يحرص ذوو العرائس على منع دخول الهواتف المتحركة المزودة بكاميرات تصوير، إلى حفلات الأعراس النسائية، ويدونون منع دخولها على شكل «رجاء» على بطاقة الدعوة، فيما تقوم سيدات متخصصات بتفتيش المدعوات، ومصادرة هاتف الكاميرا، موقتاً، إلى حين خروج المدعوة من قاعة الزفاف، لمنع تصوير العرس وبقية المدعوات. بيد أن هذا الحظر تم كسره في العامين الماضيين، من ذوي العروس، الذين أصبح الكثير منهم يحرص على تصوير حفلة الزفاف وبثها مباشرة عبر برامج «الماسنجر» و«السكايب»، إلى قريبات لهن، غالباً ما يكن من المبتعثات في دول عربية وأجنبية، اللاتي لم تتح لهن ظروف دراستهن حضور زفاف شقيقتهن أو قريبتهن. وأثارت هذه «الموضة» ردود فعل متباينة بين المدعوات، بين من يرين أنها «طبيعية، ولا تختلف عن تصوير الحفلة من أجل الذكرى». فيما تراها أخريات «انتهاكاً لخصوصية المدعوات إلى الزفاف». وأعلن عدد من السيدات والفتيات، نيتهن «مقاطعة الأعراس، إذا ما استمر التصوير والبث المباشر». وتعبر منى حسين، عن مخاوفها، «نخسر خصوصيتنا بالتدريج في هذا العصر»، معتبرة بأن التصوير والبث «مؤشراً خطراً». وتوضح أنها كانت «مدعوة إلى أحد الأعراس، وكنت جالسة في كامل زينتي، ولاحظت وجود حاسب آلي قرب كوشة العروس، يتم تغيير اتجاه شاشته من جهة إلى أخرى»، مبدية استياءها بالقول «إن أهل العرس الذين حرصوا على تفتيش المدعوات، ومصادرة جوالات الكاميرا، هم من قاموا بخيانة الأمانة، بتصوير المدعوات من دون تنبيههن على الأقل، كي يلتزمن بلبس الحجاب»، متسائلة: «ماذا لو تم تسريب هذه الصور إلى مواقع مثل «اليوتيوب»، ومنتديات إلكترونية، أو تم استغلالها في ابتزاز الفتيات والنساء الغافلات؟!». وتطالب هيفاء محمد، أهل العرس الذين ينوون تصوير العرس، من أجل أخت أو قريبة مغتربة، بأن «يشيروا إلى ذلك في بطاقات الدعوة، كي تأخذ المدعوات احتياطهن، أو يعلنوا عن ذلك أثناء الحفلة، لتحتاط المدعوات كذلك». فيما تتوقع مها كاظم، أن «تخسر الأعراس مظهرها الاجتماعي الذي يتمثل في مشاركة القريبات والصديقات لأهل العروس في الزينة والاحتفال، وتميل إلى الانغلاق والكآبة، إذا ما استمرت الاختراقات في ظل تطور وسائل الاتصالات والتقنية، خصوصاً مع الاختراق العشوائي للأعراف والتقاليد، وعدم مراعاة واحترام خصوصيات الآخرين»، مؤكدة أن «الغرب الذي لا تحكمه قيمنا، يبدو أكثر احتراماً لخصوصيات الفرد». وتبدي خديجة صابر ارتياحها لأنها تقاطع الأعراس منذ أعوام، وتعزو السبب إلى «ما تحويه من مظاهر إسراف، وابتذال في الملبس والغناء والرقص». وفي المقابل، ترى نهى صالح، أنه «لا يوجد فرق شاسع بين تصوير العرس لغرض الذكرى، أو بهدف البث المباشر للمغتربات». وتشير إلى عدم قلقها من التصوير بأشكاله كافة، مرجعة السبب إلى ثقتها فيمن تحضر حفلات زفافهن. وتطالب سناء جعفر، بأن «يقتصر نقل العرس على الجانب الخاص بالعروس وقريباتها، اللاتي يبدين موافقتهن على ذلك، فيما يتم تجنب تصوير المدعوات، احتراماً للخصوصيات، كما يحدث عادة أثناء التصوير من أجل الذكرى». وتشير مها هاني، إلى أنها حضرت عرساً، كان فيه بث مباشر، ولم تبد انزعاجها، وعزت السبب إلى أن «الكاميرا كانت موجهة إلى كوشة العروس وأسرتها فقط».