تواجهت قوى الامن الاوكرانية أمس مع متمردين موالين للكرملين في عدة مواضع شرقي البلاد، على ما اعلنت وزارتا الداخلية والدفاع في أوكرانيا. ففي الصباح الباكر استعادت القوات النظامية الاوكرانية السيطرة على مبنى بلدية ماريوبول، المدينة المرفئية في جنوب شرق البلاد، كما صدت هجوما على قاعدة للجيش في بلدة ارتيميفسك شرقا بحسب الوزارتين. واكدت مصادر لدى الانفصاليين خسارة مبنى بلدية مدينة ماريوبول التي تضم حوالى 500 الف نسمة. وشهدت البلدة في الاسبوع الفائت هجوما للمتمردين على الجيش ادى الى مقتل ثلاثة من الانفصاليين الذين كانوا يسيطرون على مبنى البلدية منذ 13 ابريل. وصرح وزير الداخلية ارسين افاكوف على صفحته على فيسبوك "البلدية حُرّرت ويمكنها استئناف العمل كالمعتاد". أما الهجوم الثاني فكان في ارتيميفسك شمال مدينة دونيتسك الخاضعة للمتمردين حيث قالت وزارة الدفاع ان حوالى 100 عنصر انفصالي هاجموا قاعدة عسكرية و"فتحوا النار بالاسلحة الاوتوماتيكية والرشاشات واستخدموا القنابل". واعلنت عن اصابة جندي بجروح لا تهدد حياته. وصرح الرئيس الانتقالي اولكساندر تورتشينوف "تم صد المهاجمين وتكبدوا خسائر فادحة". النيران تتصاعد من حاجز خشبي أحرقه المحتجون في مدينة سلافيانسك (أ.ف.ب) واكدت وزارة الداخلية الأوكرانية الهجوم الذي شنه الانفصاليون مؤكدة انه تم تحت قيادة "عسكري روسي". ولم يصدر اي تأكيد من مصادر غير حكومية لهجوم ارتيميفسك. أما الهجوم الثالث فكان على مدخل مدينة سلافيانسك (معقل الانفصاليين) ونتج عنه قتيل وجريح بعد ان هاجمتها مدرعات الجيش الاوكراني، بحسب سلطات طبية في المنطقة. واعلن المكتب الاعلامي لمنطقة دونيتسك ان "المعلومات التي تملكها الاجهزة الصحية في الادارة المحلية تفيد عن مقتل شخص وجرح اخر". ونقل الجريح الى مستشفى في سلافيانسك بحسب المصدر نفسه. وسياسياً أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي حاولا القيام ب "ثورة ملونة" جديدة في أوكرانيا، متهماً واشنطن باستخدام كييف كدمية لتحقيق الجيوسياسية. ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن لافروف قوله أمس الخميس، في كلمة ألقاها في منتدى الجامعات العالمي في موسكو، إن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي قاما في أوكرانيا بمحاولة إجراء "ثورة ملونة" جديدة وعملية لتغيير النظام بشكل غير دستوري، مشيرا إلى أن توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقا والمشاكل العالقة في المجال السياسي العسكري في أوروبا انعكست في الأزمة الأوكرانية. واعتبر أن الولاياتالمتحدة تحاول استخدام أوكرانيا كدمية في اللعبة الجيوسياسية، ولا يهمها مصير هذا البلد. وأعرب لافروف عن أمله بأن يتم تجسيد اتفاقات جنيف حول أوكرانيا في القريب العاجل بخطوات عملية، مشيراً إلى أن روسيا اقترحت في ديسمبر الماضي إجراء مشاورات في إطار روسياوأوكرانيا والاتحاد الأوروبي بهدف وقف تطور الأحداث نحو أزمة حقيقية، إلا أنه لفت إلى أن هذه المبادرة رفضت في ذلك الوقت. وأكد أن موسكو تدعو إلى إيجاد حل مشترك للأزمة الأوكرانية يخدم مصالح الشعب الأوكراني ككل، مشيرا إلى أن الجهود الدولية المشتركة هي التي سمحت بالتوصل إلى اتفاقات بشأن الملف النووي الإيراني، وكذلك نزع الأسلحة الكيميائية السورية. وقال لافروف إن الغرب ضحّى بروح الشراكة وكذلك بالعمل على خلق أجواء ثقة حقيقية في القارة الأوروبية من أجل سياسة احتواء روسيا، مشيرا إلى أن الغرب لم يتخلّ عن هذه السياسة في واقع الأمر أبدا. واعتبر أن الاتهامات الموجهة إلى روسيا بأنها قوّضت روح الشراكة في أوروبا من خلال استجابتها لإرادة سكان القرم عارية عن الصحة.