لا أعتقد أن موضوعاً استغرق وقتاً طويلاً في النقاش والأخذ والرد مثلما أخذ موضوع العمالة المنزلية، حتى أصبح الكبير والصغير يتحدثان عنه دون حل يذكر، والأزمة عادة تتحدد بوقت معين وتنتهي، أما موضوع العمالة المنزلية فما زال في النقاش والأخذ والرد(وقَّع.. ما وقَّع) الأمر هل يحتاج لهذا الجدل المستمر من قبل لجان التفاوض، الموضوع يزداد ويتفاقم دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراج واضح، غير وعود لم تنفذ على أرض الواقع. نحن نحتاج لحل جذري لهذه الأزمة التي أرهقت كاهل الكثيرين بسبب الارتفاع الباهظ في الأسعار من قبل بعض سماسرة العاملات حتى وصل راتب الواحدة منهن ثلاثة آلاف ريال شهرياً، النقص الحاد في سوق العاملات، ليس وليد هذا الشهر أو الذي قبله، بل هو امتداد لأشهر عدة، أدت لتراكم الأعداد المطلوبة من قبل الأهالي وتضاعف أجورهن وأصبحن يشترطن وكأننا سنجلب خبراء ومتخصصين في بعض العلوم النادرة، السؤال: إلى متى سيبقى الوضع على ما هو عليه؟ وحتى وإن تم البدء في استقدام عاملات من بعض الجنسيات، سندخل في مشكلة مع أخرى لشروطهم المبالغ فيها من قبل المكاتب، بطلب 18000 لبعض الجنسيات، ناهيك عن التكاليف الأخرى، وقس على ذلك، والأدهى والأمر وارد جداً أن ترفض هذه أو تلك العمل، أو تضع شروطاً إضافية وتُجبر نفسك على قبول الوضع لأنك لا تود أن تخسر أكثر، إضافة لاستحالة وجود بديل، أصبحنا رهن نفسيات العاملات (لا تقولون لهن شيئاً) (لا تزعلونها). رمضان قادم بإذن الله تعالى، وكلما اقترب فرح بعض السماسرة من ضعاف النفوس للأسف، حيث يستغل مثل هذه الأزمات لمضاعفة أمواله، وأنت لا حول لك غير الانتظار للتوقيع، والقبول بشروط بلدانهم التي أصبح بعضها تعجيزياً مع الأسف الشديد، يمكنك زيارة أي مكتب استقدام لتعرف الأسعار، أضف إلى ذلك أنه لا يوجد غير جنسيات معينة، الغريب أن تلك المكاتب تعطيك قائمة الشروط المطلوبة، وعندما تصلك، قد تجدها على النقيض تماماً، ويعلمون أنك لن تتحدث معهم، فلا بديل لك عن الانتظار لستة أشهر أو أكثر، ليأتيك العوض! قيمة استقدام عالية، ومرتب باهظ، وشروط تعجيزية. فيا ترى متى ستنفرج هذه الأزمة وللأبد؟!