أو قواعدنا للغة العربية، المعضلة حقا، فأنا أزعم لنفسي أنني تمكنت من النحو وأحطت به، ومع ذلك أرتكب أحيانا خطأ نحويا أو لحناً لا يرتكبه طالب في الابتدائية، ففي مقال أمس الذي نشر في صحيفة الرياض بعنوان: « أين تذهب هذا المساء » وجدت أنني كتبت: «ويقع على وزارة التربية والتعليم عبئا كبيرا» والصواب طبعا «عبء كبير» ولعل الأمر سبق قلم فأنا عجول في الكتابة ولا أدقق فيها كل التدقيق، على أنّ بعض اللوم يقع على مصحح صحيفة الرياض فكان يجب أن يلاحظ ذلك، وأيا كان الأمر فإنّ أيّ كاتب مهما كان ضليعا في النحو لا يسلم من اللحن، فالدكتور جابر عصفور مثلا وهو أستاذ لغة عربية وضليع في النحو وجدت أنه لحن حين جاء فيما كتب في صحيفة الأهرام: «فأنا بدلت الصحب بالكتاب» والصواب «أنا من بدلت الكتاب بالصحب» فالباء في النحو تدخل على المتروك بعد فعل بدل واستبدل وشوقي يقول: أنا من بدل بالصحب الكتابا لم أجد لي صاحباً إلاّ الكتابا واللوم لا يقع في الحقيقة عليّ أو على الدكتور جابر عصفور بل على نحونا القاصر والمعضل الذي لم نستطع أن نعدله أو نبسطه أو نضيف إليه منذ أن وضعه سيبويه، بعكس الانجليز الذين كان نحوهم معقدا فطوروه وبسطوه، بحيث يمكن تلخيصه في خمس صفحات، ولم يأت هذا صدفة، بل لأنهم تقدموا في مجالات الحياة الأخرى، أما نحن فقد تخلفنا في مجالات الحياة المختلفة، فكان حتما أن نتخلف في النحو..