افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ومعالي عمدة كانساس سيتي سلاي جيمس وممثلة حاكم ميسوري ليندسي هيتر معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" في محطته الرابعة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فجر أمس الخميس في متحف نيلسون أتكنز للفنون بمدينة كانساس بولاية ميسوري الأمريكية، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية عادل الجبير والسفير عبدالله المعلمي مندوب المملكة الدائم لدى منظمة الأممالمتحده. كماحضر حفل الاستقبال الذي اقيم بمناسبة افتتاح المعرض عدد كبير من المهتمين بالشؤون الثقافية ورجال الأعمال والشخصيات البارزة في ولاية ميسوري الأمريكية الى جانب عدد من الطلاب السعوديين المبتعثين. وبين الأمير سلطان بن سلمان خلال كلمة له في حفل الافتتاح بأن المعرض يعتبر نافذة تتيح لزواره رؤية بلد صديق له تاريخه العريق وحاضره الزاهر بوصفه مهد الإسلام الذي يتجه الى مقدساته اكثر من بليون مسلم في انحاء العالم. واشار سموه الى العلاقات التاريخية بين المملكة والولاياتالمتحدة منذ لقاء الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه والرئيس روزفلت في اعقاب الحرب العالمية الثانية. ونوه الأمير سلطان بمكانة المملكة في الاقتصاد العالمي وعضويتها في مجموعة العشرين الاقتصادية ودورها الايجابي على النطاقين الاقليمي والدولي. وقال سموه إن معارض روائع آثار المملكة تمثل عنصراً مهماً في مشروع أكبر هو مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري للملكة الذي صدرت موافقة مجلس الوزراء عليه مؤخراً، والهادف لإعادة الاعتبار للتراث الوطني، ودراسته وفهمه وربط المواطنين به، بوصفه صفحات مضيئة لتاريخنا المشرق، وتقريب هذا التسلسل التاريخي العظيم إلى أذهان المواطنين وقلوبهم، وبالأخص فئة الشباب، للرفع من اعتزازهم بتاريخ الوطن، وتهيئتهم لإكمال مسيرة التقدم الحضاري لبلادنا. الأمير سلطان مع عمدة كانساس وأضاف سموه قائلاً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله يعد الملهم الأول لجهود العناية بالتراث الوطني، والموجه الدائم باستمرار لدراسة التراث بشكل أكبر والعناية بمواقعه لإدراكه «أيده الله» أن هذه البلاد ليست طارئة على التاريخ، وأن ثقلها على المستويات الإسلامية والاقتصادية والسياسية، وتميز مواطنيها في شتى المجالات ليس حادثاً جديداً على هذه المنطقة، بل لا بد لشواهد الآثار أن تثبت الدور الفاعل لإنسان الجزيرة العربية عبر العصور. وأشار الأمير سلطان إلى أن هذا المعرض، يفتح نافذة على تاريخ وحضارة المملكة العربية السعودية، وسوف يتمكن زواره من إدراك حقيقة أننا شعب يأتي من خلفية ثقافية عميقة الجذور، وتاريخ ضارب في القدم، وأن بلادنا تقف على أكتاف حضارات عظيمة وثقافات عريقة، ونحن فخورون بأن نعرضها على الناس. وأضاف سموه هذا المعرض يهدف لاطلاع العالم على أن الإسلام لم يهبط على أرض خالية أو في صحراء فارغة أو على مجموعة من الناس لم يكونوا إلا رعاة أغنام، فالإسلام هبط على حضارة عظيمة والعديد من الثقافات القديمة، وفي مكان كان نقطة التقاء العديد من طرق التجارة في الجزيرة العربية، التي كانت تعج بحركة القوافل التجارية، وكل هذه الأوضاع خلفت بصمتها على إنسان المملكة العربية السعودية. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن الاسلام حين ظهر لم يهمل الحضارات السابقة ولم يهمشها، بل احترمها وأبقاها ليستمر الفهم وتتصل العبرة. كما أوضح سموه بأن قيم الشعب السعودي والقيادة الرشيدة للمملكة هي التي تعزز من مكانة المملكة في العالم وبين الأمم، وهي البلد الشريك المهم في مجموعة العشرين وشريك قوي لدولة كبيرة في وزن الولاياتالمتحدةالامريكية. وأضاف الجميع يعلم الأبعاد الثلاثة التي تتميز بها المملكة العربية السعودية وتشكل شخصيتها أمام العالم، فالبعد الديني والبعد السياسي والبعد الاقتصادي المؤثرة في المستوى العالمي واضحة للعيان، إلا أن هناك بعداً آخر غير معروف إلا على نطاق ضيق، وهو البعد الحضاري للمملكة والذي يأتي مثل هذا المعرض للتعريف به، وإبرازه أمام العالم، ليحتل هذا الإرث الثمين المكانة التي يستحقها تاريخياً وحضارياً وثقافياً. واختتم الأمير سلطان كلمته بقوله: أشكر زملائي العاملين على تنظيم المعرض، وأشكر متحف نيلسون أتكينز لاستضافته للمعرض بمدينة كانساس، وأشكر متحف السميثينون على مساعدته المستمرة في تنظيم المعرض في جولته في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأشكر رعاة المعرض شركة أرامكو وشركة أكسن موبيل وشركة سابك وشركة العليان وشركة بوينج ومجموعة التركي الداعمين للمعرض، والجهات الأخرى التي ساهمت في إنجاحه.من جهته عبر مدير المتحف خلال كلمته التي ألقاها خلال الحفل عن ترحيبه بالأمير سلطان بن سلمان واعتزازه بإقامة معرض روائع آثار المملكة في مدينة كانس والفرص التي يوفرها المعرض للتعرف على التراث الحضاري لشبه الجزيرة العربية. وتحدث خلال الحفل كل من عمدة كانساس سيتي ورئيسة مجلس أمناء متحف نيلسون- اتكنز للفنون مرحبين بزيارة سموه وبعلاقات التعاون بين المملكة والولاياتالمتحدة في مختلف المجالات. عقب ذلك قام سمو الأمير سلطان بن سلمان يرافقه كبار ضيوف الحفل بقص شريط الافتتاح ايذاناً بانطلاق المعرض حيث اطلع سموه وضيوف الحفل على محتويات المعرض التي تمثل التراث الحضاري للجزيرة العربية. ثم حضر سموه وضيوف الحفل حفل العشاء الذي اقيم بمقر متحف نيلسون - اتكنز في هذه المناسبة. مدير المتحف يقدم هدية للأمير سلطان حضور كبير شهده حفل الافتتاح تكريم الرعاة يتناولون القهوه العربية