كثيرون يؤكدون أنّ العاصفة التي مرّ بها نادي الاتحاد في عهد إدارة محمد فايز ومن بعده إدارة عادل جمجوم (المكلفة) قد هدأت وأصبحت السماء صافية والأجواء مشمسة والجو عليل وباقي الأمور كلها تمام التمام، وهذه حقيقة الواقع الذي نراه أمامنا، ولا يمكن لنا تجاهله أو غض الطرف عنه، فإذا فتشنا عن الأسباب التي أدت إلى هذا التّحول لوجدنا أنّ هناك أدوات كانت تؤجج الأجواء بطرائق مختلفة، واستطاعت الآن إخمادها وتهدئتها تماماً والتحكم في رتمها بطريقتها الخاصة المتقنة. فقد استطاعت ان تتعامل مع وعود الإنقاذ التي رفعتها إدارة إبراهيم البلوي شعاراً لها بطريقة بعيدة غير مهنية رغم أنّ وعوده لم تفِ حتى بالحد الأدنى، ولكنها تحاول في كل مرة تجييّرها لبند "الطناخة" التي لا أعلم شخصيا ما هي، ولا يجوز لأحد الحديث عنها أو تفسيرها أو معرفة أدنى تفاصيلها، المهم أنها مفردة من قاموس المدح وكفى!! فلو استعرضنا برنامج إبراهيم البلوي الانتخابي لوجدنا جُلّه ذهب أدراج الرياح على طريقة وعد عرقوب وسط صمت الإعلام الذي كان يتعامل مع خطوات الإدارة السابقة باستهداف واضح لكل تحركاتها وصمت آخر مريب من كبار الشرفيين الذين قدموه ومنحوه أصواتهم على أنّه المنقذ لمرحلة عدم اتزان مرّ بها النادي لأسباب كثيرة أهمها افتقاد النادي الدعم اللامحدود الذي حظيت به كل الإدارات على مدى عقدين ماضيين، وتوقف عند هذه الإدارة التي اجتهدت وحاولت أصابت وأخطأت، ولو لم تعمل سوى إتاحة الفرصة لجيل اتحادي شاب توجوه ببطولة كاس الملك للموسم الماضي والعودة لبطولته الآسيوية المحببة لكفاها، رغم أنّها وللأمانة كانت الأقل دعماً مالياً والأكثر استهدافا إعلامياً!!. السؤال عن الميزانية المفتوحة وشيك ال 30 مليونا التي وُضعت من الرئيس المنقذ إبراهيم البلوي كمغريات لمرحلة مختلفة يراها غالبية الجماهير وكثير من أعضاء الشرف خط أحمر، ولا يجب الحديث عنها الآن، بل يجب أن يكون ذلك قبل انطلاقة الموسم المقبل، وكل من يرى خلاف ذلك فلا يهمه استقرار النادي بل ويُجرد من اتحاديته، وهذا في رأيي خطأ فادح؛ لأنّ من يقرأ فصول برنامجه الانتخابي يجد ما يخالف ذلك تماماً، فهناك وعود آنية وأخرى مستقبلية، فمن لم يلتزم بالوعود الآنية البسيطة فهو حتماً لن يكون باستطاعته الوفاء بما تتطلع له الجماهير الاتحادية؛ لأنّ هذه مؤشرات مبكرة يستطيع من خلالها المحايدون تحديد هوية المرحلة القادمة، ومحاولة السعي إلى تلافيها مبكراً. تفكير هذه الإدارة بإعادة قائد الفريق السابق ولاعب نادي النصر الحالي محمد نور من جديد ما هي إلا محاولة لامتصاص الغضب الجماهيري المنتظر ليكون عوناً لها وكسب ودهم لكونهم ارتبطوا به نجما سابقا قاد الفريق لانجازات لا تُنسى، والإدارة تدرك جيدا وتعلم أن اضافته المعنوية لها كإدارة أمام عدم وفائها بما قطعته على نفسها أكثر من فائدته الفنية للفريق فضلاً عن محاولاتها تشويه صورة الإدارة السابقة أكثر التي تعاملت مع سلح وتشبيب الفريق بنظرة فنية بعيدة عن النظرة العاطفية التي لا تجدي في زمن الاحتراف الحقيقي.