قتل خمسون شخصاً على الأقل اليوم الخميس خلال هجوم شنته المعارضة المسلحة على واحدة من أهم الثكنات العسكرية في سوريا وتقع في حلب في شمال البلاد، حسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأضاف المرصد أن المعارك التي كانت لا تزال متواصلة مساء الخميس أوقعت ما لا يقل عن 27 قتيلا في صفوف الجنود وقوات الدفاع الشعبي الموالية للنظام ونحو عشرين قتيلاً في صفوف المعارضة بينهم أحد القادة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "شن مقاتلون معارضون بينهم عناصر من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وكتائب مقاتلة، هجوماً فجر اليوم على ثكنة هنانو في حلب". وأوضح أن الهجوم "بدأ إثر تفجير المقاتلين أنفاقاً أسفل مواقع للقوات النظامية" في محيط الثكنة، قبل اندلاع اشتباكات عنيفة لا تزال متواصلة. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري ان "وحدة من الجيش العربي السوري والدفاع الوطني تحبط محاولة تسلل العصابات الارهابية اثر تفجيرها ثلاثة انفاق في محيط ثكنة هنانو في حلب في محاولة لدخولها"، مشيرا الى ان القوات النظامية "قضت على اعداد من الارهابيين". واوضح عبد الرحمن ان الثكنة "هي من الأكبر للقوات النظامية في سوريا وتعد ذات أهمية استراتيجية لكونها تقع على مرتفع يشرف على الأحياء الشمالية لحلب"، كبرى مدن شمال سوريا. وأشار إلى أن موقع الثكنة "يتيح لها الإشراف على طريق إمداد أساسي لمقاتلي المعارضة من ريف حلب الشمالي"، وان سيطرة المقاتلين عليها تتيح لهم تأمين مناطق واحياء يسيطرون عليها في شرق المدينة. واوضح المرصد ان مقاتلي المعارضة حاولوا السيطرة على الثكنة في سبتمبر 2012، إلا أن القوات النظامية صدت هجومهم في حينه. كما أعلن المرصد أن مسلحي المعارضة سيطروا على مبان تقع قرب مركز استخبارات سلاح الجو في حي الزهراء غرب مدينة حلب. وقال المرصد ان المقاتلين المعارضين استهدفوا بقذائف الهاون اليوم، احياء في غرب حلب يسيطر عليها النظام، ومنها الحميدية والسليمانية والميدان. وافاد وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان القوات النظامية "تخوض اشتباكات عنيفة مع المجموعات الارهابية في منطقة الراموسة (جنوب) وتتمكن من دحرها (...) تمهيدا لتأمين الطريق العام". وتعتبر هذه الطريق خط امداد رئيسي للنظام بين حلب ووسط البلاد.