هذا معجم أدبي مضمخ بالثقافة التي فصلها مؤلفه الدكتور حمدي السكوت وهو على رأس فريق من الباحثين كالدكتور أحمد درويش وحسين بافقيه والدكتور ظافر الشهري والأستاذ فاروق شوشه وفائز الداية ومحمد حمدان ويعقوب الشاروني ويوسف الشاروني، بل إن عدد هذا الفريق قد يصل إلى مئة عضو وباحث من كافة البلدان العربية. وقد عمل هؤلاء على تحليل المصطلحات والأعلام والتراجم التي تندرج خلالها في مسارات وأنهر القاموس. أضف إلى ذلك سهولة التناول، حيث يلتزم منهج الكتاب أو هذا المعجم والقاموس بالترتيب الألفبائي أو الحروف الهجائية كما هو معروف في تاريخنا وتراثنا العريق. ولم يكتف أصحاب هذا القاموس في شرح وتقديم المصطلحات بل إنهم أضافوا إلى ذلك تراجم للشخصيات الأدبية، وكذلك فعلوا مع التعريف بالمجلات الأدبية التي أوسعوها تعريفاً وترتيباً من حيث أهميتها، لا من حيث صفحاتها أو أبوابها أو فصولها، كما قدم فريق العمل معلومات عن المجالس الثقافية والصالونات الأدبية والمقاهي والمكتبات ذات الأهمية التاريخية في الوطن العربي. وأغلب ما في هذا القاموس أو المعجم تراجم وسير لأدباء وكثير من المثقفين، وهو منظور واقعي فالأعداد منهم كثيرة سواء كانوا أدباء أو كتاباً أو باحثين أو شعراء أو مؤرخين للأدب والثقافة ونظراً لتعدد المشاهير من هؤلاء، فإن بعض فريق هذا العمل قد يقدم تعريفاً مطولاً بالعلم أو يأتي أحد منهم بترجمة متوسطة هي إلى القصر أقرب منها إلى الطول، الأمر الذي قد يفهم المتلقي أن هذا الباحث أو ذاك منحاز إلى شخصية ما دون شخصية أخرى، من الأعلام الواردة في القاموس ترجماتها بأهم الأعمال التي قدموها للتاريخ. ولا شك أن الدكتور حمدي السكوت قد بذل جهداً واسعاً من خلال الإعداد والتحرير لهذا العمل الأدبي العريض في قيمته المعنوية وقيمته الثقافية أيضاً، فلديه معلومات ورؤوس أقلام من خلال البطاقات البحثية للمعلومات والأعداد والسنوات التي أمضاها كل علم من أولئك الأعلام المترجم لهم في هذا القاموس ومن خلال الأحداث التي عايشوها وكذلك المواقف الأدبية أو النقدية أو العلمية أو الفنية، كل أولئك لها أهميتها التاريخية، لذلك نجد ضخامة حجم هذا الكتاب المعجمي في الآداب والعلوم والفنون، بل إنه قد ناهز ست مئة وأربعين صفحة من القطع الكبير. وليس أمر هذا القاموس بالشكلية أو المظهرية، وإنما محتواه هو المدروس والمقبول من هذا الرجل وفريقه الثقافي والعلمي، على ما قد نجد من اختلاف في الرؤية والرأي من قبلنا مع هؤلاء الأشاوس في كثير من مواقفهم الشللية والشخصية والهوية الثقافية التي ينتسبون إليها وما إلى ذلك من المواقف المختلفة، لأن هذه تعد سلبية معنوية وفكرية أيضاً لأن العلم يمنع صاحبه أن يقدم أمراً دون آخر أو شخصية دون أخرى من خلال العمل الأدبي هذا، فالواقع هو الحق المتبع ولا ينبغي إخفاء معلومات أو أفكار، فقد ورد عن نبي الأمة قوله: "بلغوا عني ولو آية". ومن الجدير ذكره هنا ونحن نقدم رؤيتنا النقدية لهذا القاموس العظيم إكثار أصحابه من المعلومات التي قد لا توجد في سواه، أي سوى هذا القاموس فأغلب فريقه هم أدباء ومثقفون ومتخصصون وباحثون في الأدب واللغة كذلك، فنحن لا نشك في هذا العمل الضخم الذي قدموه للساحة الأدبية والثقافية والفنية والفكرية، لأنه في نظرنا يمثل مرحلة موضوعية وتاريخية من مراحل أدبنا العربي في العصر الحديث، بل إننا نرى أن هذا العمل يعد مرحلة انتقالية تاريخية وإحصائية وأدبية وثقافية في نفس الوقت. على أن ثمة نقصاً إحصائياً في إدخال أدباء وشعراء في هذا العمل، فقد ضمن القاموس أعلاماً وشخصيات أدبية وثقافية لما لم يرحلوا بعد، وكان الأجدر بمنهج هذا الفريق المميز أن يضموا آخرين لازالوا على قيد الحياة إضافة إلى من قد رحلوا عن دنياهم على الرغم من أنهم من المشاهير والأعلام الكبار الذين لم يعطوا حقهم من الذكر والاهتمام والبيان والعد. على أن الحق والحق يقال نجاح هذا العمل بمقادير جمة ودرجات عليا من الآداب والعلوم والفنون التي طرحت في قاموسهم الألمعي قاموس الأدب العربي الحديث الذي نرى أن يكون لدى كل أديب أو محب للأدب نسخة من هذا الكتاب. ولله في خلقه شؤون.