أحدث هبوط الأنصار إلى دوري الدرجة الثانية، حالة من الصدمة والغضب والغليان داخل أروقة النادي، وفي مقدمتهم محبو وجماهير النادي والذين حملوا الإدارة المسؤولية وطالبوا فتح تحقيق لمعاقبة المتسببين، وهو الذي كان مرشحاً في بداية الموسم للمنافسة على بطاقتي الصعود ل"دوري عبد اللطيف جميل"، إلا أن المتابعين صدموا بنتائجه الضعيفة حتى أضحى بداية الدور الثاني من دوري "ركاء" من المرشحين للهبوط، بعد بقائه في مؤخرة الترتيب خلال الجولات ال 12 الأخيرة، بنتائجه المتواضعة وظهوره الضعيف في السواد الأعظم من مباريات الدوري، فكانت المحصلة النهائية المركز قبل الأخير في ترتيب الدوري ب 27 نقطة فقط، بعد الخسارة في 14 مواجهة، مقابل التعادل في تسعة لقاءات، والفوز بست مباريات فقط، وسجل مهاجموه 27هدفاً، فيما استقبلت شباكه 47 هدفا، ورغم انتصاره الأخير على الجيل بنتيجة 1- صفر في الجولة قبل الأخيرة، إلا أن نظام المباريات المباشرة الذي اعتمد من قبل لجنة المسابقات باتحاد الكرة لتحديد الفرق الصاعدة والهابطة، وبعد خسارته ذهاب وإياب من حطين ساهم في إعلان هبوطه قبل نهاية الدوري بجولة. الاهتمام الشرفي جاء متأخرًا وتعتزم إدارة النادي رفع اعتراض لاتحاد الكرة حول تعديل نظام تحديد الفرق الهابطة، والمطالبة بالعودة لنظام الموسم الماضي، كونه لم يصل خطاب رسمي بهذا التعديل. * أربعة رؤساء وثلاثة مدربين الأجواء الصحية لم تكن موجودة بنادي الأنصار منذ نهاية الموسم الماضي بعد اعتذار الرئيس السابق محمد نيازي عن البقاء في كرسي الرئاسة، ثم تكليف إدارة مؤقتة لمدة ثلاثة أشهر برئاسة ثابت جنيد، ثم ترشيح إدارة عادل الغامدي لمدة خمسة أشهر، ثم انتخاب الرئيس الجديد احمد خواجة، مما أثر سلبا على أوضاع فريق الأنصار خلال الأشهر الماضية، وأدى إلى تباعد واسع بين النادي وأعضاء الشرف، ليزيد هذا القرار من أوجاع الجسد الأنصاري. وكان الفريق فقد بريقه بعد تنازل الإدارة السابقة عن أكثر من نصف نجوم الفريق بعد رفض تجديد عقود أكثر من ثمانية لاعبين أساسيين وتنسيق أربعة آخرين بداعي الأوضاع المالية، وعلى رأسهم الحارس عبدو بسيسي والمدافع فهد بركة والظهير إبراهيم السبيع والمهاجم رائد بركة وقبلهم تركي خضير فكان تأثيرًا واضحًا والمستقبل لم يكن يخبئ للأنصار سوى المزيد من الخيبات. وذاق فريق الأنصار عدم استقرار الأجهزة الفنية، فبعد إلغاء عقد المدرب التونسي الهادي الوالي، تقرر التعاقد مع المدرب التشيكي اوتكار بداية الموسم، صدمت جماهير النادي بضعف وسوء الاستعداد وعدم التعاقد مع لاعبين جدد لتغطية عجز رحيل نجوم الفريق الأنصاري والذي كان قبل ثلاثة مواسم يشارك في دوري المحترفين، إلا أن طموحات الأنصاريين سرعان ما تبخرت، بعد تقديم الفريق لنتائج ضعيفة بداية الموسم بتلقيه سبع خسائر في عشر مباريات والتي ساهمت بهذه النكسة التي واكبته طويلاً، ثم قررت الإدارة إلغاء عقد المدرب التشيكي والتعاقد مع الوطني أيوب غلام وبعد تحسن طفيف للنتائج، عادت الخسائر من جديد بعد تأثر اللاعبين بوجود حالة من المنازعات الإدارية داخل أروقة النادي قبل الجمعية العمومية للنادي بين بعض منسوبي النادي، وصلت لتبادل الاتهامات بين بعضهم، ثم الاستعانة بمدرب الوحدة المقال محمد صلاح ولكنها كانت متأخرة كثيرا ولم تنقذ الفريق من الهبوط، إلى دوري الدرجة الثانية لأول مرة منذ ثلاثين عاماً مضت. وتسببت حالة الفجوة الواسعة بين أعضاء إدارة النادي وأعضاء شرفه، مما حجب الدعم عن النادي، وبات الأنصار خلال الموسم يعيش تحت وطأة الضائقة المالية، التي ألقت بظلالها السلبية على مسيرة النادي في دوري "ركاء"، وزادت الأخطاء الإدارية التي توالت منذ بداية الموسم بسوء بالاستعداد والتفريط بالنجوم، فلم يكن البدلاء الجدد في مستوى النجوم السابقين، واخفقت إدارة النادي في استقطاب لاعبين مميزين من أندية أخرى، يساهمون في تقوية الصفوف الأنصارية، ليكون الهبوط لدرجة الثانية هو العنوان الأساسي. الاهتمام بالمناصب والجمعية العمومية على حساب الفريق ساهم بالنكسة والمتابع للمشهد الأنصاري منذ الموسم الماضي، يلمس حالة من التكتل والاهتمام الإداري الواسع بالمناصب، على حساب فريق القدم الذي لم يلق اهتماماً كما الحال في الجمعية العمومية للنادي والتي كانت من الأسباب الجوهرية فيما حدث للأنصار. ويعتزم عدد من محبي النادي إلزام رئيس النادي تشكيل لجنة عاجلة من بعض نجوم الفريق المعتزلين بهدف تقديم تقرير حول وضع لاعبي الفريق للإبقاء على إبرز النجوم والاستغناء البقية، والاعتماد على تقديم فريق شاب والتعاقد مع جهاز فني جديد، والإعداد لمعسكر باكر للموسم الرياضي المقبل. - -