أعلنت إدارة النصر تعاقدها الرسمي مع المدرب الإسباني راؤول كانيدا لتولي تدريب الفريق اعتباراً من الموسم المقبل بعقد يمتد إلى موسمين خلفاً للأوروغوياني دانيال كارينيو والذي رحل عقب تحقيقه بطولتين مع النصر في الموسم الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة. كانيدا الرجل القادم للإدارة الفنية قضى عامه الماضي عاطلاً عقب إقالته من تدريب الاتحاد، وبدأ العمل الفني موسم 2003م حين تولى العمل في أكاديمية ريال مدريد لفئة الشباب مع عدد من المدربين وعمل بعد ذلك بشكل متنوع كمحاضر في بعض المؤتمرات والأكاديميات وفي عام 2006 تلقى الإسباني الهادئ اتصالاً من مواطنه المدرب خوان مانويل ليلو لينضم معه كمساعد مدرب في نادي دورادوس دي سينالوا المكسيكي أحد الأندية التي تنشط في الدرجة الأولى بالمكسيك وهناك لم يستمر طويلاً مشوار الأسباني ومواطنه، إذ تمت إقالتهما في منتصف الموسم ليحملا حقائبهما ويعودا مجدداً إلى إسبانيا. وبعد موسم من البقاء عاطلاً تلقى كانيدا مجدداً اتصالاً من صديقه ليلو يدعوه للعمل معه كمساعد مدرب في ريال سوسيداد والذي يخوض منافسة شرسة بالدرجة الثانية للعودة إلى دوري الدرجة الأولى الإسباني لكن ذلك لم يحصل فلم ينجح الجهاز الفني في إيصال الفريق إلى الأضواء في أسبانيا لتتم إقالتهما. وفي موسم 2009 كان آخر تعاون لكانيدا مع الإسباني ليلو سوياً في ألميريا حينما نجحا في إنقاذ الفريق من الهبوط إلى الدرجة الثانية بعد موسم سيئ قدمه الفريق مع المدرب هوغو سانشيز لكن الفريق هبط في الموسم الثاني إلى الدرجة الثانية ليرحل كانيدا عنه ويظل عاماً كامل دون عمل، وحينئذ تلقى اتصالاً من جدة لخوض تجربته الأولى كمدرب أساسي للاتحاد ولم يتردد كانيدا في خوض هذه التجربة والتي لم تشهد أي نجاحات وإن مرت في بعض أحوالها بعدد من الانتصارات وقلة الخسائر لكن المحصلة النهائية أن كانيدا لم يحصد مع الاتحاد الذهب أبداً فبدأت مسيرة الأسباني في الاتحاد حينما قاد الفريق إلى انتصار تاريخي على حساب باختاكور الأوزبكي في دوري ابطال آسيا برباعية دون مقابل ونجح في قيادة العميد إلى صدارة مجموعته والتأهل إلى دور ال16 وهناك نجح كانيدا من إقصاء نادي بيروزي الإيراني بثلاثة أهداف دون مقابل ووصل بالعميد إلى دور ال8 ونجح في إقصاء غوانغزو الصيني تحت قيادة الإيطالي الكبير مارتشيلو ليبي ليصطدم بغريمه الأهلي في دور نصف النهائي ويخسر في لقاء الإياب بعد فوزه ذهاباً ويودع البطولة ومعها تفجرت مشاكل كانيدا في العميد وازدادت حدة الانتقادات والخلافات في البيت الاتحادي لينتهي مشواره في تجربته الأولى كمدرب كرة قدم بقرار الإقالة. كانيدا (45 عاما ) قدم محصلة جيدة في خطوته التدريبية الأولى مع الاتحاد، إذ خاض قرابة ال40 مباراة على الصعيد الرسمي بدأت امام باختاكور الأوزبكي وانتهت أمام الوحدة محلياً، ولم يخسر سوى ست مباريات كان أكثرها تأثيراً خسارته من الأهلي في نصف نهائي كأس آسيا وخروجه من البطولة إلى جانب خسارته من الوحدة محلياً بهدفين مقابل هدف كونها السبب في إقالة كانيدا من تدريب الاتحاد. يتمتع كانيدا بشخصية هادئة فيغلب عليه حينما يقف على خط ملعب ويسند ذقنه على يده اليسرى الصمت وتوجيه لاعبيه من دون انفعال وصراخ إلا في حالات نادرة وهي معاكسة تماماً لمدرب النصر السابق كارينيو والذي كان يشعل خط الملعب بحماسته وتفاعله المستمر مع مجريات المباراة وتغلب على طريقة الأسباني الصبغة الكتلونية في كرة القدم فيعتمد بنسبة كبيرة على طريقة 3-3-4 والتي عرفت على يد الهولندي كرويف إبان تدريبه لبرشلونة، واشتهر بها بعد ذلك برشلونة، إذ يسير عليها كانيدا في غالب لقاءاته الكروية، وعلى الرغم من هدوء الأسباني إلا أنه خرج في تصاريح قوية إبان إشرافه على الإتحاد وقبل لقاء الأهلي محلياً مؤكداً أن العمل في الاتحاد يفتقد للإحترافية وأن الأجواء لا تساعد على النجاح وقال: "لو حضر ميسي هنا بعد شهر سيكون غير صالح لممارسة كرة القدم"، وقبل أن يحمل حقائبه ويرحل عن الدوري السعودي حضر بنادي الاتحاد للسلام على اللاعبين جميعهم عدا قائد الفريق محمد نور والذي رفض أن يصافحه بعد أن مد إليه يده ليصافحه.