تجري اليوم الأحد في فرنسا الدورة الثانية من الانتخابات البلدية على خلفية انحسار اليسار وبخاصة الحزب الاشتراكي الحاكم في أعقاب الدورة الأولى التي نظمت الأحد الماضي. وقد خسر الاشتراكيون منذ الدورة الأولى كثيرا من المدن التي كانوا يديرونها. ويسعى الحزب الحاكم إلى الحد من خسارته التي كانت متوقعة ولكن ليس بالحجم الذي أسفرت عنه نتائج الدورة الأولى. أما المنهجية التي يستخدمها الحزب الاشتراكي لمحاولة تحقيق هذا الغرض، فهي تقوم على بعض العناصر وأهمها ثلاثة وهي حشد ناخبي اليسار التقليديين، والاتفاقات التي أبرمها مع أحزاب اليسار الأخرى وحزب الخضر في أعقاب الدورة الأولى، والعناية بشكل خاص خلال الحملة التي مهدت لدورة اليوم بالمدن الكبيرة. فقد لوحظ أن اليمين المتطرف وأحزاب اليمين التقليدي نجحت قبل الدورة الأولى بشكل أفضل بكثير من الأحزاب اليسارية في تعبئة ناخبيها. ومن ثم فإن الحزب الاشتراكي حاول إقناع ناخبيه التقليديين في الأيام الأخيرة بأنه من مصلحتهم الذهاب اليوم إلى مكاتب الاقتراع للحيلولة دون عودة أحزاب اليمين التقليدي لإدارة مدن كثيرة. ودعا رئيس الوزراء الفرنسي ناخبي اليسار التقليدي إلى التصويت لفائدة مرشحي اليمين التقليدي إذا اقتضى الأمر ذلك للحيلولة دون انتصار مرشحي حزب « الجبهة الوطنية « اليميني المتطرف الذي كان المستفيد الأول من الدورة الأولى. فقد تمكن هذا الحزب لأول مرة في تاريخ الانتخابات البلدية من افتكاك مدينة «إينان بومون» الواقعة في شمال البلاد من بين أيدي اليسار. وهو يطمح اليوم إلى الفوز في مدن أخرى تقع بشكل خاص في جنوب البلاد. وحتى يعزز الحزب الاشتراكي حظوظه في البقاء في عدة مدن كان يديرها حتى الآن، اضطر إلى إبرام اتفاقات مع أحزاب اليسار الأخرى وحزب الخضر وبخاصة في المدن الكبرى التي يسعى إلى كسبها أو الاحتفاظ بإدارتها. وإذا كان بإمكان الاشتراكيين الاحتفاظ بإدارة مدينة ليون، فإنه من الصعب عليهم تحقيق هدف كانوا يعتقدون أنه سهل المنال وهو افتكاك مدينة مرسيليا من بين أيدي اليمين التقليدي. فقد حصل مرشح الحزب الاشتراكي في أعقاب الدورة الأولى على المرتبة الثالثة بعد مرشح اليمين التقليدي ومرشح اليمين المتطرف. وفي باريس، كان الاشتراكيون يعتقدون أنه من السهل جدًا على مرشحتهم بز مرشحة اليمين التقليدي، فحصلت هذه الأخيرة في أعقاب الدورة الأولى على أكبر نسبة من أصوات ناخبي العاصمة بينما أحرزت مرشحة الحزب الاشتراكي المرتبة الثانية. وما هو ملفت للانتباه في الانتخابات البلدية التي تجري في باريس هذا العام أنها ستسمح لأول مرة في التاريخ بانتخاب امرأة بدل رجل أياً تكن نتائج الدورة الثانية.