يمر يومها، كان الجمعة 21 آذار/ مارس، يوماً غير عادي كل ما فيه بهجة للأمهات، بهجة لا تعادلها بهجة ليس بتلك الأشياء الجميلة التي يحضرها الأبناء ولكن بالتواصل.. يوم 21 يوم الأم العربية، تصدع فايزة أحمد ب(ست الحبايب)ويبدو كأنه النشيد الوطني العربي الموحد ليوم الأم.. بينما هناك أغان جميلة وشعر أجمل للأم على مدى سنوات طويلة لنأخذ فقط ذاك اللحن الجميل لمرسيل خليفة والشعر الأجمل لمحمود درويش: أحن إلى خبز أمي، وقهوة أمي ولمسة أمي، وتكبر في الطفولة يوماً على صدر أمي، وأعشق عمري لأني إذا مت أخجل من دمعة أمي.. حتى آخرها. كم تبدو الكلمات معبرة وصادقة.. أمهات نتمنى موتنا قبل أن نفقد لنا أبن أو بنت، لا يؤلمني الذهاب لعزاء كثر ألمي لعزاء أم بأحد أبنائها وأعود لأحيط أبنائي وأبناء العالم كله بآية الكرسي وسورة ياسين. كي تعيش الأم مرتاحة البال حاضنة لصغارها، عارفة مواعيد دواءهم وأكلهم، تجد الخبز والماء والخضار لهم، لابد من سلام يرفرف على العالم وعلى وطنها بصورة أخص. كم فقدت المرأة العربية خلال السبعين سنة الماضي، كم فقدت صغارا ورجالا وربت أيتاما، ووقفت على أبواب أسراب شحنات المحسنين في طرقات هجراتها المتعددة، والتي لا تاريخ ينهيها، ترى هل ستلحقها أمهات أكثر ويظل الدم نازفا.. هذا ما يروع المرأة ويسحب منها فرحة يومها حتى وهي جدة حولها أحفادها. يوم الأم العربية هو يوم السلام يعم الأراضي، يوم يعود للبستان تدفق مائه، ولادة جذور جديدة لشجر وعشب يعود أخضر ومن ثم يزهر من جديد وتعود الحنطة لسنبلها، والخبزة الحارة لفم الصغار، والبرتقال والليمون لأغصانها. يوم المرأة العربية لا يحمل أخ خنجراً ليطعن أخيه، يومها أن يتدفق الحب في الشوارع، بدل الدماء، يوم الأم تعود المهاجرة لبيتها ومطبخها وشباكها الذي يطل على حارتها، وقهوة صبح تتناولها وجارتهاعلى شرفة منزلها. يوم الأم العربية، أن تكون مدنها جميلة وبسيطة وآمنة. بلا سرقات ولا تحرشات بصغارها، آمنة من حوادث الطرق، فلا يفقد الشباب زهرة أعمارهم، هكذا يكون يوم المرأة العربية. الهديا الملونة والفرح ليوم لابد أن تعم كل الأيام، وأن يرتاح قلب الأم العربية. فلا تنتظرالأسوأ ولكن تنتظر الأجمل مع كل عزف بلبل وتغريدة طير مع شقشقة الفجر. الأم العربية تريد أن تفرح بأطفالها، صحيح لم تعد تخبز الخبز لكنها تعد كل حياتها لهم.. لذا كم يكون حزيناً ومؤلماً وشمعات حياة أبنائها تنطفئ في الطرقات والحروب والقتل على الهوية بدلا أن تبقى تؤسس لأوطان جميلة وتبني تنمية وتدور المصانع، لا قنابل تنسفها ولا عبوات تقطع الأجساد في الطرقات. هكذا يكون يوم المرأة العربية شباب يعزف لحن الحياة ويعيد عزفاً جديداً لحياة جديدة.. نريد مصانع عامرة وبساتين وحدائق ونريد حياة تسر الصديق لامماتاً يفرح العدى. كل عام والأم العربية طيبة.. كل عام والأم العربية يكبر أملها ويزدهر.. ولتطيب لنا الحياة.