هذه فكرة تتوسد تأملاتي كلما دعيت إلى مناسبة اجتماعية نسائية تحتفي بالفرح أو الأعراس. فلم يعد يكفي أن المرأة تعتني بشكلها وزينتها.. هندامها ومرحها وسط حضور نسائي مماثل، بل أصبحت تتربص بأشكال التقنية المتواجدة في أيدي الأخريات وكأنها مشروع اعتداء على حقها بالخصوصية ولا تدري معها أين تكون سيطرتها أو لا تكون. أفكار مماثلة تخطر على بال الجميع لا شك، ولكن الخجل والاعتياد المناسباتي يجعل من طرح السؤال محرجاً في تناوله، ولكن المواجهة الاجتماعية يجب أن تحضر هي الأخرى. " ماذا نفعل بمشكلة كاميرات الهواتف في المناسبات السعيدة"؟ " لا أدري...وبعد فترة صمت قصيرة تأكيد آخر "والله لا أدري". " أنا أدري...سوف تحتشم النساء في حفلات الأعراس وستتغير موضة الأزياء التي يصلح بعضها لغرف النوم حقيقة وليس لاستعراض الأناقة..على الأقل عندنا من أجل الستر الاجتماعي ومشاكل التصوير بالهواتف الذكية. تعرفين التفاصيل". " أو ستنكمش قائمة المعازيم مع الوقت وسوف تحتفل العائلات مع المقربات من معارفهن وقريباتهن فقط اللاتي يثقن في حسن احكامهن. ما رأيك؟" " ستنخفض مصاريف حفلات الأعراس ولن تثقل الديون كاهل من يتحمل بذخها" اعتراض" ولكننا مازلنا في طور التأرجح الاختياري..أعني لم يصدر المجتمع قانوناً موحداً في هذه المسألة بعد! لقد دعيت لحفل زفاف لإحدى القريبات في دولة خليجية منذ قريب وراعني وجود خمس كاميرات للتصوير الفني منصوبة في مدخل القاعة وحولها وفي كل الأركان" " لماذا؟ " كي لا تفوت لحظة ابتهاج وتفاعل جميل. لقد تفهمت الموقف وأبقيت عباءتي وحمدت الله أن ثوبي كان تراثي الطلة ومو نيو لوك" ضحك يتناثر لتخيل المقارنة. " ولكن رغم ذلك و3 كيلو من مكياج غمرت بها أخصائية الزينة ملامحي وجعلتني في حالة استياء.." " تغير عليك شكلك؟ تقاطعها. " يا ريت بل شعرت اني متنكرة من فرط التغير ولن تعرفني قريباتي.. إن المكياج جميل الذي يحسن من مظهر المرأة ويزيدها جمالاً لا أن يجعلها تبدو وكأنها طبعة أخرى منفرة... ومع ذلك لاحظت رقص النساء على شاشات موزعة في القاعة وبعض نوعية الأزياء التي تتبارز في تلك المناسبات وفكرت يا ساتر" " فعلاً هي مشكلة أعني أصبحت مشكلة وسمعت أن بعض العائلات الآن ترفض دخول النساء بهواتفهن لقاعة الأفراح ولكن لا يمكن الاعتماد على ضمائر الناس في كل الظروف" " ذكرتيني بفتاة تم اكتشاف ارتدائها ساعة تحتوي على جوال وكاميرا في جامعة بنات" "وأخريات تم ابتزازهن من قبل عاطل عن العمل في دولة مجاورة الذي هددهن بنشر صورهن على مواقع التواصل الاجتماعي إن لم يعطوه مبلغ 2000 دينار. وعندما سئل كيف حصل على الصور اعترف بان امرأة صديقة أرسلتها له! أما أخيراً فأذكّر ببعض خطبة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة في يوم الجمعة من استخدام التصوير لانتهاك الحدود والحقوق والأعراض والأعراف والآداب وان أقبح هذه الجرائم هي تصوير النساء والفتيات والعورات في الأعراس والحفلات والمناسبات ونشر صورهن بين العامة. وفي النهاية يجب أن نذكر بأن وجود التقنية هو مأزق أحياناً ولكن المسؤولية تكمن في وعي الفتيات والنساء في كيفية التعامل مع سلبيات ذلك الواقع.