قال الأمين العام لمجلس الشورى الدكتور محمد بن عبدالله آل عمرو، إن شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – شخصية متفردة توافرت فيه صفات القيادة وقوة الشخصية، والحكمة السياسية، والرؤية السديدة لقضايا الأمة، فهو رائد التحديث والإصلاح وربان سفينة التنمية الشاملة، وقائد سياسي فرض نفسه بحنكته السياسية ونظرته الثاقبة ومبادراته السليمة كواحد من أهم زعماء العالم. وأضاف الدكتور آل عمرو في تصريح بمناسبة مرور تسع سنوات على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً لهذه البلاد: إن خادم الحرمين الشريفين منذ أن تولى مقاليد الحكم في البلاد بادر إلى معالجة أهم القضايا التي كانت في طليعة اهتمام المواطنين، وعمل على ترسيخ اللحمة الوطنية، وسابق الزمن في تطوير البلاد وتحديث أنظمتها الإدارية والاقتصادية والاجتماعية، فهو يدرك –يحفظه الله– أن المرحلة تستوجب التحديث والإصلاح تبعاً للظروف والمتغيرات التي تشهدها المملكة، وللمستجدات المتسارعة التي يشهدها العالم من حولنا. وأوضح أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز –يحفظه الله– سجل فصلاً جديداً في تاريخ الدولة السعودية، تبدو ملامحه واضحة في هياكل الدولة وأنظمتها وآليات العمل، وفي القوانين والأطر الإدارية، وأدرك ببصيرته المستنيرة أهمية مواكبة حركة تطور المجتمع السعودي واحتياجات أجياله الشابة حاضراً ومستقبلاً فجاءت مبادراته، وقراراته لتؤسس دولة عصرية حديثة، ونهضة شاملة تقوم على دعائم اقتصاد قوي وتنمية مستدامة وأجهزة تنفيذية فاعلة، وقضاءً أكثر تنظيماً وتقنيناً، وتعليماً متطوراً بما شهده من نقلة نوعية في التعليم العالي بالتوسع في افتتاح الجامعات في مختلف مدن ومحافظات المملكة. وأشار معاليه إلى أن ترسيخ الوحدة الوطنية، وتعزيز الروابط الاجتماعية، ونبذ الفرقة والتطرف والغلو، كانت حاضرة في ذهن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فأنشأ مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بين مكونات الشعب، لتعزيز الوحدة الوطنية بوصفها الأساس لأمن واستقرا الدولة، كما اهتم –رعاه الله- بالقضاء على الفساد فأنشأ الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لتعمل على مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة والحفاظ على المال العام. وأبان أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز سعى إلى تعزيز الوحدة بين الأسرة المالكة وترابطها، وتنظيم انتقال الحكم وفق منظومة دستورية، مع الأخذ بالأسباب الشرعية، حيث أصدر نظام هيئة البيعة ليعمل على ترتيب وسلاسة انتقال الحكم في المملكة على مبدأ الشورى، والتوافق بالأغلبية على ترشيح من يتولى منصب ولي العهد. وتطرق الدكتور محمد آل عمرو إلى ما يحظى به مجلس الشورى من اهتمام ورعاية القيادة الرشيدة حيث لم يكن بمنأى عن التطوير والتحديث، ولعل أهم تحديث شهده المجلس في هذا العهد الزاهر هو القرار التاريخي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين بتعيين 30 امرأة عضواً في مجلس الشورى ابتداءً من دورته السادسة التي يمضي الآن في سنته الثانية من هذه الدورة. حيث رأى –يحفظه الله– أنه آن الأوان لتحتل المرأة السعودية مكانها في تنمية وطنها والمشاركة في المسؤولية الوطنية والإسهام بعلمها وخبرتها في نهضة وتطور بلادها. وقال: إن التطوير والتحديث الذي شهدته المملكة العربية السعودية في العهد الزاهر للملك عبدالله بن عبدالعزيز تحقق بفضل من الله ثم بحنكة وحكمة قائد تجاوز كل حواجز الجمود المصطنعة دون تعارض أو تناقض مع ثوابت العقيدة الإسلامية، وتقاليد مجتمعنا الأصيلة، تطوير وتحديث مدروس ومتدرج يقدم للعالم أنموذجاً متفرداً لدولة إسلامية، قادرة على مسايرة تطورات العصر ومستجداته، بما لا يتعارض مع هويتها وعقيدتها الإسلامية، وتقاليدها العريقة. وسأل معاليه الله تعالى أن يحفظ الملك عبدالله بن عبدالعزيز ذخراً لوطنه وأمته وللإسلام والمسلمين، وأن يديم عليه نعمة الصحة والعافية، وأن يمد في عمره، ويوفقه في مسيرة الخير التي يقودها نحو مزيد من التقدم والرخاء والازدهار لهذا الكيان المملكة العربية السعودية.