تشهد المملكة، ولله الحمد، نموا مطردا في شتى المجالات، ويشهد قطاع التعليم العالي نهضة غير مسبوقة على المستوى النوعي والكمي، حيث بلغ عدد الجامعات ثمانية وعشرين جامعة حكومية اضافة الى تسع جامعات أهلية ومجموعة كبيرة من الكليات، تضخ هذه الجامعات آلاف الشباب والفتيات كل عام الى السوق، حيث تجاوز عدد الخريجين في العام الماضي 1433/1434ه أكثر من 137 الف خريج من الجامعات الحكومية وما يزيد على 13 ألف من برنامج خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي، ويتوقع ان يكون هنالك زيادة سنوية في هذه الأعداد بنسبة ربما تصل إلى 10% خلال فترة ليست بالبعيدة، كما أن المتتبع للنمو السكاني في المملكة يلحظ أن النمو السكاني يتمتع المجتمع السعودي بمزايا كثيرة لعل من أهمها زيادة نسبة الشباب في التركيبة السكانية، وهذا مؤشر إلى زيادة طالبي العمل، وتأخر أو زيادة فترة الإنتظار للحصول على الوظيفة في ظل الزيادة المتصاعدة والمتوقعة في أعداد الخريجين سنويا، ما يساهم في زيادة نسبة البطالة وكذلك تدني مستوى الدخل لدى شريحة مهمة وغير قليلة بشكل متزايد سنويا، هذه الظروف تقود الى ضرورة البحث عن بدائل متعددة عن التوظيف الحكومي الذي لن يستطيع مواكبة الزيادة في عدد الخريجين. ولعل ريادة الاعمال او العمل الحر والمشاريع الصغيرة إضافة إلى بناء كيانات اقتصادية وصناعية كبيرة تكون هي الحل الأمثل لمثل هذه الظروف، حيث تساهم مثل هذه المبادرات في خلق فرص عمل جديدة وتوظيف أعداد جيدة تساهم في تقليل البطالة وزيادة الدخل لفئة الشباب وكذلك بناء ثقافة جديدة لدى الناشئة للعمل الحر وبناء كيانات اقتصادية صغيرة ومتوسطة. وقد استشعرت جامعة سلمان بن عبدالعزيز دورها ومسؤوليتها الاجتماعية في هذا الجانب، وحرصا منها في القيام بدور عملي فاعل ومؤثر بشكل إيجابي في البيئة المحلية، سارعت في دعم وتشجيع ريادة الاعمال من خلال عدد من المناشط، كان منها تبني كرسي الشيخ الداعج للتنمية المحلية، ودعم وتمويل عدد من الدراسات والمشاريع التي تؤسس لبناء مجتمع ريادة الاعمال في البيئة المحلية للجامعة. كما تبنت الجامعة مبادرة رجل الاعمال صالح الردادي باستحداث برنامج غيث لريادة الاعمال في الجامعة الذي نسعد هذا اليوم في الجامعة بتدشين سمو نائب أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله نشاطاته، فشكرا صاحب السمو على هذا التشريف وشكرا لرجل الاعمال صالح الردادي على دعمه ومساهمته الإيجابية في تنشيط المشاريع الصغيرة وتشجيع العمل الحر لدى جيل الشباب في محافظة الخرج وأماكن تواجد جامعة سلمان بن عبدالعزيز. ولعل مثل هذه المبادرات تشجع كثيرا من رجال الأعمال في السير على خطى من سبقوهم والمشاركة في مشاريع مشابهة تسهم - بعد توفيق الله - في حل بعض من مشاكل التوظيف، كما أن جامعة سلمان بن عبدالعزيز تسعد بأن تكون محضنا وموجها للتنمية في هذه المنطقة. * وكيل جامعة سلمان بن عبدالعزيز للدراسات العليا والبحث العلمي