«جلسات المصارحة» تبدأ عادةً بضحكات وابتسامات في كثير من جلسات الفتيات وبعض الأسر لإظهار عيوب أو انتقاد صفة معينة في هؤلاء الأشخاص فيما بينهم، لكن سرعان ماتنقلب موازين تلك الجلسة إما بزعل أو مشاحنة، ولربما حقد يمتد سنوات عديدة، وتفكك لتلك الأسرة وتفرقه بين الصديقات، كان سببها جلسة أنهت مامضى من علاقتهم، وقد تحظى تلك الجلسات بنصيب وافر من رد الاعتبار في مكان قد يكون غير مناسب لها.. تفرقة وكراهية بدايةً أكدت «سلمى فهد» على أنّ جلسات المصارحة غالباً تنتهي بالتفرقة والكراهية، مشيرةً إلى أنّها إحدى ضحايا تلك الجلسات، قائلةً: «كنّا في جلسة مصارحة مع مجموعة من الصديقات فكانت مصارحتي لزميلتي بلطف، وبأسلوب راق، لكن الشخص الآخر لم يتقبل تلك المصارحة فبدأت بهجوم عنيف وكلمات جارحة وبأسلوب مزعج جداً تسبب في لبعض منذ أكثر من خمس سنوات»، مضيفةً أنّ تلك الجلسات لابد لها من شخص حكيم يحكمها أو يستطيع فض النزاعات التي قد تحدث، وبشكل هادئ حتى لاتنتهي بمشاحنات. زعل ونزاعات كما تشير «مريم عثمان» إلى أنّ تلك الجلسات تؤدي دوماً إلى الزعل، ولربما القطيعة خصوصاً بين العائلة الواحدة؛ لأنّ البعض لايحكم عقله ولا طريقة أسلوبه للشخص الذي أمامه ويظل ينهال عليه انتقادات ومصارحات قوية، غير مقبولة مما تفقد الجلسة صدقها ومصداقيتها، وقد تتحول إلى جلسة نقد وسب وشتم بلا مبرر مقنع. الدموع تلجأ إليها الأنثى أكثر تدخل ودفاع وأوضحت «مشاعل القحطاني» أنّ تلك الجلسات لايشارك فيها سوى أشخاص يريدون إثارة نزاع غالباً، قائلةً: «لو كانت محصورة بين الفتيات فلابد للأهل أن يتأثروا بماقيل لابنتهم، خصوصاً إذا كانت الفتاة شخصيتها ضعيفة ولاتستطيع الدفاع عن نفسها قد يكون الدفاع من قبل إخوتها أو والدتها لعدم إشعارها بأنها ضعيفة ممن حولها، فيشتد النزاع فيما بينهم»، مضيفةً: وقد تصل حدة المشاكل إلى من هم أكبر منهم سواءً بصفة أو عيب قيل لابنتهم، وقليل جداً من يترك الأمور تسير بشكلها الطبيعي فلابد من مشاكل جراء ذلك. أسلوب راقٍ وبالرغم من تأييد «رزان بنت عبدالرحمن» لتلك الجلسات إلا أنّها اشترطت أن تكون بأسلوب راق ولايكون النقد فيها بطريقة مباشره تزعج المتلقي لها، فليس الكل يتقبلها فغالباً ماتنتهي بالزعل لمباشرتها في نقد الشخص لذاته إضافةً لعدم تقبل الشخص الآخر لذلك النقد، معللةً ذلك أنّ الإنسان دوماً يسعى للكمال ولا يتقبل النقد الجارح من أي شخص. أدب وحوار ولتلك الجلسة آداب، أوردتها «شيخه بنت إبراهيم» مشيرةً إلى أنّ للحوار أدوات يفضل أن يتسم الشخص بها كالهدوء، وعدم الاندفاع في الردود مما قد يربك الإنسان فيجعله يتحدث عن شي لايحبه، إلى جانب أهمية الإنصات والاستماع التام لوجه نظر لشخص الآخر، وأن لاتنتهي المصارحة بمشكلة أكبر من الأولى ولايكون الحوار لأمر معين بل يكون قابل للمرونة والنقاش، مؤكدةً على أنّ مثل هذه الحوارات والجلسات تحكمها الكثير من الظروف، وكذلك حب الشخص للانتصار وهو مايعمد إليه الكثير كي يظهر قوة شخصيته أمام غيره. الفتاة إذا كانت شخصيتها ضعيفة لاتتحمل النقد وتهرب إلى الوحدة فضفضة وأوضحت «مها الرويتع» أنّ تلك الجلسات تلجأ إليها الأنثى فهي تميل للفضفضة والمصارحة أكثر من الرجل، مشيرةً إلى أنّ هذا الأمر قد يكون مجرد عادة لدى البعض بلا أسباب واضحة ولربما لطلب المشورة في بعض الأمور بطريقة غير مباشرة، كما أيدت ذلك بحسب الموضوع الذي سيصارح به، مشترطةً فيه عدم إفشاء الأسرار أو مكان لنشوء المشاكل والنزاعات. رد اعتبار ولأخذ الثأر ورد الاعتبار نصيب كبير من هذه الجلسات، هذا ماذكرته «ديما الشمري» مشيرةً إلى أنّ هذه الجلسات تكون غالباً فرصة ذهبية وربما نادرة لبعض الأشخاص للنقد اللاذع والصريح لشخص معين أمام الملاء؛ رغبةً منه في إظهار نجاحه في تلك المواجهة ورد اعتباره، والتي يكون لها ترسب في النفوس لموقف معين، فيجد الشخص وقتاً لإفراغ عما بداخله في تلك الجلسة. مهمة في أوساط المجتمع لتصحيح الأخطاء ومراجعة الواقع عدم المشاركة ول»ابتهال الوايلي» رأي آخر، قائلةً: «إذا كان الشخص غير قادر على تحمل مثل هذه الموضوعات والنقد وإظهار عيوبه فلا يشارك فيها أبداً؛ كي لايقع في الحرج ولربما تنشأ المشاكل والضغينة لمن هو أمامه»، مضيفةً: لوكان هناك أشخاص غير مرغوب فيهم في تلك الجلسة وخشية منهم في الحديث بكلام جارح وغير مقبول فضلت الانسحاب منها نهائيا. هروب وقالت «حنان فهد»: «لو كنت في مكان أو جلسة ولو كانت لأهلي وإخوتي إلا أنني أحاول قدر الإمكان الابتعاد؛ كي لاتصلني شرارة تلك المعركة»، مشيرةً إلى أنّ كثيراً من الأسر تفككت جراء ذلك؛ لأنّ تلك الجلسات لاتجلب الخير أبداً، وتبني في داخل الإنسان كراهيته للبعض ولو كانوا إخوة، كما أنّ طريقة الحديث وانتقاء الكلمات الغير سليمة قد تكون أساس لهذه المشاكل، مضيفةً أنّ كل شخص يعرف عيوبه وكل شخص يحاول أن يغطيها لكن لايرضى بتاتاً أن يعرفها ويتحدث عنها الجميع، ولو عرفوه عنه قد لايسمح بالحديث عنها عند أي شخص بأي حال من الأحوال. أثر نفسي وأوضحت «خلود محمد» بأنّه مهما انتهت تلك الجلسة بصفاء إلا أنها تتراكم رواسب وآثار نفسية لدى الشخص وقد تزداد على مر الأيام، فدائماً تخرج تلك الجلسات بمشكلة أو مشاحنة، وقد لايكون لهذا الشخص ميل لمن نقده أو الابتعاد عنه سواء في الزيارات أو الجلسات العائلية؛ لأنه زرع بداخله كراهية قد لايدركها ذلك الشخص الذي بدر منه ذلك النقد. تقبل وبحث وهناك مؤيد لمثل هذه الجلسات حيث ذكرت «هدى عبدالله» أنّها من الناس المتقبلين للنقد، ودوماً تشارك في تلك الجلسات وتعمد إليها لأنها قد تبصر الشخص لكثير من الأمور، إما لعيب فيه قد يكون غافل عنه، أو لتصرف ينزعج منه الآخرون، لكنها اشترطت أن لايكون في تلك الجلسة إلا أشخاص تعرفهم وتعلم مدى صدقهم في إظهار انتقاداتهم لها ويكونون على قدر من المصداقية. 1