كلمة جميلة تطرب لسماعها آذان أصحاب الفطر السوية، تحمل في معناها الأسمى الشوق والأمان والارتياح والاطمئنان والاهتمام بك والحرص عليك، والفطرة في الإنسان هي الحب للحياة والتعايش مع من حوله، وفي نظري الحب درجات، وأعظم الحب هو الحب العقدي، ونحن باعتبارنا مسلمين نحب الله سبحانه وتعالى، ونحب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم ونقدمهما على حب ما سواهما، وبعدهما يأتي في المرحلة الثانية الحب الغريزي الفطري ، وهو حب الوالدين والأولاد والأموال، ويأتي بعدها حب منْ نشاء من الآخرين من الزوجات والأصدقاء ومن ترتاح لهم النفوس وحب الطبيعة وحب كل شيء جميل، وللأسف ففي مجتمعنا لدى البعض شوهت هذه الكلمة وأصبحت تختزل في معنى ضيق لها وهو العشق الممنوع الخفي، وأصبح البعض يتجاهل ولا ينادي ويخبر بها من يحبه حقاً في قرارة نفسه فهل هو غرور ذاتي أم ثقافة مجتمعية سائدة ؟؟! وأصبحت الزوجة تشتكي من الفراغ العاطفي، والزوج من عدم الاهتمام به، والفتاة من عدم الإحساس بها ومشاعرها، والابن لا أحد يفهمه، واستغل البعض من مدربي معاهد التدريب المادية هذا الوضع ليقيم دورات في موضوع (كيف تحب وغيرها من الأسماء اللامعة والخاوية مضموناً) وكأننا نعيش في غابات جرداء وتصحر عاطفي وجفاف في المشاعر والأحاسيس. ما أجمل أن تقول لمن تستحق الحب وبدون خجل(أمي أنا أحبك) وغيرها من الكلمات الرقيقة والحنونة التي تداعب مشاعرها فهي تتعطش لسماع هذه الكلمة مِمَّن تُحبه أكثر مما يحبها؛ لأن الأم كلها عطاء ودعاء ووفاء لا يتوقف وحب حقيقي في كل الظروف في صحتها ومرضها وسفرها وإقامتها، وهي شمعه الحياة ومنبع الحب ونور البيت وملح العيش وارتواء من العطش، فالابتسامة منها دواء، وحياتها جمال، وخدمتها شرف، وبرها توفيق، وتقبيل يدها بلسم لكل ألم، فاجعل في ميدان الحب أمك تحتل الصدارة وفي الحديث والتلطف معها انتقِ لها أفضل وأرق عبارة، واصنع لها جواً مما هي تحبه تستمع فيه واقرأ من تفاصيل وجهها طلباتها دون أن تحكي لك شيئا. ولا يقتصر هذا التعامل الجميل والنموذج المثالي مع الأم فقط بل المحيط الأسري الخاص بك، فكن دائما الشخصية المبادرة في التسامح والتغافل مع الأقارب والأصدقاء ليدوم الحب في حياتك والحياة قصيرة لا تستحق النكد والشحناء. دامت أيامكم حباً ووفاء مع من تحبون وتحياتي للجميع.