يقول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: يتميز الإعلام السعودي بشكل عام، والصحافة بشكل خاص، منذ بداياته على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن –طيب الله ثراه– بالمصداقية الرفيعة، والشفافية العالية، والاتزان الوعي، وفهم الاحتياجات المتنامية للوطن والمواطن، والمساهمة الكبرى في القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية والعالم بحكمة وبعد نظر. ومما قاله -أيضا- قائد مسيرة التطوير والإصلاح، عن إعلامنا السعودي ومسؤوليته تجاه الكلمة: أنتم مسؤولون أمام الله، وأمام الناس، فالمسؤولية عظيمة، أعانكم الله على حملها والدفاع عنها، من خلال تحري الدقة فيما ينشر، والمصداقية في نقل الحقائق، بشفافية وأمانة. وقال خادم الحرمين الشريفين: واصل الإعلام السعودي خطواته باقتدار الثبات على المواقف، مع المواكبة المتواصلة لتطور الواقع الذي نعيشه، على مختلف الأصعدة، رغم التحديات المتتالية، والصعوبات المتغيرة التي فرضها إيقاع العصر، والتطورات المتلاحقة على الساحة العالمية، والمنافسة المحتدمة بين وسائل الإعلام، رغبة في الفوز بالمتلقين لوسائله المختلفة. وعن التحديات لألفية معاصرة قال -يحفظه الله-: دخلنا الألفية الثالثة بخطوات واثقة، وإصرار كبير على العطاء والتغيير والإبداع، فكان اهتمام الدولة بالابتعاث والتدريب المتواصل للكوادر، مع الاستعانة المتواصلة بأحدث الإمكانات والتجهيزات الفنية والتقنية، فسعينا لن يتوقف عند حدود معينة نحو توطين صناعة الإعلام. وعن إعلامنا والآخر يقول خادم الحرمين الشريفين: إننا لندرك أهمية مد الجسور مع الآخر، وتعزيز مفاهيم الاستفادة من النقاط المشتركة بين الدول والشعوب، وتفعيل أواصر المصالح المتبادلة دون إفراط أو تفريط، معتمدين على إرثنا الوطني الكبير، وحضارتنا العربية الإسلامية العريقة. اهتمام بالإعلام، وعلاقة «حميمية» بالإعلاميين، تجسدها مشاعر خادم الحرمين للأستاذ تركي السديري رئيس التحرير ومما قاله صانع معجزات التنمية والتطوير الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أيده الله بنصره وتوفيقه – عن دور الإعلام، في إشاعة روح الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات، ليكون جسراً ريادياً بين شعوب العالم، قوله: "يمثل الإعلام إحدى الوسائل التأثير في رسم معالم التعايش والتفاعل، وترسيخ مفهوم الحوار مع الحضارات الإنسانية، الذي أطلقناه في مكةالمكرمة، مرورا بمدريد، ومن خلال مؤتمر الأممالمتحدة في نيويورك، ولعل "مؤتمر مستقبل النشر الصحفي الدولي للإعلام" يكون خطوة أخرى نحو نقل ثقافة وفكر وتراث وحضارة المجتمع السعودي إلى العالم في أبهى صورة". يتضح جليا الرؤية الإعلامية لصناعة مرحلة عصرية من المرحلة الإعلامية التي تتطبلها المرحلة، على مستويين رئيسين، أولهما على مستوى الرؤية، الآخر لى مستوى الرسالة افعلامية المعاصرة التي تستشرف برؤية ثاقبة متغيرات المرحلة الإعلامية ومتطلباتها المختلفة. ومن خلال كلمات خادم الحرمين الشريفين، يتضح –أيضاً– دور الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- في تأسيس كياننا الإعلامي، التي تجسد الفلسفة الإعلامية التي ينطلق منها إعلامنا السعودي، بوصفه وسائل تتخذ قدرتها على التأثير والتغيير، النهوض بما أنيط به من مسؤليات، تجاه الله – سبحانه وتعالى– ثم تجاه المسؤول، وتجاه المواطن. كما تتجلى في مقولات قائد مسيرتنا -ايده الله بنصره وتوفيقه – الرؤية الفذة في تطوير منظومة الإعلام السعودي، بما يواكب المرحلة، عبر تذليل كافة البنى التحتية له، إلى جانب توفير ما يتطلبه من تجهيزات تقنية وفنية، وتدريب القدرات الوطنية، لقيادة هذه المنظومة عبر التأهيل والتدريب وبرامج الابتعاث. وفي كلمات قائد المسيرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تطالعنا المرتكزات الرئيسة لرؤية خادم الحرمين الشريفين، التي تتمثل في المنطلقات الرئيسة التالية: تطوير الإعلام السعودي بشكل مستمر يواكب المرحلة، عبر استثمار كافة مقومات التطوير التقني الفني، والكوادر العاملة في مختلف قطاعاته ومجالاته. تعزيز إمكانيات الإعلام السعودي، بالتطوير، والتأهيل، والتدريب، والابتعاث، ليكون قادرا على أداء رسالته الوطنية والعربية والإسلامية، ليكون بذلك قادرا على التواصل والتفاعل مع الإعلام العالمي، وترسيخ مفاهيم التعايش بين أتباع الثقافات والحضارات، وترسيخ هذه المفاهيم بلغة "الحوار" التي قاد مشروعها العالمي خادم الحرمين الشريفين. الارتقاء بمنظومة الإعلام السعودي، ليكون قادرا على مواجهة مختلف التحديات المعاصرة، والقيام بدوره الريادي تجاه العديد من المهام المنوطة به، التي يأتي في مقدمتها تصحيح الصورة " عن الإسلام، والمسلمين، والعرب عامة، ونقل الصورة "الحقيقية" إلى مختلف ثقافات العالم في صورتها البهية الحقيقية. الإيمان بما تخضع له الوسائل الإعلامية، وما يتميز به منتجها من كونه في حاجة مستمرة إلى الإبداع والتجديد والابتكار، وبأنه منتج معرفي ومعلوماتي، وخضوعه للمنافسات الحادة، ومدى حاجته إلى التكاملية المؤسسية في أداء رسالته. التأكيد على أن "جوهر" التطوير للإعلام السعودي، وهدفه هو "المواطن" بوصفه إعلاميا، وبوصفه مواطنا قارئا ومستمعا ومشاهدا، لإعلامه الوطني. الاهتمام بمواصلة إيجاد "الصناعة" الإعلامية السعودية، بمعيارية مهنية، على المستويات الإعلامية التالية: الوسيلة، المرسل، الرسالة، بمهنية إعلامية منطلقها العمل الإعلامي "الاحترافي" ليكون إعلاما منافسا. تميز الإعلام السعودي، وتفرده بمقومات عربية وعالمية، يأتي في مقدمة مقوماتها: المرجعية، التوازن في الرسالة والرؤية، الأصالة، القيام بدور ريادي تجاه قضايانا المحلية والعربية والإسلامية، والتحاور تجاهها على كافة المستويات الدولية، بحيادية، وموضوعية، وشفافية. استشراف المرحلة الإعلامية العالمية القادمة، برؤية محنكة ثاقبة، تستقرئ مرحلة إعلامية "معولمة" تشهد ثورة معلوماتية هائلة، وانفجارا تكنولوجيا في وسائل الإعلام، ووسائل الاتصال المختلفة، لرسم مسيرة إعلامنا السعودي عبر هذه التحولات، برؤية منطلقها الرسالة الإعلامية المتوازنة والهادفة، بين وسائل الإعلام عربيا وعالميا. وهكذا يمتد مداد مقولات خادم الحرمين الشريفين، تطلعات دؤوبة سامقة، لتظل رؤاها مشرقة بعطاء التنمية والتطوير، ناهضة بقضايانا الكبرى إسلاميا وعربيا، وراسمة مسارات الفوز بقصب الريادة والقدرة على التأثير، وتحقيق الأهداف المنشودة، والغايات السامية، والمقاصد العليا، التي تترجم مرجعية إعلامنا السعودي، ومنطلقاته الجلية الثابتة المتزنة، منذ أن أسس كيانه الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه – لتترجم مشاهد تطويره العديد من الشواهد في هذا العصر الزاهر، التي يأتي في مقدمتها، إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون، وإنشاء هيئة الإعلام المرئي والمسموع، وإنشاء هيئة وكالة الأنباء السعودية، كأولى عتبات التطوير، ولبنات التأسيس لمرحلة إعلامية معاصرة لمنظومة إعلامنا السعودي، منطلقها أن "جوهر" الرهان و "روحه" المواطن السعودي بوصفه قائما بالرسالة الإعلامية، أو مستقبلا لها.