لكل قائد عظيم سمة أساسية تميزه عن الآخرين، وتُعد هذه السمة المفتاح لشخصيته، وتمحور هذه السمة خصائص تلك الشخصية، وتدور حولها كثير من المعاني الفذّة، معاني القيادة والريادة، ومعالم القوة والزعامة. إنه رجلٌ فذَ، وقائدٌ همام، أحب شعبه فأحبوه، وأخلص لهم فمنحوه ثقتهم وإخلاصهم، وبادلوه الحب بالحب، والوفاء بالعطاء، إنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - (حفظه الله، قائد نادر، انعقد الإجماع على ريادته، واتفقت الآراء على زعامته، والآراء لا تتفق، والإجماع لا ينعقد إلا على من توافرت فيه خصائص القيادة، واكتملت لديه مقومات الزعامة، وتجمعت عنده أسباب النجاح ومقوماته، ومن أبرز تلكم الخصائص والسجايا حبه لوطنه الكبير، وإخلاصه لشعبه الوفي، الذي بادله الحب بالحب، والعطاء بالعطاء. هذه العلاقة الحميمية بين الملك وشعبه، وبين الرئيس والمرؤوس، وهذه الصلة الأبوية بين الملك الإنسان ومواطنيه، بارزة للعيان، ظاهرة للجميع، لا ينكرها أحد، ولا يستطيع حجب نورها أياً كان، علاقة قامت على تحمل المسؤولية من القائد، وإدراك عظم الأمانة تجاه وطنه وشعبه، وتجاوب من المواطن بما تمليه عليه واجبات الوطن ووطنه. هذه العلاقة قامت على أساس متين من الكتاب والسنة المطهرة تطبيقاً وتشريعاً وحكماً وقضاءً، فبارك الله في الوطن والمواطن والملك والإنسان. إن علاقةً هذه صفاتها لا تدوم؛ لولا أنها قامت على علاقة متبادلة من الولاء الصادق من الشعب تجاه مليكه، والتفافاً منه حول قيادته الحكيمة، والسمع والطاعة في المنشط والمكره في غير معصية الله تعالى، ومن قِبل القائد تجاه مواطنيه.. قامت على الرأفة بهم، والسعي بالخير لمصالحهم، والسهر لاستتباب أمنهم، وتوفير سبل راحتهم، والإحساس الصادق بمعاناتهم وآلامهم، والعمل الجاد لما فيه قضاء حوائجهم، وإيثارهم بكل خير. وهذا الإيثار الذي عرفناه من قائدنا الفذّ الهُمام، وذلكم القبول، وتلكم المحبة تعكس سماحة كبيرة في النفس، وأصالة في الطبع، وكرماً وخُلقاً رفيعاً في الطبع، كيف لا.. وهو سليل الأمجاد، وابن الملوك الأفذاذ.. هذه الأخلاق العالية في قائدنا أنتجت تلاحماً وترابطاً قوياً بين القائد والرعية، تزيده الأيام قوةً ومتانة. هذه الصفات التي اكتسبها خادم الحرمين الشريفين من والده المؤسّس جعلته مؤهلاً ليتبنى مناصب قيادية في الدولة الفتيّة، ويحظى بثقة والده وإخوانه الملوك - رحمهم الله، وكونّت منه رجلاً حاذقاً فطناً مجرباً خبيراً، يدير شؤون دولة كبيرة، ذات رقعة واسعة، متنوعة الأعراق والأطياف، ومتعددة المناخات والتضاريس، مختلفة الثقافات واللهجات، وجعلت منه قائداً شهماً، كريماً مع شعبه، وفياً مع أمته، صبوراً محنكاً، قراراته حكيمة، تصدر عن رأي ومشورة، تلبي حاجة ملحة في المجتمع من التغيير المطلوب، ومن التقدم والازدهار. ملكٌ امتلك رؤية متكاملة تقوم على أساس تحقيق التنمية الشاملة لجميع المرافق والقطاعات، وسعيٌ أكيد لتحقيق الرفاهية لسائر المناطق البعيدة قبل القريبة، والكبيرة بعد الصغيرة. وليس هنا مجال حصر الأمثلة، ولو أردناها لعجزنا عنها في هذه العجالة، ولكنها إلماحة خاطفة، فهذا الحرس الوطني خير شاهد، ومثال حي على ملامح تلك الرؤية الثاقبة، فقد انتقل الحرس الوطني من مجرد مؤسسة عسكرية بسيطة إلى مؤسسة مكتملة الأركان، فهي بحق مؤسسة رائدة بمعني الكلمة، وهي تجربة فريدة تستحق الدراسة والتأصيل والتحليل لاستلهام أبعاد تلك الرؤية التنموية الشاملة التي حولت هذه المؤسسة في غضون سنوات قلائل إلى صرح تنموي جبّار. أدام الله على بلادنا ثياب العز والسؤدد، وأطال الله في عمر قائد مسيرتنا المباركة، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ومتعه بالصحة والعافية والسلامة.