاماً. وكانت الشركة تعقد منذ إنشائها دورات تدريبية نظرية وعملية تتصل بالعمل يحضرها سنوياً آلاف الموظفين يتلقون تدريبهم على مهارات العمل ويتلقون تدريباً خلال العمل. ولم تكن مساهمة الشركة في بناء المدارس هي الوحيدة في حقل التعليم، بل إن الشركة كانت لوقت طويل أكثر الجهات ابتعاثاً لطلاب الدراسات العليا والمتخصصة في الخارج، وكانت لها مساهمات كبيرة وواضحة في برامج الأبحاث والتدريب في الجامعات السعودية. وقبل ذلك كانت الشركة في بداية أعمالها تعلم منسوبيها من السعوديين القراءة والكتابة ومبادئ العلوم والإدارة عبر دورات تنمية القدرات التي تؤهلهم للعمل، الذي كانت تحتاج فيه إلى أيد عاملة كثيرة ومدربة. وربما كان أهم بصمات أرامكو التعليمية هي في الممارسة العملية والتطبيقية حيث ان الأنظمة الجيدة والدقيقة التي كانت تطبقها في ميدان العمل كفيلة بإفراز جيل رائد يحترم العمل ويقدر الوقت، لذلك تجد أن كثيراً من موظفيها السابقين تولوا مواقع مهمة وكبيرة في المجتمع السعودي لكفاءتهم وفكرهم الوظيفي والإنتاجي المتميز حتى ان البعض يتناقل طرفة تشير إلى انه عندما ترى شيخاً كبيراً لا يقرأ ولا يكتب يتحدث الانجليزية بطلاقة فلك أن تعرف فوراً أنه أحد متقاعدى أرامكو، في ذات السياق تتفق ارامكو مع جامعة الملك سعود في الاهتمام بالثقافة والإعلام فقد أولت أرامكو منذ فترة طويلة الإعلام والثقافة اهتماماً كبيراً ضمن استراتيجيتها لخدمة المجتمعات التي تعمل بها، إضافة إلى خدمة ودعم مجتمع الموظفين فيها. وتصدر الشركة مجلة "القافلة" الشهرية التي تضم مواضيع علمية وأدبية وثقافية، وتوزع المجلة على منسوبي الشركة وعموم القراء الذين يطلبون الحصول عليها. كما تصدر الشركة نشرة يومية تحت اسم "قافلة الزيت" وهي خاصة بمنسوبي الشركة وتعنى بأخبارهم وأخبار الشركة والقطاعات المختلفة فيها. أما المطبوعة التى تصدرها الشركة للمتقاعدين منها تحت اسم "الحصاد" فهي تضم ذكريات وصوراً للأجيال الأولى من موظفي الشركة، كما تضم بعض الأشياء الحديثة عن الشركة والتي تجعل المتقاعدين على اتصال دائم بها. وغني عن التعريف أن شركة أرامكو السعودية وبشهادة الجميع لديها أفضل نظام تقاعدي بين الشركات في المنطقة، بل يعد واحداً من أبرز أنظمة التقاعد في العالم. ومع هذه المطبوعات العربية تصدر الشركة بعض الدوريات والنشرات باللغة الإنجليزية أيضاً. جدير بالذكر أن جامعة الملك سعود وقعت كرسيي بحث مع شركة ارامكو الأول في مجال الهندسة الكهربائية والثاني في مجال هندسة الإنشاءات. د. عبدالله العثمان مع النائب التنفيذي الأعلى لرئيس شركة أرامكو السعودية م. خالد بن عبدالعزيز الفالح