برنامج "سينما شبابية" الذي يقدمه ويعده الإعلامي الشاب محمد الحمادي في القناة الثقافية السعودية يكاد يكون النافذة الوحيدة التي يطل منها السينمائيون على جمهورهم السعودي. وقد نجح البرنامج على مدى سنوات في التعريف بأعمالهم ومتابعة الجديد والمتميز منها بل وكان مواكباً للمشاركات السعودية في المهرجانات الخليجية ومازال بالطبع، وهو بلا شك جهد كبير يقوم به معد ومقدم البرنامج الحمادي وتوجه تشكر عليه القناة الثقافية. وقد تميز البرنامج بحضور مقدمه الذي يبدو متابعاً للحركة السينمائية وشغوفا بها وما أدل على ذلك من أنه أخرج مؤخراً فيلماً وثائقياً مما يبين إحساسه بالانتماء التي يلقي برنامجه الضوء عليها. لكن مقارنة بين برنامج سينما شبابية السعودي وبرنامج سينما بديلة على قناة البي بي سي البريطانية يكشف عن نقطتين تحسب للثاني وتعد نقصاً في الأول. أولها عرض الأفلام كاملة وهو أمر لا يحدث في سينما شبابية وثانياً القراءة النقدية التي تتواجد بشكل أكثر كثافة في البي بي سي منها في سينما شبابية. بالطبع هناك أيضاً استضافة للمخرجين في البرنامج البريطاني، واستضافة لنقاد في أوقات أخرى لإضفاء قراءة نقدية للفيلم. وفي الحقيقة لو تمكن برنامج "سينما شبابية" من عرض الأفلام السعودية القصيرة، فمن خلاله سيكوّن مكتبة هي غير موجودة حالياً في التلفزيون السعودي تحفظ أفلام المخرجين والمخرجات والتي سوف لن تتوفر لأحد بعد عدة سنوات إن لم تفكر قناة الثقافية في شرائها والاحتفاظ بها، خاصة تلك الأفلام التي حازت جوائز في مهرجانات مختلفة وشرّفت السعودية ومثلتها خير تمثيل في المحافل السينمائية. رغم كل هذه الملاحظات على "سينما شبابية" لا بد من الإشادة بالبرنامج في محاولته التعريف بجوانب متعددة في صناعة الأفلام من خلال استضافة المخرجين والفنيين من مجالات مختلفة متعلقة بالسينما، ولكن المسؤولية تقع على البرنامج كونه الوحيد المعني بهذا الموضوع. كما أن قناة الثقافية بحاجة إلى توسيع اهتمامها بالسينما السعودية حتى تحتوي السينمائيين بشكل أكبر، فأعدادهم في ازدياد والأسماء التي أثبتت وجودها سابقاً مستمرة، وبعد نجاح فيلم "وجدة" هناك آمال وطموحات لصناعة أفلام سعودية طويلة أخرى، ولذلك فعرض الأفلام القصيرة المتميزة وحفظها من الضياع هي مسألة مهمة وإن لم تتم حالياً فقد تصبح أصعب كثيراً فيما بعد.