يشكل العمل التطوعي أهم الوسائل المستخدمة لتعزيز دور الشباب في الحياة الاجتماعية والمساهمة في النهوض بمكانة المجتمع في شتى جوانب الحياة، كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلبا من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات، وتزداد أهمية العمل التطوعي يوماً بعد يوم نظراً لتعقد ظروف الحياة وازدياد الاحتياجات الاجتماعية، وخير شريحة ممكن أن تنجح العمل التطوعي وتعطي فيه باندفاعة وحماس تصل به إلى حد الإبداع هي فئة الشباب كونهم قادة الغد. والتطوع ظاهرة مهمة للدلالة على حيوية الجماهير وإيجابيتها، لذلك يؤخذ مؤشراً للحكم على مدى تقدم الشعوب لإبراز الصورة الإنسانية للمجتمع وتدعيم التكامل بين الناس وتأكيد اللمسة الحانية المجردة من الصراع والمنافسة، لأن العمل التطوعي يزيد من لحمة التماسك الوطني. وهذا دور اجتماعي هام يقوم به العمل التطوعي. ان زيادة إقبال الشباب على العمل التطوعي يرجع إلى الثورة المعلوماتية التي نحياها الآن، والانفتاح على الآخر الذي يقدر قيمة هذه الثقافة ودورها في الرقي بالفرد ودوره في المجتمع، وأن العائد المعنوي الذي يقدمه العمل التطوعي يفوق أي مقابل مادي، يكفي خدمة الناس والراحة النفسية التي تعود على المشاركين فيه، والشعور بقيمة الحياة، وإحساس الفرد بقيمة ذاته، ومدى إفادته ونفعه للآخرين والمجتمع، واكتساب خبرات كثيرة جدا في أغلب مجالات الحياة، وتكوينه شبكة علاقات اجتماعية كبيرة جداً بفضل العمل التطوعي. ومع أن العمل التطوعي لا يهدف إلى تحقيق أي ربح مادي إلاّ أن هذا النشاط الإبداعي الخلاق يشكل في الكثير من البلدان إضافة مادية هامة ودافعاً من دوافع التنمية بشتى مجالاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للنهوض والارتقاء بالمجتمع ودفع عجلة التنمية. وتظهر أهمية العمل الاجتماعي التطوعي للشباب بما يحققه من نتائج كثيرة لدى الشباب من خلال تعزيز الانتماء الوطني لديهم، وتنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية المختلفة وإعطائهم الفرصة لإبداء آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة وإبداء الحلول لها. ورغم ما يتسم به العمل التطوعي (الاجتماعي) من أهمية بالغة في تنمية المجتمعات وتنمية قدرات الأفراد، إلاّ أننا نجد نسبة ضئيلة جداً من الأفراد الذين يمارسون العمل التطوعي، فهناك عزوف من قبل أفراد المجتمع، وخاصة الشباب منهم، عن المشاركة التطوعية بالرغم من أن الشباب يتمتع بمستوى عال من الثقافة والفكر والانتماء وبالرغم من وجود الأنظمة والمؤسسات والبرامج والجوائز التي تشجع الشباب على المشاركة بشكل فاعل في تنمية مجتمعهم. وأخيراً ومن أجل النهوض بالعمل التطوعي لا بد من غرس ثقافة التطوع في نفوس النشء وتبني مشكلات المجتمع على أن يتوافق تكليف المتطوع مع إمكانياته وقدراته، ومراعاة رغبات المتطوع وظروفه وإعطائه الثقة في نفسه بالإضافة إلى إيجاد التسهيلات والحوافز للمتطوعين، وإنشاء مراكز لتجمعهم وخلق باب للمنافسة فيما بينهم لإخراج أقصى الطاقات الموجودة لديهم ودفعهم نحو المزيد من المشاركة التطوعية في العمل العام، وتطبيق الأسلوب العلمي من خلال خبراء متطوعين وصنع قنوات اتصال مع منظمات شبيهة بدول أخرى من دون حساسية أو التزام رسمي والاستفادة من تجاربها الناجعة القابلة للتطبيق.