يشترط بعض الفتيات خاصةً عندما تدعوهن إحدى صديقاتهن على عدم وجود أخريات لا يرتبطن معهن بأي علاقة، من أجل أن تكون جلستهن أكثر أريحية، ويتخللها أحاديث شخصية فيما بينهن؛ الأمر الذي قد يُحرج صاحبة الدعوة، خاصةً عندما تُرتب أمور الحفلة أو الجلسة على أن الجميع سيحضر، لتكون العبارة "ما نبيهن معنا"؛ لتقع في حرج شديد بين رغبة "صديقات العمر" ورغبتها الشخصية في لمّ أكبر عدد من الحضور سواء من الأقارب أو الصديقات أو الزميلات. ويرى الكثير من الفتيات أن اشتراط بعض الصديقات عدم حضور الأخريات يُعد طلباً تافهاً، وربما يزيد من المشاحنات بين الأطراف، خاصةً إذا ما علمن أن هناك من لم يرغب في حضورهن، وهو ما يدعو البعض إلى عدم الأخذ بهذا الطلب، والاكتفاء بتقديم الدعوة للجميع، ومن يُريد الحضور ويتحمس له فإنه سيكون في مقدمة الواصلين، ومن لم يرغب فإنه من الأفضل أن يبقى في منزله، فليس من "الأخلاق" أن تشترط "فلانة" عدم حضور "فلانة" لسبب غير مقنع، حتى ولو كان من باب الحرية الشخصية وعدم الارتياح. جلسة استعادة الذكريات لا تتطلب كثرة المدعوين لا نريدهن وقالت "رنيم الحماد": إنه في الآونة الأخيرة أصبح البحث عن الصديقات دقيق جداًّ، خاصةً أثناء الذهاب الى أي نزهة أو اجتماع في أي مكان، مضيفةً أن بعض الصديقات تشترط أسماء معينة لعدم رغبتهن بالأخريات، مما يسبب لنا الإحراج في بعض الوقت، لكون صديقة مقربة لنا لا تريدها نتيجة موقف معين، وربما تكون قريبة لها فلا تحبذ أن تتطلع على تحركاتها. وعزمت "نورة" على دعوة صديقاتها ذات يوم في أحد المطاعم، ثم قررت أن تدعو بعض الزميلات الجديدات اللاتي تعرفت عليهن في عملها، إلاّ أن البعض من صديقاتها رفضن ذلك بقولهن: "هالبنات ما نبغاهن معنا"؛ بحجة عدم معرفتهن، وعدم أخذ راحتهن بالحديث سوياً، لتتردد "نورة" في ذلك، رغبةً منها في إرضاء صديقاتها وتعرّف الجديدات عليهن، إلاّ أنها نفذت رغبة صديقاتها ووعدت الأخريات بدعوة أخرى، مما جعلها تشعر بالحرج أمامهن. حرج كبير وأوضحت "لبنى المرزوقي" أن اشتراط بعض الصديقات لهذا الأمر يسبب لنا الإحراج الكثير، فمنهن من يلغي الاجتماع او الذهاب لأي مكان من أجل ذلك، حيث تعتبر هذا السبب تافهاً ويسبب المزيد من المشاحنات بين الزميلات، مبينةً أنه عندما تشترط بعض الصديقات هذا الأمر فإنني لا آخذ بكلامهن، لأن لكل واحدة منهن رأيا ومبدأ، مشيرةً إلى أنه من لا يريد الحضور لا يمكن أن تجبره على ذلك من أجل سبب غير مقنع، فلكلٍّ حريته الشخصية. وانتقدت" هيا السويلم" بعض زميلاتها اللاتي يقمن بمثل هذا العمل، ذاكرةً أن هذا الأمر فيه من الحرج الكثير، خاصةً عندما يتم تحديد أسماء معينة، فمن الصعب أن لا تُلبي طلبهن، والأصعب عندما تنتقي أخريات غيرهن، فربما يكون هناك اصطدام أو زعل من بعض الحضور. جلسات الكوفي بين البنات أكثر حرية وراحة من المنزل تقليص العلاقات وأكدت "نوف الشمري" على أن بعض الفتيات تحبذ تقليص العلاقات مع صديقاتها، وعدم دخول أشخاص ليس لهن معرفه تامة بهن، مبررةً بأنها لا تريد الكل أن يطّلع عما نتحدث به، أو معرفة الأماكن التي نتواجد بها، مضيفةً أنه عند اجتماع الفتيات يكون هناك أسرار فيما بينهن، أو أحاديث شخصية في حدود أفراد معينين لا يسمحون لأحد أن يتدخل فيها، أو أن يتحدث فيها، مبينةً أنه عند طلب عدم وجود صديقات معينات فهذا دليل على عدم راحتهن والحديث معهن. وبرّرت "فلوة محمد" أن استخدام عبارة "ما نبيهن معنا" لا يعني كره أحد، أو التقليل منه، بل قد يكون رغبة في أن يكون الاجتماع مع زميلات قديمات، ليتذكرن سوياً المواقف الطريفة والتعليقات التي ربما لا نريد أحدا من صديقاتنا الجديدات معرفتها، ليس خوفاً منهن، بل لأننا عايشنا تلك المواقف سوياً، ومن الصعب أن نتحدث عنها ونشرحها فيصبح للحديث برودا ليس له نكهة. أريحية تامة وأشارت "حصة المرشد" إلى أن رغبة البعض في انتقاء الأشخاص لا يكون فقط على الصداقة والزمالة، بل ربما تمتد إلى بعض الأسر، حيث يفضل البعض أن يكون لوحده في نزهة عائلية أو اجتماع معين مع أشخاص قريبين، مضيفةً أنه ربما هناك من يساويهم في صلة القرابة، أو يكون أقرب، مبينةً أن ذلك ليس تقليلا منهم، بل ليكون هناك أريحية في النزهة العائلية التي ربما لا تتكرر مع الأقارب في مرات قادمة. وقالت "عبير السيف" ان طابع الرسمية في بعض الأقارب وربما بعض الصديقات، يجعل الكل يتذمر من الاجتماع معهم في أوقات معينة يبحثون فيها عن الأريحية والترفيه والبساطة، مضيفةً أنه ربما يكون التكلف سبباً كبيراً في انتقاء البعض منهن، وعدم الرغبة في أشخاص آخرين. طابع الرسمية وأوضحت "بنان أحمد" أن طابع الرسمية مع الصديقات لا يكون إلاّ في وجود فتاة غريبة بينهن، ربما تكون صديقة مقربة لاحدى صديقاتهن، لكنهن لا يعرفنها جيداً، مضيفةً أن سبب الرفض ليس للشخص ذاته، وإنما لتغييره من طابع الجلسة البسيطة التي اعتدنا عليها، ولعدم معرفتهن التامة بالطابع العام الذي سيكون عليه الحديث بوجودهن، حيث سيتوقع الجميع أن تتسم بالرسمية التامة والأحاديث العامة دون التحدث عن بعض الأمور الخاصة فيما بينهن، مبينةً أنه ليس من طبعها أن تُمانع، لكن الأفضل هو عدم وجود فتيات لا نعرف عنهن شيئاً، ولو كُنَّ مقربات لإحدى صديقاتهن، لتكون الجلسة أكثر أريحية، ولتخرج عن الطابع الرسمي الملل.