في مثل هذه الأيام من كل عام يحتفل أهالي جزيرة فرسان بمنطقة جازان بتظاهرة فريدة من نوعها وهي صيد سمك الحريد الذي يطل بمجموعة كبيرة صوب سواحل هذه الجزيرة ويعتبر موسم الحريد "سمك الببغاء" من الظواهر التي تتكرر سنوياً في جزيرة فرسان في منطقة تسمى بنفس المسمى المتداول للسمك ألا وهو منطقة "الحريد" وبالتحديد في "ساحل حصيص"، وذلك خلال شهري أبريل ومايو، ويأتي هذا السمك دائماً على شكل مجموعات يسميها الفرسانيون ب"السواد" وجمعها "أسودة"، أما المجموعة الصغيرة فيطلقون عليها اسم "القطعة". وقديماً كان الناس يتوجهون إلى منطقة الحريد في موسمه على ظهور الحمير والجمال، وذلك بعد صلاة الفجر مباشرة إلى أن يصلوا هناك مع طلوع الشمس ويبدأون بالتجمع على طول الاماكن القريبة من الساحل بغية مراقبة سطح الماء؛ ويمكن معرفة وجود السمك من وجود بعض الاضطرابات الخفيفة التي تظهر على سطح الماء وما إن يلحظ الناس تلك الاضطرابات التي يصدرها حتى يتوجه بعض صيادي الأسماك ممن قد اختيروا من قبل كبار البلد المتواجدين هناك ويقومون بإحاطة الأدوال "الشباك" حول السواد مع العلم أنهم لا يخرجون ما اصطادوه من الماء حتى لا يموت وممن الممكن رؤية السمك أثناء وجوده في وسط حلقة الشباك وهو يدور دون الاصطدام بالشباك الموجودة حوله ويكررون نفس الطريقة لاصطياد أسودة "مجموعات" أخرى من الحريد، ومن ثم يقومون بسحب تلك المجموعات لإدخالها داخل حلقة واحدة وبعدها ينادون على الشباب والأطفال لجمع شجيرات "الكِسْب" المتواجدة على طول الساحل والذي يقال إن جزيرة فرسان تنفرد بهذا النوع من الشجيرات الساحلية وبعد جمع كمية لا بأس بها يبدأون بإحاطة السواد "مجموعة سمك الحريد" بالأشجار وإزالة الأدوال "الشباك" من حول سواد الحريد بحيث تكون الشجيرات هي التي تحيط بالحريد في عمق لا يتجاوز النصف متر أحياناً وعندما يكون كل شيء جاهزاً تماما يصيح كبير الصيادين بأعلى صوته. "الضويني"، فما يلبث الناس المتواجدون على شاطئ الساحل بالركض كل يحمل كيسة المطوق ليجمع ما يستطع من هذا النوع من السمك وسط جو مليء بالفرح والسعادة. الاستعداد للصيد سمكة الحريد